لاتزال مواقف دول مجموعة العشرين متباينة من العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا قبل عام، رغم سعيها في اجتماع عقد امس، إلى تضييق هوة الخلافات حول كيفية التعامل مع روسيا لإجبارها على وقف عملياتها، في وقت صعد الغرب عقوباته ضد موسكو.
وقد اتهمت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية، خلال اجتماع مجموعة العشرين الذي يستمر يومين في مدينة /بنجالور/ الهندية، الزعماء الروس بأنهم "متواطئون في فظائع الحرب"، داعية اقتصادات مجموعة العشرين إلى مضاعفة جهودها لدعم أوكرانيا، وتقييد قدرة روسيا على خوض الحرب.
وفي سياق متصل، اعتبر جيريمي هنت وزير المالية البريطاني، أن تركيز مناقشات مجموعة العشرين على أوكرانيا لا يعني إهمال القضايا الأخرى، مضيفا "في نهاية المطاف، ما لم نعالج التهديدات الأمنية العالمية، فلن تكون هناك إمكانية للتقدم في هذه المجالات الأخرى".
كما أكد برونو لو مير وزير المالية الفرنسي، على أنه "من المستحيل أن تتراجع المجموعة عما ورد في بيان مشترك تم الاتفاق عليه في قمة المجموعة في /بالي/ الإندونيسية في نوفمبر الماضي"، مشددا على إدانة معظم الأعضاء بشدة للحرب في أوكرانيا.
وكشف أن بلاده لن توقع على البيان الختامي للاجتماع الحالي لمجموعة العشرين "ما لم تستخدم نفس لغة البيان السابق في /بالي/".
وفي تجل للانقسام مع الدول التي لم تنضم إلى جهود عزل الاقتصاد الروسي، تجنبت الهند، التي تستضيف الاجتماع، ذكر مصطلح "الحرب" المستمرة منذ عام في كلمة الافتتاح، وقال رئيس وزرائها ناريندرا مودي، إن الاقتصاد العالمي يواجه مجموعة من التحديات الأخرى، مضيفا "أود أن أحث على أن تركز مناقشاتكم على المواطنين الأكثر ضعفا في العالم.. في ظل ضرورة إعادة الاستقرار والثقة والنمو إلى الاقتصاد العالمي".
كما تناول مودي تداعيات جائحة كورونا، وارتفاع مستويات الديون، واضطراب سلاسل التوريد، والتهديدات على أمن الغذاء والطاقة باعتبارها دواعي القلق الرئيسية بالمحادثات، فيما اعتبر مسؤولون في مجموعة العشرين، أن الهند لا تريد من الكتلة مناقشة العقوبات على روسيا، وتضغط أيضا لتجنب استخدام مصطلح "حرب" في أي بيان للمجموعة لوصف الصراع.
وأصبحت مثل هذه المواجهات شائعة بشكل متزايد في مجموعة العشرين، التي يحضر اجتماعها في /بنجالور/ أنطوان سيلوانوف وزير المالية الروسي.
يذكر أن مجموعة العشرين تضم دول مجموعة السبع، بالإضافة إلى روسيا والصين والهند والبرازيل والسعودية من بين دول أخرى.