بقلم – أحمد أيوب
اعترف محمد تيسير بأنه سليل إرهابيين بالوراثة، قالها بلا مواربة، إن طارق الزمر رمزه وقدوته، وأنه يسير على دربه، لا تغيير ولا تبديل لشرع الزمر، ورغم ذلك سمحنا له بأن يترشح جهاراً نهارًا لرئاسة حزب البناء والتنمية ويفوز بالأغلبية، بل سمحنا وبكل بساطة لحزبه المسكون بالإرهابيين أن يظل موجوداً على الساحة، ويعلن عن نفسه، ويجرى انتخابات، تغطيها الصحافة والإعلام، سخرية مصرية من نوع نادر الوجود فى العالم كله، “سليل الجماعة الإرهابية بقى رئيس حزب، حملة السلاح بقوا سياسيين»، ويقينا سيشاركون فى الانتخابات المقبلة، برلمانية، وربما رئاسية لو أرادوا.
بأى منطق نتحدث عن محاربة الإرهاب؟ بأى عين ندعى أننا نواجه الإرهاب ونجفف منابع التطرف»، ونحظر الكيانات الإرهابية، ونترك حزباً كهذا يرتع كما يشاء، ونترك أعضاءه يجتمعون لينتخبوا رئيسا، تاريخه الدموى معروف من عين شمس إلى المطرية، «رد معتقلات إرهابيين» ومسجل خطر عنف وإلقاء مولوتوف؟ لو كان حزب البناء والتنمية كياناً مدنياً إصلاحياً مؤمناً بالدولة التى نعيش فى ظلها قولوا لنا وريحونا، وإن كان كما نعلم جميعاً وكراً إرهابياً يحوى ثعابين عقارب، فلماذا تصرون على بقائه يخرج علينا قادته بتصريحات تشوه كل ما أنجزناه، رئيس الحزب المزعوم، فى أول تصريحاته لم يخش من وصف ثورة الشعب فى ٣٠ يونيه بأنها انقلاب، يعنى حزبه إرهابى بالثلث، لا يعترف بنا كدولة ولا بالحكومة الموجودة ولا بالدستور، الذى قام على أساسه ولا بأى شيء فى البلد سوى الجماعة الإرهابية، ومنْ حولها من قتلة وحملة سلاح وتكفيريين.
تيسير لم تتوقف اتصالاته بقيادات الجماعة الإرهابية بالخارج، وعلاقته بمحمد الإسلامبولى، أحد قيادات القاعدة، ليست خافية على أحد، تيسير ترشح أصلا بقرار وتعليمات من طارق الزمر، رئيس الحزب الإرهابى الهارب، ليكون ستارًا لمن يديرون حزب القتلة من الخارج، تيسير الذى سبق وخان وعده مع أجهزة الأمن وعاد للعنف ودعم الإرهاب ما زال من المهووسين بالعقيدة الوهمية المسماة بـ«عودة الشرعية”، قالها أحد قادته من قبل «من يشك فى عودة مرسى يشك فى وجود الله» .. أستغفر الله العظيم ، تعالى الله عما يتوهمون.
تيسير ما زال من الرافضين للقيمة الوطنية الكبرى لجيش مصر، والمؤيدين لمحاربة الجيش والشرطة؛ لأنهم حماة الطواغيت -على حد زعمه- كان واحداً ممن قادوا مظاهرات الإرهابية بعد ٣٠ يونيه، وكان ممن نادوا بالقتال ضد الدولة والساعين لإسقاط مؤسساتها، هل نعلم كل هذا ونقبل أن يصبح رئيساً لحزب، بل ونسمح لحزبه أصلاً أن يستمر، وأن يخرج لنا لسانه كل يوم ليصفنا بالانقلابيين، ويطالبنا بالشرعية من على منصة حزبه الإرهابى مثلما يطالبنا بها رئيسه المعزول من خلف القضبان.
مكان تيسير وأمثاله خلف القضبان وليس على منصة الأحزاب؛ لأنهم أول من أذاقوا المصريين ويل الإرهاب والقتل وسفك الدماء، وأول من ساندوا حكم الجماعة الإرهابية، وأول من هددوا على منصة رابعة بالانتقام من المصريين لعزلهم الخائن وجماعته.
ومكان حزب البناء والتنمية الحقيقى فى لجنة التحفظ على الأموال، فهو حزب إرهابى العقيدة والفكر ومقراته أوكار وممتلكاته تصلح كـ “أحراز” لجريمة إرهابية مكتملة الأركان، فأين لجنة الأحزاب؛ لتمارس دورها فى حماية البلد من هذه الكيانات، التى تهددنا فى حياتنا، وتهدد الدولة وأمنها وجيشها وشرطتها، لماذا تأخرت الأحكام فى دعاوى حل تلك الأحزاب، التى بنيت على مبادئ إرهابية، وتشكلت من إرهابيين، أم أننا مطلوب منا أن نحترم هذه الأحزاب، وأن ننتظر يوماً يخرج علينا محمد تيسير مرشحاً، يرفع أعوانه لافتة (انتخبوا ممثل الإرهابي طارق الزمر)؟!.