رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


زيارة لمكتبة الحرم المكي الشريف

28-8-2017 | 15:23


تحقيق: صلاح البيلي

مصحف عثمان الأصلي وديوان المتنبي والعدد الأول من جريدة أم القرى ..من مقتنيات المكتبة

أكثر من ثلاثين ألف مجلد و120 ألف عنوان باللغة العربية بين جنبات الكتبة

يزورها شهريا 12 ألف زائر ومعتمر و1500 زائر يوميا أيام الحج

أقسامها تضم 27 لغة بما فيها اللغات الأفريقية والأسيوية للأقليات المسلمة

قسم خاص للمكفوفين و مكتبة رقمية وأخرى صوتية لتسجيلات تلاوات ودروس الحرمين

قسم الهدايا يضم الكتب الموقوفة من أصحابها أو من ورثتهم للحرم المكي

السبت والخميس خصصا لزيارة النساء من العصر للعشاء

 

مصحف عثمان

في الطابق الثاني من الحرم المكي الشريف تقع مكتبة الحرم التي تضم أكثر من ثلاثين ألف مجلد لخدمة الحجاج والمعتمرين ورواد الكعبة حيث تضم أكثر من 120 ألف عنوان باللغة العربية وحدها في المذاهب الأربعة والعلوم الاسلامية والتاريخ والتراجم والمعارف فضلا عن الكتب الأجنبية و المخطوطات النادرة ومجهزة بأحدث أجهزة الكمبيوتر والتصوير لنسخ الكتب المطلوبة للراغبين كهدية . . وإلى التفاصيل .

 بداية يقول أيمن محمد السهلي مشرف المكتبة إنها تتبع د . عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومعه نائبه محمد بن ناصر الخزيم وتستقبل زوارها من السابعة والنصف صباحا إلى ما بعد الواحدة من صباح اليوم التالي بما في ذلك أيام العطلات والأعياد وهي مصنفة بالطريقة العشرية بمعنى أنها تبدأ بالمعارف العامة وتنتهي بالتاريخ وتفسير القرأن والحديث والفقه وإن كانت أكثر المجالات اهتماما للزوار هي العلوم الشرعية . وتضم المكتبة ثروة زاخرة من الكتب ب27 لغة من العربية للأفريقية والأسيوية ما بين كتب ورقية ورقمية وتضم 120 ألف عنوان بالعربية وحدها.

 

الإهداءات الخاصة:

ويؤكد الشيخ أحمد بن فهد الشويعر مدير المكتبة  أنها تضم كتبا نادرة أهداها الأمراء والمشايخ كوقف خيري للكعبة والأولوية للعلوم الشرعية باعتبارها مكتبة داخل الحرم .

 

عدد الزوار:

وعن الزوار يقول حسن أحمد الزهراني إن أعداد الزوار تتزايد بداية من أول ذي الحجة كل عام وتبلغ الذروة أيام 12 و13 و 14 ذي الحجة ويصل عدد الزوار إلى ألف وخمسمائة زائر يوميا وبخلاف أيام الحج يصل عدد الزوار نحو 12 ألف زائر شهريا وغالبية الزوار من طلبة العلم والباحثين لوجود كلية الحرم بجوار المكتبة وهي معهد علمي ابتدائي واعدادي وثانوي وتتيح الشهادات الشرعية . وبالمكتبة 36 موظفا ما بين مشرف دائم مؤقت ومساعدين يعملون في ورديات يومية .

 

قسم المكفوفين:

وتضم المكتبة قسما خاصا للمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة للقراءة بنظام برايد . وتوزع المكتبة هدايا للحجاج والمعتمرين من كتب شرعية وسديهات بأصوات مشايخ الحرمين في قراءة القرأن.

 

المخطوطات النادرة:

ويعتبر مصحف عثمان بن عفان الأصلي أهم مقتنيات المكتبة وهو بدون نقط أو تشكيل على عادة العرب في الكتابة قديما، وكذلك النسخة الأولى من جرية أم القرى أقدم صحيفة صدرت في مكة في 12 ديسمبر 1924 وكان اشتراكها السنوي نصف جنيه مصري.

