11 عامًا مضت على رحيل أديب نوبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ (11 ديسمبر 1911 - 30 أغسطس 2006)، مؤرخ الحارة المصرية وصاحب أشهر روايات عربية تحولت إلى أعمال سينمائية ودرامية وهو ما يعرفه الكثيرون عن "محفوظ"، بيد أن هناك حقائق أخرى عنه لم يطلع عليها جمهوره من الناس العاديين الذين لا يرون فيه سوى "ثلاثيته الشهيرة" واللص والكلاب وقشتمر وحديث الصباح والمساء وغيرها ضمن 30 رواية و350 قصة قصيرة وعشرات السيناريوهات وحاراته الرابضة خلف كل رواية بشخوصها ومشكلاتها وأمراضها المجتمعية.

أورد هذه الحقائق، الكاتب إبراهيم عبد العزيز في كتابه "أنا محفوظ"، والذي كشف أن العبقرية والإبداع لم يولدا من رحم النجاح المستمر، لكن يقابل المبدعين كثير من العقبات والأمور الحياتية والمرضية تكون حافزًا فيما بعد للتميز والنجاح، نورد منها:

• أصيب خلال فترة طفولته بالصرع:

 كان الصرع آنذاك إما يؤدى إلى الموت أو الجنون، وكانت وسائل العلاج منه بدائية للغاية، لكنه شفى منه ولم يترك المرض أثرًا في جسده؛ كما أصيب بالسكر وهو في الـ49 من عمره، وكان لذلك المرض أثر مروع على نفسه، لأنه سمع أنه يضعف الإنسان؛ وتأقلم "نجيب" مع المرض بصعوبة شديدة على مر السنوات.

• كان طالبًا فاشلًا:

يقول إبراهيم عبد العزيز: عندما كان "محفوظ" في الكتاب والحضانة كان طالبًا بليدًا، وكان دائمًا ما يتعرض للضرب، وكان يكره الدراسة بشدة ويراها عائقًا يحرمه من أسعد لحظات حياته، لكن ذلك الأمر تغير بعد إصابته بمرض مزمن عانى منه لبعض الوقت ثم شفي منه تمامًا، وبعد ذلك بدأ في الاهتمام بدراسته وتفوق فيها.

• قابل السفير السويدي بالبيجامة:

يقول كتاب "أنا محفوظ": "كان فوز "محفوظ" بجائزة "نوبل" في الأدب عام 1988، أمرًا مفاجئًا بالنسبة له، خاصة أنه لم يكن على دراية بأنه ضمن قائمة المرشحين، وأبلغه بالأمر رئيس تحرير الأهرام، وبعد لحظات قليلة وصل السفير السويدي إلى منزله لتسليمه هدية بمناسبة حصوله على الجائزة، وكانت الزيارة مفاجئة، فاضطر "محفوظ" إلى مقابلته بالبيجامة وكان قد تناول "بصل" قبل وقت قصير من الزيارة.

• رفض نشر مذكراته:

كان "نجيب محفوظ" حريصًا على كتابة يومياته حتى عام 1954، لكنه تخلص منها ومزقها، وكان بشكل عام يرفض الاحتفاظ بمسودات رواياته ثم يمزقها فور طباعتها على الآلة الكاتبة.

• روايته الشهيرة "ثرثرة فوق النيل" عرضته للتهديد بالاعتقال:

تسببت رواية "محفوظ" الشهيرة "ثرثرة فوق النيل"، التي نشرت عام 1966، في إثارة غضب بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، فيما طالب "عبد الحكيم عامر" الرئيس الراحل "عبد الناصر" بتأديب "محفوظ" لتوجيهه انتقادات إلى الحكومة التي وصفها في روايته بأنها تقوم بكل شيء دون الرجوع للشعب وكأنه لا وجود له، وبالفعل صدر قرار باعتقاله، لكن "عبد الناصر" تدخل لإيقاف تنفيذ ذلك القرار.

• "العقاد" تنبأ بفوزه بجائزة نوبل:

قال الأديب الراحل عباس العقاد خلال حديث تليفزيوني: "عندنا في مصر من يستحق الفوز بجائزة نوبل"، وذكر اسم "نجيب محفوظ"، وبالفعل تحققت تلك النبوءة عام 1988.

• رفض مقابلة حسن البنا:

رفض نجيب محفوظ مقابلة "حسن البنا" لأنه كره "جماعة الإخوان" منذ بداية ظهورها، إذ إنها أقيمت على أساس ديني، ثم أصبح لها ميول سياسية وسلطوية.