رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أدباء ونقاد يكشفون الأسباب الحقيقية لفشل جهود إصلاح هيئة قصور الثقافة

27-8-2017 | 00:52


حذر أكاديميون ومثقفون من الأسلوب العشوائي الذي تدار به هيئة قصور الثقافة على مدار سنوات طويلة، وأشاروا إلى أن مشكلات قصور الثقافة لا تكمن فقط في بعض المخالفات، أو الفساد لكن سوء الإدارة وإهدار الإمكانات المتوفرة من حيث المنشآت والعمالة غير المؤهلة وغيرها من المشكلات التي تقف حجرا عثرة في طريق قيام الهيئة بالدور الثقافي المطلوب منها، وطالبوا بإستراتيجية بعيدة المدى تعيد إلى الثقافة الجماهيرية دورها الفكري والثقافي الذي أنشئت من أجله.

 

وقدم الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق رؤية حول مشكلات قصور الثقافة، مشيرا إلى أن تلك المشكلات تتلخص في محورين مهمين، هما البشر والحجر، بمعني آخر أن هناك عشوائية كبيرة في إدارة قصور الثقافة من حيث  تواجد هياكل ثقافية غير حقيقية وهو ما نتج عن تعيين بعض موظفين بقصور الثقافة، وفق محسوبيات وأقرب مثال على ذلك  ما حدث خلال عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وقبله في عهد السادات حيث كان بعض أعضاء مجلس الشعب يقدمون خدمات لأشخاص من دوائرهم فيتم إنشاء شقق في مساكن شعبية تتسم بالعشوائية ويطلق عليها موقع ثقافي يتبع قصور الثقافة وتكون النتيجة تعيين عمالة تمثل عبئا على كاهل الهيئة التي يعمل بها 17 ألف موظف.

 

وأضاف "عبد الرحمن" أن العشوائية انتقلت إلى تكدس الموظفين في بعض مواقع قصور الثقافة مثل قصر إتاي البارود الذي  يضم مايقرب من 44 موظفا في حجرة 20 مترا وقد شاهدت هذا بنفسي فترة انضمامي لحركة كفاية خلال فترة ثورة يناير 2011  في حين ظلت مدينة الأقصر بلا قصر ثقافة، حينما قرر الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر قبل الثورة تحويل المدينة لمتحف مفتوح وتم ضم منشآت ومساكن  للمشروع من بينها قصر ثقافة الأقصر، وحين ترأست الهيئة تم افتتاح قصر الأقصر وقصر بهاء طاهر، وتم تقديم الدور الأرضي من القصر لخدمة اتحاد الكتاب وأسست به مكتبة.

 

وقال رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق: “إن غياب التخصص من أخطر المشكلات التي تواجه هيئة قصور الثقافة،  لافتا إلى أن آلاف الموظفين بالهيئة جزء كبير منهم في غير مكانه المؤهل له، وعلي سبيل المثال تعمل الهيئة نشاطا سينمائيا وهو نشاط مهم لكن عدد الاخصائيين خريجي معهد السينما علي مستوي الجمهورية لايزيد عن 4 او 5 اشخاص، وكذلك الأنشطة الموسيقية تعاني نفس المشكلة في غياب المتخصصين، فضلا عن غياب المتخصصين في المكتبات التي تصل إلى ألف مكتبة على مستوى الجمهورية  فأكثر من 80% من العاملين  ليسوا خريجي مكتبات بل منهم خريجو مؤهلات متوسطة ودبلوات زراعة وتجارة ومن النادر أن يخدم في المكتبات متخصصون.

   

ومن جانبه قال الناقد الأدبي الدكتور  حسين حمودة: إن موظفي هيئة قصور الثقافة يؤدون أعمالهم بشكل روتيني وعدد كبير منهم  غير مؤهلين للعمل بكيان مثل قصور الثقافة التي تحتاج إلى مبدعين ومبتكرين أفكار، مشيرا إلى أن  معظم المؤسسات الثقافية تكتظ بموظفين ومسئولين لا يؤسسون على ما تم إنجازه من قبل ممن سبقوهم إلى المنصب ومع كل وزارة جديدة أو تغيير على مستوى الصف الثاني يبدأ المسئول  التخطيط من جديد في حالة من الانقطاع عما تم إنجازه وهو الأمر الذي يؤدي إلى إهدار الوقت والمال والجهد .

وطالب "حمودة " بوضع إستراتيجية وخطة على المدى البعيد لإصلاح قطاعات الهيئة وتسديد الخانات التي تحتاج إلى إعادة هيكلة سواء من حيث الموظفين والعاملين أو على مستوى المنشآت الموجودة ومعرفة الاحتياجات الحقيقية، وليس العمل كموظفين حكوميين، وهو مصطلح يقال مع الأسف حين يبقي الحال على ما هو عليه.

 

وأضافت الناقدة والكاتبة الدكتورة زينب العسال رئيس تحرير مجلة “قطر الندي” الصادرة عن  هيئة قصور الثقافة: إن الهيئة تحتاج إلى آلية للتطوير، تشمل البشر ممثلين في الموظفين والعاملين، والحجر كالمنشآت التي يشكل عدم استكمالها مشكلة خطيرة، تهدد بإهدار المال العام، وموارد الهيئة المحدودة في الأصل.

 

وأضافت "العسال أن هناك بعض الإدارات المرتبطة بالدعم التكنولوجي، ويوجد  بها خلل كبير جدا؛ لوجود بعض العقليات القديمة التي تتعامل مع التكنولوجيا بشكل خاطئ، وهو ما يحتاج إلى تأهيل الموظفين للتعامل مع التقنيات الحديثة المستجدة، مشيرة إلى أن تنفيذ عدد من المراكز الثقافية فى القرى المصرية أمر ضروري، لتقديم خدمة ثقافية بما يحقق مبدأ العدالة الثقافية بين الجميع.

 

وقال الكاتب المسرحي محمد ناصف: إن ميزانية هيئة قصور الثقافة- وإن لم تكن تكفي الأنشطة المختلفة- لكنها ليست السبب الوحيد في تراجعها ، ولابد أن يتم اختيار قيادات ذات طبيعة مستقلة، موضحا أن هيئة قصور الثقافة أقدم من وزارة الثقافة التي أنشئت عام 1953، بينما الجامعة الشعبية "وهذا كان أسمها"  أنشئت عام  1945، وكانت مزدهرة في الخمسينيات والستينيات، بسبب وجود إدارات تسعى لدعم المشروعات والفروع الثقافية على حد سواء .

 

وفي الوقت نفسه تساءل "ناصف" هناك مؤسسات كثيرة بالدولة بها مشكلات ضخمة ولا يتم الحديث عنها في حين أن قصور الثقافة تشمل مايقرب من 600 موقع  وحوالي 97% يعمل بصورة جيدة يتم التركيز على النسبة الباقية والتي لاتتعدي 30 موقعا ثقافيا يعاني من مشكلات أو قصور، لافتا إلى أهمية أن نتبع سياسة الثواب والعقاب وليس العقاب فقط، لتحفيز المجتهدين.