أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة الثقافة الشعبية كتاب «فن الواو.. في بعض مناطق محافظة قنا»، من تأليف رأفت محمد علي عبد العزيز.
ويعتبر فن الواو أحد الفنون القولية يتميز بتعبيراته المقتضبة المكثفة البارعة في اختزال المضامين، وفى دمج الرؤى والتصورات والأفكار، في صياغة مكتنزة ذات عمق وقوة وبراعة في التصوير وإحكام في صوغ الدلالة، وهو نوع من الشعر يعتمد على اللهجة المحلية، ويحتوي على الحكمة والموعظة والمفارقة، كما يعتمد على التصوير والجناس، ويصاغ على بحر المجتث.
أما بنية مربع الواو تتكون من أربعة أغصان تمثل جداول دلالية أساسية، ولفن الواو أنواع متعددة بحسب القافية، فمنه مسوجر (المقفل) = المغلق بإحكام ومقفول وموارب ومفتوح- واهتم قوالو فن الواو بقنا بالاهتمام بالواو المفتوح؛ نظراً لأنه سهل في الفهم واستيعاب الجماعة الشعبية، والأصل من بين تلك الأنواع في قافية الواو أن تقوم تلك القافية على التجنيس المعمى أي إن الأصل في الواو هو المسوجر، الذي أغلق رتاجه، على خلاف المقفول دون إحكام الرتاج.
وتناول الفصل الأول المنطقة التى تم جمع مادة الكتاب منها من خلال منطقتين يتجمع فيهم أشهر شعراء الواو وهي مركز ومدينة قنا وقراها، ومركز ومدينة نجع حمادي وقراها من حيث الجغرافيا والتاريخ بالمنطقة، وكذلك عدد السكان والزراعة والصناعة، كما ارتبطت قنا بالقبائل تناولت بعض منها مثل قبيلة الهوارة، والأشراف ولما كانت هذه القبائل مرتبطة بوجودها في مدينة قنا حيث يسكن الهوارة وخاصة الحميدات النصف الغربي من المدينة، والأشراف يسكنون في النصف الشرقي منها، وهنا نتج سباق اجتماعي وديني بينهم من له أحقية القيام بمتطلبات العارف بالله الشيخ عبد الرحيم القناوي، فالهوارة يرون أنهم هم الأحق به؛ لأن الضريح وما حوله كان ملكاً لهم، والأشراف يرون أنه من حقهم القيام بمتطلبات وشئون العارف بالله الشيخ عبد الرحيم القنائي.