رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مكاسب القاهرة من مشاركة السيسي في قمة «البريكس»

29-8-2017 | 19:24


كتبت- خلود الشعار

 

أشاد دبلوماسيون واقتصاديون، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة "البريكس" المزمع عقدها في شهر سبتمبر المقبل بالصين، مؤكدين أن تلك الزيارة ستحقق نجاحًا كبيرًا على مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، لافتين إلى أن "دول البريكس" تسعى لتحقيق نمو اقتصادي ودبلوماسي كبير بالتعاون مع بعض الدول النامية، من خلال ضخ استثمارات كبرى وإقامة مشروعات تعاونية من أجل النهوض بتلك البلاد.

 

ويتطلع الرئيس الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في قمة دول "البريكس"، عقب تلقيه دعوة من نظيره الصيني، الشهر المقبل، لأول مرة.

 

"البريكس" هي قمة دبلوماسية تعقدها مجموعة من الدول ذات الاقتصاديات الكبرى، مكونة من 5 دول وهم: "البرازيل- روسيا- جنوب أفريقيا- الصين- الهند"، بالإضافة لتسع دول نامية يتم دعوتها كل عام، وسيكون مقر القمة هذا العام في الصين.

 

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها مصر، تقوم فكرة القمة على دعم الدول النامية وتشكيل محور اقتصادي مضاد، لدعم الاقتصاديات الناشئة والدول النامية ولتكون بديلًا عن السياسات الأمريكية السلبية.

 

مكاسب المشاركة

وفي هذا السياق، قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن الهدف من مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة دول "البريكس" هو بناء قوي للعلاقات بين مصر والدول المشاركة بالقمة، فضلًا عن توقيع برتوكولات واتفاقيات في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن المشاركة بالقمة ليست مقصورة على الاقتصاد فقط، بل دبلوماسيًا وعسكريًا وتجاريًا.

 

وأضاف لـ"الهلال اليوم"، أنه في إمكانية مصر خلال هذه القمة التوقيع على اتفاقيات عدة تتناسب مع وضع الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أنه هناك "علقة" اقتصادية شرسة ما بين أمريكا وروسيا والصين وأوروبا، وبالتالي فليس هناك دولة من هذه الدول على استعداد أن تقدم تنازلات في الوقت الحالي لتقوية علاقتها مع دولة أخرى.

 

المعركة الاقتصادية الكبرى

وأوضح، أن الدول الكبرى الآن متفرغة للمعركة الاقتصادية الخاصة بدولتها، ولذا لا يجب إقحام الاقتصاد في المشاركة خلال هذه القمة، مؤكدًا أن دول العالم أجمعها تبحث عن مستثمرين، ولكن هذه القمة ستُفيد في توقيع البرتوكولات والاتفاقيات في مختلف المجالات، التي سيكون لها تأثير على المدى البعيد، وذلك لأن المتغيرات الاقتصادية العالمية تتغير بين ليلة وضحاها، وتسعى الدول العظمى للسيطرة للهيمنة على أكبر قدر من المشاريع بما يحقق مصالحها الاقتصادية.

 

وأشار إلى أن هناك العديد من الإجراءات الاحترازية، حيث أن أمريكا يكاد أن تعود للنظام الاشتراكي، فضلًا عن أن روسيا الاشتراكية يكاد أن تنحرف للمعيار الرأسمالي، بالإضافة إلى أن أوروبا تحاول الحفاظ على مصالحها بين هذه الدول، والصين تتربص للانهيارات الاقتصادية القادمة من تعثر بعض الدول في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة في خليج المكسيك، وبالتالي فإن العالم مليء بالتقلبات، فلا يجب التصور أن فكرة المشاركة في قمة "البريكس" سنعود منها بـ"الجمال المحملة" بالمليارات لمصر.

 

حصص تسويقية

واعتقد، أن الهدف من المشاركة في المؤتمر هو حصول مصر على حصص تسويقية أو تأييد تسويقي في المحاكم العالمية بالكامل، سواء باتخاذ قرار سياسي أو ترشيح مواطن مصري لمنصب في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو غيرها، حيث أنه يمكن استغلال ترشيح السفيرة مشيرة خطاب، لرئاسة منظمة اليونسكو للترويج لمصر سياسيًا، وللحصول على مزيد من الأصوات لدعمها في الانتخابات، فضلًا عن البروتوكولات والاتفاقيات التي توقعها بين مصر والدول المختلفة، والتي يمكن استغلالها للتأثير على الاقتصاد العالمي وما يحدث في الوقت الحالي.

 

دول ناهضة

الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن دول "البريكس" مجموعة ناهضة وتسعى للتنمية بشكل كبير، ومشاركة مصر بها سيعود بمردود إيجابي على الدولة، لأن دول "البريكس" تضم "الصين والبرازيل وجنوب أفريقيا وروسيا".

 

وأضاف لـ"الهلال اليوم"، أن تلك الدول تقدم تسهيلات ائتمانية وغيرها من مقدمات النجاح الاقتصادي والسياسيي، مشيرًا إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسي حاول الانضمام لهذه القمة، ولكنهم رفضوا.

 

وأضاف، أن تبادل الزيارات وحضور اجتماعات القمة أمر مطلوب، حيث أن هذا الأمر من شأنه أن يعود على مصر بالنفع في المجالات المتعددة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وسياحيًا، مؤكدًا أن دعوة دول "البريكس" لمشاركة مصر في هذه القمة يرجع لإيمانهم بدور مصر والمشاركة الاستثمارية بها، مما سيعود بالنفع على البلاد على المدى الطويل.

 

علاقات دولية واسعة

وتابع:" أن مشاركة الرئيس السيسي بالقمة ستعزز العلاقات الدولية على كافة الأصعدة، فهي تعد أعلى مستوى تمثيلي للبلاد، مقترحًا أن يشارك مجموعة من رجال الأعمال والصناعة والاستثمار بالإضافة إلى ربط القطاع الخاص بالعام متمثلين في المسئولين مع وضع مجموعة من الأساتذة والمتخصصين لحضور هذه القمة، مما سيجعل مصر تفعل أنشطتها مع كل دولة من دول "البريكس" على حدها في المجالات المختلفة بعيدًا عن الزيارات الأخرى الثنائية بين البلاد، لأن هذه القمة هامة للغاية، ويجب استفادة مصر منها على أكمل وجه.

 

وأوضح، أن مصر ستحصل بعلاقاتها مع دول "البريكس" على عائدات كثيرة للغاية، ولكن هذه الأمر متوقف على مهاراتنا في استثمار هذه الدعوة.