رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الدراسات التاريخية: وثيقة الأخوة الإنسانية ذروة الحوار والتعايش بين الأديان

25-2-2023 | 14:33


الجمعية المصرية للدراسات التاريخية

دار الهلال

أكد المشاركون في ندوة "المؤسسات الدينية والمجتمع"، اليوم السبت، أن التدين الأصيل للمجتمع المصري ظهر جليا في دور المؤسسات الدينية على مر العصور.

ولفت المشاركون في الندوة التي عقدتها الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، إلى أن ذروة التلاقي والحوار بين الأديان تمثلت في "وثيقة الأخوة الإنسانية" الموقعة عام 2016.

وقال الدكتور أيمن فؤاد سيد رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، خلال الجلسة الافتتاحية، إن الندوة هي أول فعاليات الجمعية بعد فترة التوقف بسبب إجراءات الوقاية من تفشي جائحة كورونا في العامين الماضيين.

بدوره، أوضح أحمد الشربيني مقرر الندوة، أن الأوراق البحثية المقدمة تدور حول دور المؤسسات الدينية في المجتمع المصري، منذ بدء تسجيل التاريخ في العصر الفرعوني وحتى العصر الحالي.

وأشار إلى أن الدور الفعال للمؤسسات الدينية في المجتمع جاء لما عرف عن المجتمع المصري بتدينه الأصيل على مر العصور.

ومن جانبه، عرض الدكتور طارق منصور من جامعة عين شمس لـ "وثيقة الأخوة الإنسانية"، خلال الجلسة الأولى للندوة، كنموذج للتعايش السلمي بين المسيحية والإسلام.

وقال منصور إن غياب الحوار بين أوروبا والمسلمين في العصور الوسطى أدى لظهور أفكار مغلوطة عن الإسلام دامت لفترة طويلة في عقلية مسيحي أوروبا.

وأشار إلى أن الصراع الديني في العصور الوسطى نتج عن سوء فهم الإمبراطورية الرومانية للدين الإسلامي، ملمحا إلى جهل الغرب لعصور طويلة بكيفية تعامل الإسلام مع أصحاب الديانات الأخرى في سنة النبي وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده الذين رسخوا للتسامح والاستيعاب.

وتابع أن بوادر الحوار بين الأديان لم تؤت ثمارها؛ لأن هدفها لم يكن التعايش والتفاهم بقدر إظهار طرف منتصر على الآخر.

وأكد أن ذروة التفاهم بين الأديان جاءت عند توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في 4 فبراير 2016 بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا الفاتيكان البابا فرانسيس.

وبين أن الوثيقة أقرت حرية العقيدة وشددت على أن العدل القائم على الرحمة هو أساس التعايش السلمي.

وألقى الدكتور محمود أبو الحسن من جامعة الأزهر محاضرة بعنوان "القسم في اتفاقيات مصر الخارجية إبان حكم البطالمة"، مبينا أن القسم (اليمين) معروف منذ عهد الفراعنة في القضاء والسياسة.

وأوضح أن دولة البطالمة تأسست عام 305 قبل الميلاد فشهدت مصر هجرات من الإغريق وأصبحت ثنائية اللغة فظهر أكثر من قسم وتنوعت الأديان وتعددت المعبودات.

وأشار إلى أن مصر أظهرت تسامحا واستيعابا للديانات الأخرى تضمنه "القسَم الملكي" الذي احترم المعبودات السائدة وقتها عند المصريين والإغريق.

فيما بين الدكتور أسامة فهمي من جامعة أسيوط دور المساجد في الحضارة الإسلامية منذ نشأتها، مسلطا الضوء على جامع عمرو بن العاص، مشيرا إلى أن المسجد الجامع لعب دور المؤسسة التعليمية والدينية والقضائية والإعلامية في عصور صدر الإسلام وما تلاها. 

واستعرض فهمي تاريخ جامع عمرو بن العاص من البناء والتطوير، وتتابع كبار علماء على التدريس فيه وكان أبرزهم الإمام الشافعي، حتى أطلق عليه الأزهر الثاني لدوره التنويري والتعليمي البارز.