رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


واشنطن بوست: أوكرانيا تحتاج لأسلحة متطورة حتى تتمكن من الاستمرار في حرب طويلة المدى

28-2-2023 | 10:11


حرب أوكرانيا

دار الهلال

تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقال افتتاحي تداعيات الحرب بين القوات الروسية والأوكرانية حيث أكدت أن كييف في حاجة إلى المزيد من الأسلحة المتطورة حتي تتمكن من الاستمرار في حرب من الواضح أنها سوف تظل مشتعلة لفترة طويلة.

وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تقدم فيه الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لأوكرانيا تصل قيمتها عشرات المليارات من الدولارات إلا أن أوكرانيا ما زالت بحاجة إلى المزيد من الأسلحة المتطورة منها على سبيل المثال الطائرات المقاتلة حتي تتمكن من مواجهة القوات الروسية التي مازالت متفوقة عسكريا ولاسيما أنه لا تبدو في الأفق أي بادرة أمل تشير إلى قرب انتهاء تلك الحرب.

وتوضح الصحيفة أن المثال الواضح على عدم وفاء واشنطن بتلبية كل احتياجات أوكرانيا العسكرية هو تردد الإدارة الأمريكية في تزويد كييف بطائرات مقاتلة ومنظومات دفاع جوي حديثة على الرغم من أن الجانب الأوكراني في أشد الحاجة لتك النوعية من الأسلحة.

وتتطرق الصحيفة إلى موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الرافض تقديم هذه النوعية من الأسلحة لأوكرانيا على الرغم من إجماع الخبراء العسكريين في أوروبا والولايات المتحدة على أهمية هذه الأسلحة للقوات الأوكرانية حتى تتمكن من التصدي للقوات الروسية، موضحة ضرورة البدء فورا في تزويد كييف بهذه الأسلحة أخذا في الاعتبار أن القوات الأوكرانية سوف تحتاج لوقت طويل يصل إلى قرابة العام من أجل استيعاب هذا النوع من العتاد العسكري والتدريب عليه.

وتضيف الصحيفة أن العديد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) تبنوا مواقفا أكثر إيجابية في هذا الخصوص حيث وافق رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك على تدريب عدد من الطيارين الأوكرانيين على الطائرات الحربية المتطورة في الوقت الذي أعلن فيه رئيس فرنسا إمانويل ماكرون عن استعداد بلاده تقديم طائرات حربية متطورة لكييف.

وتعرب الصحيفة عن اعتقادها أنه على الرغم من كل تلك الوعود من جانب دول الناتو إلا أن أي من تلك التعهدات لن يدخل حيز التنفيذ دون مساندة حقيقية من واشنطن التي تقود عملية تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وتضيف الصحيفة أن ذلك النمط من تفكير الدول الغربية والذي يتسم بالتردد مازال هو المسيطر على الموقف منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ ما يربو على العام، موضحة في نفس الوقت أن هذا التردد من جانب الغرب يصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي يراهن على نفاد صبر الدول الداعمة لكييف بما يحقق له النصر في نهاية المطاف ويمكنه من تحقيق أهدافه من تلك الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا.

وتشير الصحيفة أن الموقف الغربي من المساعدات العسكرية لكييف يشكل خطرا على مصداقية دول الناتو وبالأخص الولايات المتحدة وهو الخطر الذي أسهم في تعزيزه قرار الرئيس الأمريكي برفض تقديم طائرات حربية لأوكرانيا والتي يحتاجها الجانب الأوكراني بشدة من أجل حماية قواته على خطوط المواجهة مع القوات الروسية.

وتضيف الصحيفة أنه يجب على الدول الغربية أن يتسم تفكيرها ببعد النظر على نحو يمتد لسنوات وسنوات لإنه حتي في حالة انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا فإنه لا يجب إغفال الخطر الروسي في المستقبل وهو ما يحتم تزويد أوكرانيا بأسلحة ردع تمكنها من مواجهة مثل هذا الخطر في المستقبل.

وتستطرد الصحيفة أن توفير الطائرات المقاتلة لأوكرانيا ليس مسألة اختيارية بل يشكل عنصر ردع بالغ الأهمية، موضحة أنه بإمكان الإدارة الأمريكية توفير هذا النوع من الأسلحة شريطة تعهد أوكرانيا بعدم استخدامها لضرب أهداف داخل العمق الروسي واستخدامها فقط لأغراض دفاعية.

وتشير الصحيفة في الختام إلى أن جميع الحروب مآلها إلى نهاية مهما طال الزمن إلا أن التاريخ ملئ بنماذج من الحروب استمرت لفترة طويلة من الزمن، فإذا كان هذا هو الحال في حرب أوكرانيا فقد بات من الواجب على الولايات المتحدة وحلفائها التفكير بشكل مختلف يتخطي نطاق الهجمات المتوقعة في فصل الربيع القادم أو المخصصات السنوية أو الانتخابات القادمة ولكن يجب عليهم التخطيط على المدى البعيد بما يتناسب مع حرب طويلة المدى مثل حرب أوكرانيا.