رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ليت كل المحافظين علاء أبوزيد

26-8-2017 | 16:09


بقلم: مجدى سبلة

لم ينس المصريون ما فعله محافظ مطروح مع الطفل الضرير الذى جاءه يشكو معايرة زملائه فى المدرسة له وعندما شكا للمدرس لم ينصفه، شكوى هذا الطفل الضرير كانت فى نفس يوم الاحتفال بيوم الطفل المعاق، تأثر المحافظ ووعده بأنه سيذهب إلى المدرسة صباح اليوم التالي.

فى المدرسة استدعى المحافظ مدرس الطفل الضرير وقام بتوبيخه، ولم يكتف علاء أبوزيد بذلك بل أنصف الطفل الضرير وأنصف كل الأطفال المعاقين فى المحافظة حينما أمر بأن يستقل كل المعاقين وسائل المواصلات مجانا فى نفس اليوم ما حدث فى مطروح درس لم ولن ينساه أبناء مطروح، ولا أيضا أبناء أى محافظة، هكذا يجب أن يكون تصرف المسئول عندما تأتيه شكوى من أحد رعاياه.

المحافظون فى مصر نوعان، الأول من نوعية علاء أبوزيد رجل يجيد فهم اللامركزية ويعرف كيف ومتى يلبى الطلبات المشروعة لأبناء إقليمه ولا ينتظر الميزانيات الرسمية من الحكومة المركزية، بل دائما ما يحل مشاكل مواطنيه من أفكار مبتكرة خارج الصندوق التقليدى العقيم الذى يعوق مصالح المواطنين.. محافظ يدرس احتياجات مراكز وقرى ونجوع الإقليم، ويعطى الأولويات طبقا لمفهوم المشاركة الشعبية التى يحددها أبناء المنطقة، فيبادر بسد هذه الاحتياجات قبل انتظار خطط الدولة، ولأن علاء أبوزيد - مع حفظ الألقاب- يجيد لغة البدو والعواقل والمشايخ والعمد الذين يبادلونه حبا بحب، فهم دائما ملبون لكل أفكاره وهو يقابلهم نفس المشاعر.

أما النوع الثانى من المحافظين الذين لا ينتمى إليهم أبوزيد، فهم الذين يفضلون المكاتب المكيفة ويعشقون قراءة التقارير التى تأتيهم صباحا ومساء دون أن يكون بها أى رؤى أو أن يكلفوا أنفسهم بأى متابعة ميدانية تذكر، إلى درجة أن بعضهم قد لا يعرفون أسماء أهم شوارع العاصمة التى يحكمونها.

أعلم أن هذا الرجل بكل خلفياته العسكرية ومناصبه السابقة داخل القوات المسلحة المصرية يمتلك خليطا متزنا ونادرا من فهم كيف يمكن أن يحقق المعادلة الصعبة بين تحقيق الأمن للمواطن فى محافظته، وتحقيق الأمن للبلاد على الحدود، ولا أستطيع أن أتجاهل أن اللواء علاء أبوزيد ربما يكون واحدا من قلة بين المحافظين استطاع بتمكن واقتدار من تسويق أهم المعالم السياحية والعقارية بمحافظته، بالإضافة إلى استثمار الإمكانيات والثروات الزراعية وغيرها من خيرات، وليس أدل من عبقرية هذا الرجل أكثر من النجاح الذى حققه فى مؤتمره الاقتصادى الذى عقد قبل عام حيث كشف عن تعاقدات استثمارية تجاوزت قيمتها ١٠٠ مليار جنيه.

مطروح فى عهد محافظها أبوزيد لم تعد مجرد مصيفا للمصطافين.. تحولت مطروح إلى بقعة سياحية مضيئة خلال العامين نصف الماضيين.

لعب أبوزيد دورًا بارزًا فى حل مشكلة أرض محطة الضبعة النووية، بعدما تمكن من إقناع الأهالى بتسليمها للجيش مقابل تعويضات بإجمالى ٣٧١ مليونًا و٢٠٠ ألف جنيه، كما أشرف بنفسه على تسليمه لها، علاوة على الاتفاق مع الجانب الليبى على تفعيل «منفذ السلوم البرى» لإعادة حركة الملاحة البرية بين البلدين، عقب توقف دام لشهور عديدة، كما تدخل فى أزمة السائقين المصريين الذين تم احتجازهم فى ليبيا بشاحناتهم، وبلغ عددهم ١٥٠ فردًا، بعدها أسس لجنة للمصالحات المصرية الليبية، بقيادة العمدة عمران أمبيوه، عن الجانب المصرى والشيخ عادل الفايدى عن الجانب الليبي.

وهو من أطلق مبادرة تقتضى بإعفاء كل من يسلم أسلحته من أى مساءلة أمنية، وبالفعل تم تسليم ١٥٠٠ قطعة سلاح متنوعة، منها ١١٠٥ قطع سلاح نارى متنوعة ما بين خفيفة وثقيلة، و٢٦٠ «صاروخ جراد» و٢٢٠ «صاروخ موليتكا» المضادة للدبابات، و٢٣٠ قذيفة دبابة شديدة الانفجار، و١٧ معدة تكميلية منصات إطلاق صواريخ وذلك بعد ثورة يناير، كما شهدت المحافظة خلال نصف عام فقط، تطويرًا للعشوائيات وتجميلاً لشوارع وميادين المدينة، ودعما لقطاع الكهرباء، بالإضافة لتزويد قطاع المواصلات الداخلية بـ٢٠ حافلة نقل ركاب أسهمت كثيرًا فى حل أزمات المواصلات، وحل أزمة مياه الشرب.

كل هذا لا يصنعه إلا محافظ محترف يقظ يعرف بالفعل ما هو دوره الذى ينتظره الوطن والمواطن، أيادى هذا الرجل البيضاء على أبناء مطروح لن ينساها أهالى المحافظة.. وأياديه البيضاء على الوطن لن ينساها أبدا المصريون.