أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده كانت منفتحة ومستعدة للحوار مع الغرب، كما كانت تسعى دائما للضمانات الأمنية للجميع بمساواة وعدل، وكان موقفها صريحا بالبحث عن الحل السلمي، مشيرا إلى أن أوروبا والعالم بحاجة للأمن غير المجزأ.
وقال بوتين - في خطابه أمام الجمعية الفيدرالية الروسية اليوم- "إن الغرب يستخدم أسلوبا خادعا ولديهم ازدواجية في المعايير ويتضح ذلك عندما دمروا يوغسلافيا والعراق وليبيا وسوريا، فالثقة ليست شيئا مهما بالنسبة لهم".
وأضاف "أن الغرب كان يعمل دائما بأساليب الهيمنة ويستخدمون كل ما لديهم من إمكانيات ويخدعون حتى شعوبهم في إدعاء بحثهم عن السلام، ولكن ردة فعله كانت خادعة حتى أن الناتو توسع واقترب من حدود روسيا ونشروا القواعد العسكرية" مؤكدا أن الولايات المتحدة لديها مئات القواعد العسكرية وقاموا بنسف الاتفاقات التي يمكن أن تدعم السلام في العالم.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - في خطابه أمام الجمعية الفيدرالية الروسية - أنه في تلك المرحلة المعقدة والصعبة بالنسبة لروسيا، هناك تغيرات جذرية تجري في العالم أجمع وأحداث تاريخية تحدد مستقبل البلد والشعب، قائلا "إنه من أجل حماية المواطنين في أراضينا التاريخية وحماية أمن بلدنا والتخلص من التهديدات التي جاءت من النازيين الجدد في أوكرانيا، اتخذنا قرارا منذ العام الماضي ببدء العملية العسكرية الخاصة".
وقال بوتين:"إنه منذ عام 2014 كان الدونباس يكافح ويدافع عن حقه في العيش على أرضه والتحدث بلغته الأم، وواجه الحصار والقصف الدائم والكراهية التي تأتي من النظام في أوكرانيا" مؤكدا أن روسيا قامت بكل ما بوسعها لحل تلك المسألة بالأساليب السلمية وإجراء المحادثات للخروج من تلك الأزمة الصعبة.
وأضاف أن ممثلي الغرب كان لديهم عدة سيناريوهات ووعود وتأكيدات بأن السلام سيعم في دونباس، وثبت أن تصريحاتهم خادعة وكانوا يماطلون في الوقت ويغلقون أعينهم عن قتل السياسيين والقمع والتنكيل ويدعمون الإرهابيين في الدونباس، إلى جانب تنظيم تشكيلات نازية وتقديم الأسلحة لهم.
وأوضح أنه قبل بدء العملية العسكرية قام الغرب بنقل الأسلحة إلى النظام في أوكرانيا منها أنظمة الدفاع الجوي والأسلحة الثقيلة، وقاموا بدعم نظام كييف حتى حاولوا تقديم الأسلحة النووية وتحدثوا عن هذا علنا، إضافة إلى أنهم نشروا قواعدهم بالقرب من حدود روسيا وحضروا المسرح العسكري وأوكرانيا لحرب كبرى، واليوم يعترفون بهذا علنا ويفتخرون بخداعهم من خلال استخدام الأساليب الدبلوماسية فقط كمسرحية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - في خطابه أمام الجمعية الفيدرالية الروسية - إن النظام في كييف منذ عام 2014 أرسل الطائرات والدبابات إلى دونباس وقصفوا دونيتسك ووجهوا الضربات إليها وإلى مناطق أخرى، كما حاصروا دونباس في 2015 وكل هذا يخالف ما تم الاتفاق عليه في مجلس الأمن تجاه الحل السلمي لهذه القضية.
وأضاف:إننا نستخدم القوة من أجل وقف الحرب التي شنتها كييف بدعم من الدول الغربية، ندافع عن حياة السكان، أما الغرب فقد أنفق أكثر من 150 مليار دولار لدعم النظام في كييف.
ولفت بوتين إلى أنه - في المؤتمر الأخير بميونخ - كان هناك اتهامات عديدة ضد روسيا وقاموا بهذا من أجل عدم التذكير بانتهاكات الغرب في العقود الماضية.
واستعرض نتائج الحروب التي شنتها الولايات المتحدة في القرن الواحد والعشرين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 900 ألف نسمة، وتهجير عدد كبير من اللاجئين بسبب هذه الحروب.. مشيرا إلى أن دول الغرب دعمت الانقلاب الذي حدث في كييف عام 2014، مضيفا: "أننا لا نحارب الشعب الأوكراني، وهذا الشعب أصبح أسيرا للغرب على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري،أن الغرب يستخدم أوكرانيا كساحة للحرب، وكلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا، كلما سنقوم بالدفاع".