وتضم المكتبة نسخة خطية نادرة لديوان أبي الطيب المتنبي . ونسخة مخطوطة من مصحف بالخط الكوفي كان بالجامع الكبير في صنعاء باليمن ويرجع للقرن الثالث الهجري . ومخطوط مسند الموطأ للغافقي المتوفي 381 هجرية وكتب في 25 ربيع الأول 693 هجرية.

وكذلك نسخة خطية لكتاب ( الفروسية والمناصب الحربية) للرماح محمد بن لاجين الحسامي المتوفي 780 هجرية وكتاب ( الفوائد) لأبي بكر الشافعي المتوفي 345 هجرية وكتاب ( مجمع البحرين في زوائد المنجمين) للهيثمي المتوفي 807 هجرية.

 

أقسام المكتبة:

وتضم المكتبة قاعة للإطلاع رئيسية تضم أكثر من ثلاثين ألف مجلد وقسم المكتبة الإلكترونية وتضم الأجهزة الحديثة وألات النسخ والتصوير لتوفير خدمة النسخ الرقمي المجاني للكتب التي يرغب أحد الزوار في اقتنائها ويوجد قسم للمكتبة الصوتية تضم تسجيلات نادرة لتلاوات مشايخ الحرمين ودروس العلماء وهي تقدم مجانا للزوار .

ويوجد قسم للدوريات وبه مجلات محكمة، وقسم التزويد الذي يتبادل الهدايا مع مع الباحثين والحجاج وطلبة العلم ويوزع الاصدارات ويستقبل الإهداءات القديمة من أصحابها أو من ورثتهم ممن أوقفوها على الحرمين ويتولى قسم الفهرسة والتصنيف استخدام الفهرس العربي الموحد من معارف عامة نهاية بالمذاهب الأربعة وكتب التاريخ والسير والتراجم والأنساب والرحلات والجغرافيا والنحو والصرف . وقسم المكفوفين يوجد به جهاز القراءة الخاص بهم وطابعة برايل.. وفضلا عن كل ذلك تقوم المكتبة بعرض بعض مقتنياتها على عربات متنقلة داخل الحرم تسمى المكتبة المتنقلة.

وتستقبل طلبة معهد الحرم المكي لتدريبهم على تخريج الأحاديث وتستقبل الزيارات المدرسية.

وخصصت المكتبة يومي الخميس والسبت من العصر لصلاة العشاء للنساء وحدهن.

تاريخيا احتضن الحرم المكي الشريف الكثير من المخطوطات النادرة بين أروقته وفي القرن الثاني الهجري كانت هناك قبتان.. إحداهما للسقاية والثانية لحفظ المصاحف والربعات الشريفة.

وأورد المؤرخ الأرزقي في كتابه ( أخبار مكة) أن سيلا عظيما اجتاح المسجد الحرام سنة 417 هجرية ووصل إلى خزانة الكتب النادرة وأتلف منها الشيء الكثير ! وسنة 1262 هجرية أمر السلطان العثماني عبد المجيد بإصلاح القبتين وجعل إحداهما مكتبة جمع فيها الكتب التي كانت متناثرة في الحرم وفي الأربطة المجاورة وأطلق عليها ( كتب خانة السليمانية أو المجيدية) وكانت نواة المكتبة الحالية التي تنقلت أكثر من مرة وخصص لها مبنى مستقل ثم أزيل سنة 1406 هجرية لصالح توسعة الحرم وأخيرا استقرت المكتبة داخل الحرم بالدور الثاني لتصبح في متناول يد الزوار من حجاج ومعتمرين وطلبة العلم والباحثين من كل الجنسيات وبكل اللغات، حيث يؤمها الأفريقي والعربي والأسيوي والأوربي والأمريكي لمطالعة أمهات الكتب والمخطوطات النادرة.