رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عبدالله بن على آل ثانى.. طوق النجاة للقطريين

24-8-2017 | 22:36


تقرير: أشرف التعلبي

“طوق النجاة” .. من غباء تميم هكذا ينظر القطريون الغاضبون من تصرفات الأمير المارق إلى الشيخ عبد الله بن على آل ثانى حفيد مؤسس دولة قطر، إذ يُعد المنقذ الوحيد لأبناء قطر بعدما أغلقها فى وجوههم الأمير المارق تميم بن حمد، ووالده المعزول حمد بن خليفة.

ظهور “عبد الله آل ثانى” فى ملف الوساطة مع القيادة السعودية كان لافتاً للأنظار العربية بل والعالمية، رغم المحاولات الخبيثة من “الطائش “تميم” لإفشال سفر الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج، لإظهار السعودية بصورة سيئة من خلال تسييس ملف الحج فى الوقت الذى أرسلت فيه المملكة العربية السعودية طائراتها لتضرب مثالاً فى تخفيف المعاناة عن الشعب القطرى الذى لا يملك ناقة ولا جمل فى تصرفات أميرهم.

وساطة الشيخ عبدالله بن علي أثارت قلق النظام الحاكم القطري، وظهر هذا القلق من خلال تصريحات عبدالرحمن بن حمد آل ثانى، المشرف على إعلام الدوحة والذي قال إن “زيارة خالي الشيخ عبدالله بن علي آل ثانى إلى السعودية، كانت فقط بهدف حل بعض الأمور المتعلقة بممتلكاته الشخصية في حائل”.

المعارضة القطرية البارزة وشقيقة وزير الاتصالات القطرى، منى السليطى، كشفت غضبها على نظام أمير الفتنة والإرهاب القطرى تميم بن حمد، قائلة: إن الأمير حمد بن خليفة سياسته كانت انتقامية مع أحفاد آل ثانى، ولم يسلموا منه، ونكل بهم وسلب أموالهم وزج بهم في السجون، بعد أن قام الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى، والد الشيخ حمد وجد الشيخ تميم، بالانقلاب على ابن عمه الشيخ أحمد بن علي آل ثانى.

السليطي ترى أن وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثانى مهمة جدا، والشعب القطري يتوسم خيرا في هذا الرجل، لما به من صفات طيبة، فالشعب القطري مثل الغريق الذي يتمسك بقشة في البحر خاصة وأنه شخص له مكانة كبيرة.

المعارضة القطرية أوضحت أن تميم يقوم بأفعال غير مقبولة، وعداءات مع الوطن العربي كله، وبدد ثروات البلد كلها، وكل الأحداث لا تصب في صالحه، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يدعي تميم أنه خائف على الشعب القطري وعلى الدوحة، ويقوم بسياسات مغايرة تماماً لهذا القلق والخوف.

السليطي تؤكد أن الشيخ عبدالله بن علي آل ثانى يمثل الخلاص من تميم، بعد أن عانى الشعب القطري بما فيه الكفاية، من سوء الإدارة والفساد الداخلي ورعاية النظام الحاكم للفوضي الخلاقة، وأكثر شعب عانى من الربيع العربي هو شعب قطر، وبالتالي نعتقد أن الشيخ عبدالله بن علي يمثل طوق النجاة لأنه محاط ببطانة صالحة، عكس البطانة الفاسدة التي كانت تحيط بالأمير حمد بن خليفة وتميم.

الدكتور محمد عز العرب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، كشف أن وساطة عبد الله آل ثانى تمثل إشارة في عدة اتجاهات مختلفة: الأولى أن المملكة العربية السعودية لا تتعامل في الفترة الحالية أو المستقبلية، مع القيادة السياسية القطرية، على نحو جعل إطرافا وسيطة تتعامل فى عدد من الملفات، منها ملف الحج، لتيسير أوضاع الحجاج القطريين وبالتالي السياسة السعودية والإماراتية والبحرينية لا تتعامل وفق القنوات المباشرة مع القيادة القطرية لأنها مرفوضة من جانبهم.

الرسالة الثانية للشعب القطري وهي أن هناك انفصالا في التعامل مع ما بين إدارات دول الخليج الثلاث، بما يخص عدم تحميل المجتمع أو الشعب القطري لمشكلات إدارة حكومته وجرائمها في حق جيرانها العرب وبذلك إخراجه من المعادلة.

الرسالة الثالثة للجماعة الدولية وهي أن المملكة العربية السعودية لا تتخذ اي إجراءات من شانها التأويل لتسييس الحج، وأن المشكلات السياسية القائمة بين دول المقاطعة العربية ومنها السعودية مع قطر، لا يمكن أن يتحمل تداعياتها الشعب القطري لدوافع سياسية كما تدعي الحكومة القطرية.

الإشارة الأخيرة تنطوي على قدر كبير من الذكاء، وهي موجهة بدرجة رئيسية للمجتمع القطري وربما أيضا للقوى الدولية بأن هناك أفرادا من داخل أسرة آل ثانى، يمكن في لحظة ما أن تكون قيادة بديلة ضمن عملية انتقال السلطة في قطر ، وتستند تلك القيادة البديلة إلى قدر كبير من الهيبة والوقار والاحترام داخل الأسرة الحاكمة، وتستند أيضا إلى مكانة عالية إقليمياً، ويعتقد داخل الأسرة وخاصة الجبهة المناوئة لتميم أنهم الأحق بالحكم وأنه تم الغدر بهم.

عز العرب أوضح أن الجناح الذي يمثله الشيخ عبدالله بن علي آل ثانى يحظىبعلاقات صداقة واحترام داخل دول الجوار العربي، كما أنه على قدر كبير من الأهمية أن إحدى الإشكاليات الرئيسية التي كانت مع دول الجوار، هي مسألة الانقلاب على الأخ الأكبر أو على الجناح الأولي بتولي الحكم في قطر، في مراحل مختلفة كان في ١٩٧٢ وفي سنة ١٩٩٥ مع حمد، لكن يبدو أن السبيل الوحيد لانتقال السلطة في قطر هو انقلابات القصر، وهل ستحدث مرة أخرى، هذا مرهون بعدة أمور، منها توسع الجبهة المناوئة لمواجهة نظام الحكم القطري، وهذه الجبهة هم المناوئون لتميم، والقبائل المتضررة من سلطوية حكمه، والقبائل التي لها امتداد في دول الخليج الجزء الثانى كيف يمكن أن يكون تغيير نظام الحكم على دفعات، لأن تغييره ضربة واحدة لن يحدث، لأن القوات المسلحة القطرية القطاع الأوسع منها تحت إمرته، لأنه تولى هذا الملف عندما كان ولي العهد، كما أن أجهزة الأمن في أغلبها تحت يده، لأن من يسيطر عليها أخواله، آل مسند.