حواديت فنية .. أفلام العيد
بقلم : طاهر البهي
عندما ننظر إلى أرشيف السينما المصرية بهدف تقييم وتحليل مضمونها، نندهش أن تلك الأفلام التي تعد بالآلاف لم تترك صغيرة ولا كبيرة في زمانها وأوانها إلا وناقشته ورصدته وقدمت وثائق تاريخية عنه اكتشفنا أهميتها الفائقة سواء للمشاهد غير المتخصص أو الناقد الراصد لأرشيف السينما المصرية، وأيضاً للدارسين والباحثين.
على سبيل المثال لا الحصر، فإن طقوس واحتفالات شهر رمضان المبارك عشناها بأجوائها واحتفالاتها على الشريط السينمائي، وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على أحدثها، إلا أننا نتذكر الصورة برتوشها وظلالها، ولعل الفيلم السينمائي الذي يعشقه الصغار والكبار “الفانوس السحري” أحد أهم الأفلام التي سجلت بعضاً من المناسبة في حين بدأت ملامح العيد في فيلم مثل “ حياة أو موت” الذي تكمن أهميته أيضاً في أنه يسجل وثيقة نادرة لشوارع وأحياء وسط القاهرة العتيقة بمواصلاتها “الترام والحنطور” مما يعد وثيقة رسمية أكثر منه فيلما سينمائيا.
أما أغاني موسم شعائر الحج وعيد الأضحي فكلنا يتذكر المطربة الكبيرة ليلى مراد التي شدت " يا ريحين للنبي الغالي .. عقبلكم وعقبالي" ضمن أحداث فيلم سينمائي من روائعها . الآن ابتعدت السينما عن رسالتها، ولم تعد تهتم كثيراً أو قليلاً بتسجيل ملامح الحياة اليومية فمعظم منتجينا ومخرجينا وممثلينا انصرفوا عن هذه الرسالة السامية بالجري وراء فقاعات سينمائية زائفة حول قضايا ما أنزل الله بها من سلطان وتمتلئ بالعنف والإثارة.