واتهم الرئيس الروسي، الدول الغربية بمحاولة تحويل الصراع في أوكرانيا إلى حالة حرب عالمية، من خلال الإعلان عن هزيمة روسيا الاستراتيجية، منتقدا الحملات الإعلامية التي وصفها بـ"العدوانية" للدول الغربية التي تقوم بتحريف الوقائع التاريخية والهجوم على الكنيسة الارثوذكسية الروسية وغيرها من مؤسسات الدولة الروسية، مشددا على ضرورة الدفاع عن ثقافة وحضارة روسيا، مشيرا إلى أن المحاولات الغربية التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار روسيا، محملا في الوقت نفسه الدول الغربية مسؤولية انتشار الإرهاب في المنطقة، معربا عن فخره الشديد لتمتع بلاده بالعديد من القوميات المختلفة، مؤكدا أن الغرض الرئيسي من انطلاق العملية العسكرية في كييف وهي حماية منطقة دونباس.
ووجه بوتين الشكر لشعب روسيا من مواطنيين وجنود الذين يقاتلون على كافة محاور القتال على بسالتهم وشجاعتهم في التصدي والدفاع عن البلاد، مؤكدا استحالة هزيمة روسيا في ساحة المعركة، واصفا قرار دونيتسك ولوجانسك وزابوروجييه وخيرسون الخاص بتقرير المصير بـ"الصائب"، خلال هذه الاوقات التي وصفها بـ"الصعبة".
وقال الرئيس بوتين:"سيتم إنشاء مصانع انتاجية في كافة المقاطعات المحررة لإنعاش المعامل والمصانع في ميناء آزوف وبحر آزوف الذي أصبح روسيا، وإنشاء طرقا جديدة كما هو الحال في القرم.. مضيفا أنه سيتم إقامة مشروعات بمساعدة جميع الأقاليم الروسية وتقديم دعم مباشر للوجانسك وزابوريجيا و خيرسون، مؤكدا أن بلاده باتحادها كانت وما زالت قوية لإعادة السلام إلى أراضيها.
وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحاضرين بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الحرب الذين ضحوا من أجل روسيا وسلامة أراضيها، مؤكدا دعم الدولة لجميع أسر الشباب الذين يحاربون من أجل روسيا، مشيرا إلى أنه وجه بتشكيل صندوق حكومي خاص هدفه تقديم دعم شخصي للذين ٌقتلوا أثناء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا .
وقال إن برنامج الصندوق يهدف إلى تقديم الدعم النفسي والمادي وغيره من المساعدات في التعليم والرياضة والعمل وريادة الأعمال وإعادة التاهيل، مطالبا الحكومة الروسية والأقاليم المحلية الروسية تنظيم برنامج صندوق الدعم لأسر الشباب المشاركين في العملية العسكرية، مؤكدا على ضرورة وجود استراتيجية واضحة لعمل الصندوق دون حواجز بيروقراطية.
وأشاد الرئيس الروسي بالدور الفعال الذي يقوم به عمدة المقاطعات والمدن الروسية من خلال قيامهم بإجراء بشكل مستمر لقاءات مع المواطنين وزيارة جبهات القتال للوقوف على الأوضاع هناك ومعرفة الاحتياجات وتوفيرها لهم في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى الصعوبات التي يتعرض لها الجنود في جبهات القتال سواء كانت نفسية أو بدنية، مؤكدا أنه جاري العمل على قدم وساق على تنمية مهارات القوات المسلحة الروسية.
وشدد بوتين على ضرورة استغلال الإمكانيات والخبرات الروسية خلال العملية العسكرية الخاصة في كييف، مؤكدا على أهمية تزويد القوات المسلحة الروسية بمختلف الأدوات والآليات والأسلحة المتطورة الجديدة لاستخدامها على أرض الواقع، لافتا إلى تفوق الأسلحة الروسية عن غيرها من الأجنبية، مشيرا إلى الجهود الكبيرة المبذولة من أجل تحقيق النصر في العملية العسكرية الخاصة في كييف.
وقلل الرئيس الروسي من تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد والحملات الإعلامية المضللة على الأوضاع الراهنة في البلاد، مشددا على مواصلة بلاده في اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز القدرات العسكرية من خلال توظيف الخبرات التي حصلت عليها موسكو في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وتابع الرئيس الروسي بالقول: "إن مدبربي العقوبات ضد روسيا يعاقبون أنفسهم" مضيفا أن من دبر العقوبات حاول قطع العلاقات والاتصالات وحرمان روسيا من الوصول الى مختلف الأسواق وكل ذلك يدل على سرقة أصولنا، موضحا أنه كان هناك محاولات لأن تنهار العملة الروسية "الروبل" ولكنهم كانوا يهدفون إلى إجبار الشعب الروسي لكي يشعر باليأس ولم يتحقق ذلك.
وأشار إلى أنه بفضل العمل الحكومي البرلماني وريادة الأعمال ونقابات العمال والبنوك قد تحقق الاستقرار وحماية المواطنين في روسيا والحفاظ على استقرار الأسعار.. لافتا إلى أن بلاده قامت بتعزيز التعاون مع الشركاء الموثوق بهم وتضاعفت حصة (الروبل) في التداول في المعاملات الدولية، مؤكدا أن روسيا لديها كل ما يلزم لتقوية اقتصادها ، وهناك الكثير من القطاعات زاد الانتاج بها، مشيرا الى أن بلاده سترفع صادرات الحبوب إلى 60 مليون طن سنويا.