هوس تربية الحيوانات.. بين الرفاهية والهروب من الوحدة
ينظرالبعض إلى تربية بعض الأشخاص للحيونات الأليفة على أنه نوع من الترف يمارسه الأثرياء ومن ليس لديهم ضغوطًا في حياتهم ، ويأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد فيه العديد من الأبحاث أن لجوء بعض الأشخاص لتربية الحيوانات الأليفة يعد نوع من العلاج النفسي لهم ويحميهم من شبح الوحدة التي أجبروا عليها بسبب ظروف الحياة .
وفي هذا الإطار يقول الدكتور جمال الفرويز أستاذ الصحةالنفسية، أن لجوء الأفراد لتربية الحيوانات الأليفة في منازلهم ,أمر يشهد انتشاراً واسعاً في العديد من بلدان العالم ,ولكن تختلف دوافعه من شخص لأخر ,فنجد بعضهم يلجأ لتربية الحيوان لتحقيق قدر من المتعة, أوالحماية خاصة في حال تربية الكلاب, وقد يكون للأمر أبعاد نفسية,حيث نجد أشخاص مروا بتجارب سيئة كقصة حب فاشلة أوتجربة زواج غير موفقة أو مروا ببعض التجارب السيئة على صعيد العمل أو الحياة العامة, فنجدهم يلجأون لتربية هذه الحيوانات ,بهدف تخفيف الضغوط والأعباء النفسية التى يمرون بها , وغالباً ما تكون لديهم قناعة أن هذه الحيوانات أكثر إخلاصًا من البشر .
وأضاف أن بعض الأشخاص الانطوائيين، الذين يميليون بطبيعتهم إلى العزلة وعدم الاختلاط يكونوا أكثر شغفاً بتربية هذه الحيوانات كبديل يغنيهم عن الاختلاط والتفاعل مع البشر.
ولفت إلى أن الظروف الاجتماعية التي يمر بها بعض الأفراد قد تكون دافع للجوءهم لتربية الحيوانات الأليفة للتخلص من شبح الوحدة كالأم التى يسافر أبنائها ويموت زوجها , أو كمسن الذى يخرج على المعاش ويعيش بمفرده.
وأشار إلى أن تربية الحيوانات الأليفة قد يحقق قدر من التوازن النفسي لدى بعض الأشخاص المربيين لها ولكنه في الوقت نفسه قد يشكل خطرًا من الناحية الصحية والنفسية أيضاً وذلك في حالة الهوس والمبالغة في الارتباط بها .