وصفت الفنانة التشكيلية الشابة مها الحمصي فنون الوطن بالحزينة، مضيفة أن “الفن يعد خبز الحياة فلو كان الفن بدلا من الخبز لتغمسه البشر طوال اليوم”.
ونوهت الحمصي في حوارها لـ " الهلال اليوم " أن لكل فنان هوية وثقافة، والإبداع حالة تتبلور من أسلوب الفنان المميز وهويته وثقافته لتلك الحالة الإبداعية وهذة الحالة تجعله بلون وطابع فريد، وفيما يلي نص الحوار:
كيف ترى المستقبل للوطن وفنون الوطن ؟
حلم قريب بألوان جميلة وفنانيين واقعهم خيال وخيالهم واقع، وفنون الوطن حزينة كلها دروب حالمة لأمنيات السلام والطمأنينة عدستي تقرب لي الأحلام والرؤى ووجوه الفن الحالمة الراقية هي الوطن بغروب وشروق لمستقبل يعزف سيمفونية الإبداع والثقافة وهي تغريدة ناي حزين ودندنة عود بصوت العندليب وأم كلثوم ومابينهم الإنسان وهفوة الإحساس التي لحظة تجعله يرتضم بصخور الأرض وعناكب الحياة ولحظة تجعله طير بالسماء فوق السحاب بعيد وقريب بين السماء والأرض .
أيُطعم الناس فناً أم خُبزًا ؟
الفن خبز الحياة جنون البشر ما بين الفرشاة والألوان واللقطة والشارع أنين للجمال والروح والإحساس فالفن لو كان بدلأ من الخبز ليتغمسه البشر طوال اليوم ويبتلع رونق إحساسه بدلا من المياه لأصبحت الحياة كمعزوفة بيتهوفن وأصبح الجمال كباقات الورود الزاهية حولنا تتراقص وتتمايل على معزوفة بيتهوفن الحياة مع الجمال.
ما هي أهم الأعمال التي قدمتها, والتي تعتبر محطات مميزة في مسيرتك الفنية ؟
مشاركتي بمهرجان الفن والإبداع بشرم الشيخ خطوة توجت معرفتي بفكر ونقد مختلف من المشاركات العربية وهوية ثقافتهم وإبداعهم بالحس الجمالي ورؤيتهم الهوية العربية التي هى نبراس للفن والثقافة والتراث.
وأيضًا معرض ألوان عربية بساقية الصاوى كان وهج وإبداع من بيت الفن التشكيلي العربي بمشاركة مجموعة عربية وسط أرض الكنانة وكينونة العمل المشارك الممثل بالنخلة لما لها من شموخ وعزة كالنفس والعرب.
ملتقى القاهرة الدولي للفنون التشكيلية بأكاديمية الفنون أضاف لي الكثير بوجود كوكبة من مدارس فنية ورؤى نقدية وعربية توجت بمقتنيات الأعمال المعروضة بأكاديمية الفنون.
مهرجان المحروسة الدولي والذي انطلق تحت شعار الهوية العربية نبراس الثقافات فكان محكى للهوية وإرث للحضارات من خلال ثقافات الشعوب بركن التراث والإرث الحضاري وحمل هويات الفلكلور الشعبي وفانتازيا الخيال من خلال لوحات الفن التشكيلي وورشة النهر الخالد على ضفاف النيل الساحر فكان المؤتمر متوج بقامات عربية ودبلوماسية وممثلي السفارات وشخصيات سياسية أضافوا الكثير للهوية ولأرض الكنانة بتواجدهم الوضاء .
في رأيك.. هل الفنان هو نتاج الدراسة الأكاديمية أم نتاج الحالة الإبداعية؟
إشكالية الثقافة والمجتمع بالمجلس الأعلى للثقافة كانت وهج وإبداع لمحطات بحياتي بوجود الناقد القدير الدكتور صلاح فضل أضاف لي وقامته الثرية ودوره بالحراك الثقافي والفني وقامة أخرى أضافت لى الكثير وجود الدكتور المبجل أبو الفضل بدران الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة سابقا لإضافته للندوة وهج وحضور أيضا وجود الدكتور محمد جمال أبو الهنود مستشار الشؤون الخارجية لفلسطين قامات توجت وسطهم وكانوا شعلة لى لعبقريتهم وحسهم الراقي بالعمل الثقافي.
كينونة الشعر وبريق الأبنوس بالمركز الثقافي الروسي بوجود الدكتور شريف جاد رؤيس خريجى الجامعات السوفتية والروسية والسفير اليكسي تيفاتيان رئيس المركز الثقافي الروسي، والأديب الرائع صخر صدقي كانت كينونة معبقة برؤى جديدة وتوصيات.
