بقلم – محمد رمضان
يشهد مهرجان القلعة للموسيقى والغناء الذى يضىء أرجاء قلعة صلاح الدين الأيوبى لمدة خمسة عشر يومًا أثناء دورته السادسة والعشرين حالة من الزخم الفنى والإقبال الجماهيرى الشديد على حفلاته، مما تسبب فى إحداث أزمة مرورية بطريق صلاح سالم نظرًا لحضور نحو عشرة آلاف متفرج لهذه الحفلات يوميا رغم ارتفاع أسعار تذاكر حفلات هذه الدورة
تضاعفت التذكرة وأصبحت عشرة جنيهات بدلا من خمسة جنيهات فى السنوات الماضية، حيث تتقاسم دار الأوبرا ووزارة الآثار حصيلة إيرادات هذه الحفلات، وكان مبعث هذا الإقبال الجماهيرى المتزايد هو ماتشهده هذه الدورة على وجه التحديد من التجديد والتنوع من خلال حرص إدارة تتميز بالمهرجان على إيجاد نوع من تكافؤ الفرص أمام فرق الشباب الغنائية والموسيقية، وهذه الدورة مشاركة العديد من هذه الفرق بشكل مكثف عن الدورات السابقة والسبب وراء ذلك رغبة الدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا، فى ضرب عدة عصافير بحجر واحد من خلال إتاحة الفرصة أمام هؤلاء الشباب لتقديم إبداعاتهم الفنية من خلال هذا المهرجان ولجذب جيل جديد من جمهور الشباب إلى فنون الأوبرا وقيام الأوبرا بدورها التنويرى والتثقيفى لمواجهة الفكر المتطرف إلا أن إيناس عبدالدايم ترفض فى الوقت نفسه تسمية هذا المهرجان بمهرجان الغلابة، لكنها تصفه بأنه مهرجان الأسرة المصرية، الذى يساهم فى تشكيل وجدان الأجيال الجديدة من الشباب.
يشارك فى المهرجان هذا العام ثلاث عشرة فرقة غنائية وموسيقية منهم ثلاث فرق للإنشاد الدينى وهم «مجموعة الحضرة»، التى تشارك به للمرة الأولى وفرقة «الإخوة أبوشعر» السورية وفرقة «المولوية المصرية»، بقيادة المنشد الدينى عامر التونى.. وتأتى مشاركة فرقة «سواريه» للموسيقى العربية على رأس مفاجآت المهرجان هذا العام، التى يرأسها المطرب المبدع صاحب الصوت العذب، ياسر سليمان، الذى اشتهر بغنائه لأغانى محمد قنديل ومحمد رشدى وتشاركه فى التألق المطربة الشابة نهى حافظ، التى تميزت بغنائها لأم كلثوم وفيروز وصاحبة أغنية الحملة القومية لمكافحة «الحروق»، التى أذيعت أثناء شهر رمضان الماضى.. ومن أهم مكاسب جمهور المهرجان الأداء المتميز لفريق فؤاد ومنيب اللذين عزفا على آلتى البيانو والفيولينه.. ومن أقوى الأصوات التى هزت أركان القلعة كانت المطربة «صابرين النجيلى وفرقتها» بغنائها الممتع لأغانيها الخاصة وأغانى الست أم كلثوم فألهبت وجدان الجمهور بالتفاعل معها.. إلا أن تألق فريق «لايم تيم» جذب عددًا كبيرًا من جمهور المهرجان.. ورغم أن هذا المهرجان يعد بمثابة نافذة فنية لمثل هذه الفرق الشبابية لتعريف الجمهور بهم إلا أن اعتذار فرقتى «جلاس اونيون» و«أيامنا الحلوة» كاد يضع المهرجان فى ورطة، حيث جاء هذا الاعتذار قبل بدء المهرجان بنحو عشرين يومًا، لكن الدكتور مجدى صابر، مدير المهرجان نجح فى التغلب على هذه المشكلة بإيجاد فرق بديلة إنقاذًا للموقف من أجل المشاركة بالمهرجان، بالإضافة إلى أنه كان من المقرر أن يشارك المطرب «إيهاب توفيق» بالمهرجان هذا العام إلا أن سفره إلى أمريكا حال دون ذلك.
ولكن هذا لم يمنع وجود حالة من التنوع خاصة بين نجوم الغناء المصرى والعربى، حيث يشارك بالمهرجان ستة عشر مطربًا من جيل الشباب متمثلًا فى ريهام عبدالحكيم، والمطرب أحمد جمال ومن جيل الوسط، أحمد سعد، وخالد سليم، ومن جيل الكبار على الحجار، ومحمد الحلو، ومدحت صالح، وإيمان البحر درويش، وهشام عباس، الذى يشارك للمرة الأولى بالمهرجان لحرصه على التواجد بين جمهور البسطاء، كما يشارك به أيضا لأول مرة المنشد الدينى ياسين التهامى، الذى حضر حفلته العديد من مريديه وتنافس مع التونسية «غالية بن علي» على أعلى نسبة حضور لحفلتيهما حيث حضرها ما يقرب من عشرة آلاف متفرج داخل محكى القلعة.
ويبدو أن دار الأوبرا تطبق فى تعاملها مع هذا المهرجان المثل القائل «الشاطرة تغزل برجل حمار»، حيث تبلغ عدد حفلات هذا المهرجان ٢٩ حفلة ورغم ضآلة الأجور إلا أن الأوبرا تحاول البحث عن النجوم فى مجال الغناء للاشتراك به، حيث تتراوح هذه الأجور ما بين عشرة آلاف إلى سبعين ألف جنيه للمطرب وفرقته، كل هذه الأجور والتجهيزات الفنية من إضاءة وصوت تتكبدها الأوبرا وحدها من أجل قيامها بدورها فى مواجهة الإرهاب وتجديد خطابها الفنى لجمهور البسطاء.
بل يأمل القائمون على هذا المهرجان فى دورته القادمة فى مشاركة كبار نجوم الغناء مثل عمرو دياب وتامر حسنى، والمطربة شيرين عبدالوهاب، تضامنًا منهم مع هدف المهرجان الثقافى فى محاربة الإرهاب