قال الدكتور رضا محمد علي، مدير معهد المحاصيل الحقلية، إن استراتيجية الدولة هي الوصول لنسب معينة من المحاصيل الاستراتيجية في 2025-2030، ونظرا للتحديات التي حدثت نتيجة الظروف الاقتصادية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية، ظلت توجيهات القيادة السياسية الدائمة بالاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية والتي تشمل القمح والذرة الصفراء والذرة البيضاء وفول الصويا ودوار الشمس بالنسبة للمحاصيل الزيتية واللحوم البيضاء والحمراء.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن التوجيهات دائما كانت بالعمل للوصول للاكتفاء الذاتي أو الوصول للحد الآمن، في ظل الاستراتيجية الموضوع لـ2025 -2030، مضيفا أن الجانب المشترك في هذا الأمر هو المزارع، لأنه لن يزرع ويطمئن إلا إذا كان هناك جدوى اقتصادية تعطي له ربحية جيدة لكي يقبل على الزراعة، مضيفا أن في ظل الأسعار العالمية عملت 3 وزارات على دراسة أسعار المحاصيل الاستراتيجية الأربعة الذرة البيضاء والصفراء وفول الصويا وعباد الشمس.

وأضاف أن هذه الوزارات هي وزارات المالية والتموين والزراعة، لتحديد السعر المقترح المناسب ووضع سعر ضمان يمثل الحد الأدنى لأسعار تلك المحاصيل، مضيفا أن سعر الضمان أو الاسترشادي يعني أن المحصول لن يقل سعر بيعه عن الأسعار المعلنة، حتى إذا انخفضت الأسعار عالميا فلن تقل أسعار المحاصيل عن ذلك السعر الاسترشادي، والدولة ستكون مسئولة عن الشراء من المزارعين بهذا السعر المعلن.

وأكد أنه إذا ارتفعت الأسعار العالمية فمن الوارد أن يتم تعديل سعر الضمان وزيادتها في المستقبل، لأن المزارع يجب أن يقبل على الزراعة وهو مطمئن أن هناك سعر عادل للمحصول وأن السعر سيزداد ويتناسب مع السعر العالمي وقت حصاد المحصول وتوريده، لكي يستمر في زراعته، مضيفا أن هذا التشاور والتنسيق بين الوزارات وصل إلى أن سعر الضمان يجب أن يكون كما أعلن رئيس الوزراء أمس في مؤتمر صحفي لإعلان أسعار الزراعة التعاقدية للمحاصيل الأربعة، وهي 9.5 ألف جنيها لطن للذرة الصفراء و9 آلاف جنيها لطن للذرة البيضاء و18 ألف جنيها لطن فول الصويا، و15 ألف جنيها لطن عباد الشمس.

وأشار مدير معهد المحاصيل الحقلية إلى أن هذا سينعكس على الدولة والمزارعين، حيث تستهدف الدولة في ظل الاستراتيجية الموضوعة الوصول إلى 30% من الاحتياجات من المحاصيل الزيتية وهو أمر لم يحدث من قبل نظرا لتقلص مساحة القطن التي حدثت منذ سنوات طويلة، وبالتالي فالوصول بمساحة القطن في موسم 2023 إلى 500 ألف فدان، و400 ألف فدان للصويا و125 ألف فدان لدوار الشمس فهذا كله سيحقق الهدف الاستراتيجي الموضوع وهو الوصول إلى توفير 30% من احتياجاتنا من الزيوت في 2025.

وأكد أنه بالنسبة للذرة الصفراء، فهناك 3 مليون فدان من الذرة وزراعة أغلبها أو 70% منها بالذرة الصفراء فهذا يلبي 70% من الاحتياجات وهو الحد الآمن، وهذا سيتحقق من خلال الزراعة التعاقدية وربط السعر المحلي بالأسعار العالمية، ما سيشجع المزارع على الإقبال على الزراعة.

وكان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أعلن في مؤتمر له أمس، أسعار الزراعة التعاقدية لأربعة محاصيل، وهي 9.5 ألف جنيها لطن للذرة الصفراء و9 آلاف جنيها لطن للذرة البيضاء و18 ألف جنيها لطن فول الصويا، و15 ألف جنيها لطن عباد الشمس، موضحا أن سعر القمح 1250 جنيها للأردب، وهو سعر ضمان وليس سعرا نهائيا، مؤكدا التزام الحكومة بهذا السعر حتى إذا انخفضت الأسعار العالمية، وإذا ارتفعت فسوف تشترى الحكومة القمح بالأسعار العالمية ويستفيد الفلاح بالزيادة وقت البيع.