بالصور: لمدة 3 أشهر.. 7 آلاف مواطن لا يجدون رشفة ماء بالمنيا
يضرب العطش أهالي وأراضي قرية بني هاشم الزراعية التابعة لمزكز "ببا" في محافظة المنيا، لما يزيد عن ثلاثة أشهر متواصلة، بسبب انقطاع مياه الشرب دون توضيح لأبعاد الأزمة التي ترهق المواطنين، وتجعلهم يقطعون مسافات طويلة من أجل شراء المياه، وساعد ذلك في انتشار "سبوبة" بيع المياه في تلك القرية والقرى المجاورة، يأتي ذلك وسط حالة من التخاذل من جانب المسئولين، رغم الشكاوى المتكررة من المواطنين.
ويبلغ سكان قرية بني هاشم حوالي 7 آلاف نسمة، ومساحتها تقدر بحوالي 70 فدانًا وهي تابعه للمجلس القروي لصفط راشين.
العطش يصل الأخضر واليابس
أهالي القرية يؤكدون لـ«الهلال اليوم» أنهم ما تركوا بابًا إلا وطرقوه من أجل عودة المياه التي أثرت بشكل كبير على المواطنين وتسببت في بوار عشرات الأفدنة،
رزق ميشيل رزق، أحد مواطني القرية يقول:" هناك حالة استياء كبيرة بين أبناء القرية بسبب انقطاع المياه المتواصل دون سبب، وأصبحنا نصرخ ونلجأ لكل جانب من أجل الحصول علي أبسط حقوقنا وهي انقطاع المياه.
وأضاف أن المياه انقطعت عن القرية لما يزيد عن ثلاثة أشهر الأمر الذي جعل الأهالي يلجؤون إلى شراء المياه من "طلمبات رفع".
وأضاف سامح فارق، أن "طلمبات الرفع" أصبحت المنقذ الوحيد للأهالي عقب انقطاع المياه، الأزمة التي باتت دون حل وكأنها أزمة مستحيلة وضاقت أمامنا جميع السبل والأسباب لحل أزمة انقطاع المياه وسط حالة من التكاسل الرهيب من المسئولين.
تجارة المياه
وأكد موريس جرجس حنا، أنه لم يستحم منذ فترة طويلة بسبب عدم قدرته على جلب المياه الكافية واللازمة، ولم يستطع تنظيف جسده منذ حوالي شهر لأن المياه أصبحت عائقًا عليه، متابعًا:" لم تكن المياه وحدها عائقًا فالأكل والمعيشة كلها أصبحت صعبة للغاية".
جمعة سيد، أحد مواطني القرية، يقول إن انقطاع المياه أثر بشكل واضح على بيوت العبادات في القرية، حيث أن المصلين لا يجدون مياه ليتوضئوا بها، مما أدى إلى هجر بيوت الله وغياب المصلين عنها، الأمر الذي دفعنا لشراء مياه وملئ الخزانات في المساجد، متابعًا:" حتى الصلاة أصبحت بالفلوس واللي ممعهوش ما يلزموش"
فواتير باهظة بدون مياه
ويستعجب عيسي شحاتة أمين، أحد قاطني القرية، من أرقام فواتير المياه التي تطلب مبالغ كبيرة رغم أن المياه منقطعة نهائيًا عن القرية ولا توجد في أي منزل، متسائلًا كيف يتم وضع مبالغ فواتير المياه وحجم الاستهلاك، وأكبر دليل على أن هناك عشوائية في التعامل أن الفواتير التي نستلمها توضع بطريقة عشوائية كاملة.
ولفت إلى أن الأهالي لجئوا إلى المسئولين بالوحدة المحلية بعد تكرار وضع مبالغ كبيرة في الفواتير، وشكوى مندوبي شركة مياه الشرب.
وكان محافظ بني سويف، وعد بحل مشكلة المياه خلال زيارة هذه القرية منذ أكثر من شهر، ولكن وعده بالحل لم ينفذ.
وقال شحاتة أمين:" حتى الآن يبقي الوضع كما هو عليه، بالإضافة إلى ارتفاع نسبه الفشل الكلوي بين أهالي القرية الذي أصبح معظمهم يعاني منه بسبب الأملاح الموجود في الطُلمبات التي تسحب المياه الجوفية من باطن الأرض".
مشاريع مياه الشرب
قال عصام البديوي، محافظ المنيا، في منتصف شهر مايو الماضي، إن مشاريع مياه الشرب والصرف الصحي في المحافظة قائمة على قدم وساق، وتؤكد أن أيادي الدولة المصرية ممتدة لكل القرى والنجوع لخدمة المواطنين في المقام الأول وضماناً لوصول مياه شرب نظيفة للمواطنين حفاظاً على صحتهم وسلامتهم.
وأكد أن المحافظة تلتزم ببرنامج زمني محدد لنهو كل مشروع خاص بمياه الشرب والصرف الصحي، بالتنسيق مع الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية لا تحتمل أي تقاعس أو تخاذل في العمل حتى نحقق مصلحة المواطن ونلبى احتياجاته ومتطلباته الحياتية.