أكد تقرير صحفي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن شروع فنلندا في بناء سياج عازل على الحدود مع روسيا يعكس مخاوف أمنية واضحة تجاه موسكو.

ويشير التقرير إلى أن فنلندا أعلنت الشروع بالفعل في بناء السياج العازل على الحدود مع روسيا والتي يبلغ طولها ما يزيد على 1,300 كيلومتر خشية استخدام موسكو لملف المهاجرين الفارين من حرب أوكرانيا كسلاح ضد هيلسنكي.

ويلفت التقرير إلى أن الهدف من إقامة هذا الجدار هو تعزيز الوضع الأمني على الحدود مع روسيا، ومواجهة أية محاولة من جانب موسكو لتصدير أزمة لاجئين لفنلندا، مشيرا في نفس الوقت إلى أن هيلسنكي أعلنت أمس الثلاثاء البدء في بناء الجدار من خلال إزالة الغابات مع الشروع في بناء جسم الجدار خلال الشهر الجاري، طبقا لبيان صادر من حرس الحدود الفنلندي.

وتأتي تلك الخطوة، كما يشير التقرير، في وقت تبذل فيه الحكومة الفنلندية كافة الجهود من أجل الانضمام لحلف شمال الأطلنطي (الناتو) حيث من المتوقع أن يقرر أعضاء البرلمان اليوم الأربعاء عملية الإسراع في الانضمام للحلف.

ويوضح التقرير أن الحدود الحالية الفاصلة بين فنلندا وروسيا لا تعدو عن مجرد بعض السياجات الخشبية والتي أقيمت فقط منذ عدة عقود من أجل منع المواشي من عبور الحدود بين البلدين.

ويضيف التقرير أنه من المقرر الانتهاء من بناء سياج يمتد على مدى ثلاثة كيلومترات بحلول يونيو المقبل على أن يتم بناء سياج آخر بطول نحو 70 كيلومترا في الفترة ما بين عامي 2023 و2025، موضحا أن التكلفة الإجمالية لإقامة سياج بطول 200 كيلومتر عبر الحدود بين البلدين قد تصل إلى 400 مليون دولار.

ويبلغ ارتفاع السياج، طبقا لما ذكره التقرير، نحو ثلاثة أمتار تعلوه أسلاك شائكة كما أنه سيتم تركيب كاميرات مراقبة ومكبرات للصوت.

ويشير المقال إلى أن فنلندا، التي تعتبر حدودها من أطول حدود الدول الأوروبية مع روسيا، قد تخلت عن سياسة عدم الانحياز العسكري التي تبنتها على مدار عقود وقامت بتقديم طلب للانضمام لحلف الناتو في مايو الماضي وذلك في أعقاب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا والتي بدأت في فبراير من العام الماضي.

ويوضح التقرير في الختام أن العقبات الدبلوماسية التي تواجه فنلندا للانضمام لحلف الناتو أقل بكثير من تلك التي تعوق انضمام جارتها السويد للحلف مما دفع هيلسنكي إلى الإسراع بمساعيها للانضمام للناتو قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أبريل المقبل أخذا في الاعتبار أن الرأي العام داخل البلاد مؤيدا للانضمام للحلف.