جمعية التصوير الفوتوغرافي والفنان القدير بهى الدين مصطفي والفنان رشاد القوصي محطة وضاءة بها شموع الأمل والجمال بحياتي لأنى تعلمت منهم الكثير برؤيتهم العمل الفنى ونقدهم البناء ، وأهم محطة بحياتي وجودي وسط قامات أتعلم منهم وأتفنن في الصمت بحضرة وجودهم لقيمتهم وقامتهم الثرية التي تشع جمالا وحروفا.
هل العمل الفني هو الذي يقود الفنان, أم أن الفنان هو الذي يفرض مسار تتطور العمل الفني؟
لكل فنان هوية وثقافة والإبداع حالة تتبلور من أسلوب الفنان المميز وهويته وثقافته لتلك الحالة الإبداعية وهذه الحالة تجعله بلون وطابع فريد، حالة الفنان العفوية وبساطته التي تحاكي الطبيعة لها الأثر أكثر من الآليات والصعوبات التى نراها، فحالتي مع الكاميرا حالة مزاجية حالة من الإحساس هى من تأخذني معها لعالم من الخيال ودروب من الجمال وهيهات مع هفوات النفس لا أحس تلك الحالة مع الكاميرا إلا بعد رؤية الشكل النهائي للوحة وهى معلقة للعرض.
واعتبر أن العمل الفنى لا يقود الإنسان بل الإنسان هو من يقود ويطور ويحاكي أعمال وإبداعات ولكن نجد وراء العمل الفنى ركائز ومحاور وأشياء كثيرة تبلوره وتؤثر عليه منها الزمان والمكان والإنسان نفسه وأيضا هوية العمل الفنى لأن الفن إحساس وتتويج للعمل والإبداع فية ولذلك الإنسان بدروبه وهويته وثقافته يقود العمل لحالة من الإبداع والحوار والحراك بينه وبين كافة دروبه ومتلقيه فأوقات كثيرة يكون العمل الفنى تعبير جمالي عن الطبيعة، يكون هروب من الواقع ،يكون صمت للمشاعر ،يكون حلم الإنسانية، فالعمل الفنى (وعاء للحقيقة).
مشكلة فهم اللوحة أو غموضها بالنسبة للمشاهد.. ما دور الفنان والمشاهد فيها؟
ما نسميه فك رموز العمل الفني أى إحساس الأخر بك وبهويتك ولمساتك لكل عمل فلكل عمل حالة واضحة وغامضة دوماما يكون الفنان يقصد هذا الغموض ليثير فضول المتلقي والتفافه حول العمل وأيضا يثير تساؤلات وحوارات حول رؤيته الفنية وهذا يؤدي إلى الالتفاف حول العمل وفكرته ومن ناحية أخرى الفنان الباحث فلابد أن يكون الفنان باحثا مبدعا شغوف بالمعرفة وما وراء المعرفة ودروبها ليتناول رؤي جديدة للعمل بها الابتكار تلك الحالة البحثية تبرز الجمال والتفاعل وتساعد الفنان دوما في حالة المزيد .
الذات الإبداعية عند الفنان هل تمحورها المدرسة التي ينتمي إليها؟
كينونة اللوحة هى من تروي حكاية اللوحة فكرتها الجمالية زمانها مكانها صورة اللوحة الجمالية التي تصل للمتلقي والجمهور فجمال الفكرة هى التكوين والقيمة الجمالية للعمل هي تحقيق الجمال والشكل وهذا الجمال هو الإحساس ،وهناك محور للعمل هو من يدور حولة العمل وتلتف حوله الألوان والمساحات وركيزة العمل وفكرته هو محور ثقافة الفنان وهويته وهي من تخلق كينونة العمل.
ما الذي تريد طرحه من خلال لوحاتك في معارضك الفنية؟
أطرح من خلال لوحاتى إنعكاس من الحياة والواقع ونبض الإنسان ورؤية الزمان والمكان من خلال رؤى باللوحة تحاكي المجتمع ومن خلال إحساسي أطرح رسالة من خلال كل عمل أطرح حوار ساكت للجمهور للتحاور بواقع أليم وواقع أجمل وفكر راقي ونبض مجتمع وأطرح رسالة يمكن أن تكون سلام وطمأنينة.
ولكن بمعرضى الأخير طرحت رسالة وعنوان للوحدة العربية كان نتاج لقطة بين أحضان الطبيعة وجمالها ولكن كانت مفعمة بالألم حلم الوحدة العربية من خلال لوحتي قلب النخلة، اخترت النخلة لتعبر عن الشموخ وخضارها الأصالة والطيبة وقلب النخلة أرض الكنانة والسعف المعلق بجريدها الوارف الدول العربية في بوتقة واحدة ونبض واحد باختلاف ثقافتهم وهويتهم.