رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مشاركون في ملتقى الهناجر الثقافي: مصر لديها قيم تعايش ومحبة وسلام

1-3-2023 | 13:08


ملتقى الهناجر الثقافي

دار الهلال

نظم قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي، الذي جاء هذا الشهر تحت عنوان "وثيقة الأخوة الإنسانية والعيش المشترك"، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور.

أدارت الملتقى الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبدالحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت إن موضوع الندوة من الموضوعات شديدة الأهمية، ففي عام 2019 صدرت أول وثيقة مكتوبة للأخوة الإنسانية، في لحظة تاريخية جمعت بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، احتضنتها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية بين كل دول العالم.

وأشارت عبدالحميد إلى أنه شارك في هذه الوثيقة كبار القيادات الدينية من كل دول العالم، وأصحاب الأفكار والمعتقدات الدينية المختلفة، واتفقوا على الإنسانية وجلسوا على طاولة حوار واحدة.

وذكرت أن هذه الوثيقة تعتبر حدثا تاريخيا مهما، كتبت من أجل البشرية جمعاء ولكل الأديان، دعوة لكل المؤمنين ولكل ضمير حي للمحبة والتسامح والسلام، جاءت نتيجة حوارات ولقاءات عديدة بين الأزهر والفاتيكان، ومصر نموذج جيد للعيش المشترك وميراث تاريخي طويل من قيم العيش المشترك، لدينا إيجابيات كثيرة نعظم منها ونقويها، ولدينا بعض السلبيات شأن كل المجتمعات نبحثها وندرسها ونعرف أسبابها ونعالجها ونتعامل معها.

من جانبه، قدم الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، التهنئة للجميع بمناسبة قرب حلول شهر رمضان، وقال إن جميع البشر من أب واحد وأم واحدة، والأخوة الإنسانية لا تتحدث عن امتزاج الأديان، ولكن عن التآخي والتسامح وقبول الآخر.

وقال إن النفس البشرية لها قيمة عند الله، والله خلقنا جميعا متساوون في الحقوق والواجبات وأعطانا الحرية والتعبير عنها، ومنحنا أن يكون بيننا حوار يخلق التعارف والتعاون والتكاتف، فقد خلق الله البشر متنوعين ومختلفين، حتى يعيشوا على أساس من الود والمحبة والعيش بثقافة التسامح والسلام والبر، مشيرا إلى أهمية إيقاظ الحس الديني، ورفض ما يحدث من انتهاكات أو تهجير أو أحداث تؤدي إلى مجاعات، حتى يعم السلام على الأرض جميعها.

بدوره، أكد الدكتور الشيخ محمود الهواري وكيل مجمع البحوث الإسلامية، الذي حضر الملتقى نيابة عن الأستاذ الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن من أوجه أزمتنا في هذه الأيام ضعف الإحساس بالجمال، وهذا ما جعل مفردات الكلام جافة، والدين يحث الإنسان على اكتشاف الجمال في الحياة.

وقال إن أول خطوة لتفعيل وثيقة الأخوة، هي أن ندرك إنها ليست جديدة أو مفتعلة، مستشهدا بالآية رقم (13) في سورة الحجرات {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، وخطاب الرسول ﷺ في حجة الوداع ( يا أيها الناس إن ربكم واحد، و إن أباكم واحد.. إلى آخر الخطبة)، فالدين يحث دائما على الأخوة، وهذا من أجل تأصيل معنى التآخي، مشيرا إلى أن الوثيقة تدعو لنشر ثقافة التسامح والسلام، وتناشد رجال الدين والعلماء والمثقفين والفنانين والإعلاميين أن يعينوا على قيم المحبة والسلام والخير والتسامح ونزع الخوف من نفوسنا، مؤكدا أن مصر لديها قيم تعايش ومحبة وحضارة وسلام.

وقال الدكتور شحاته غريب أستاذ القانون ونائب رئيس جامعة أسيوط سابقا، إنه بالرجوع لوثيقة الأخوة الإنسانية بكامل بنودها، وللدستور المصري وغيره من الدساتير في كل العالم، نجد التركيز على أهمية المواطنة والتعايش وبناء الوعي وإكساب المهارات والقدرة على الحوار، ولكن الأهم أن نتحول إلى نطاق التطبيق والتنفيذ، من خلال إقامة المؤتمرات والندوات في الأماكن التي تحتاج إلى انتعاش ونشر قيم التسامح طبقا للدراسات المسبقة، وأضاف أن التعليم له دور كبير في ذلك، ويجب أن يدرك جيدا المعلم دوره الكامل في هذا المجال، وأن يؤمن الجميع إيمانا كاملا بكل ما جاء بالوثيقة.

وأوضحت الدكتورة منى الحديدي أستاذة الإعلام جامعة القاهرة، أن تحقيق العيش الآمن والأخوة، ليست مهمة التعليم أو مؤسسات معينة، ولكن هي مسؤولية مشتركة تضامنية لكافة مؤسسات المجتمع، مؤكدة أن ما جاء بالوثيقة لابد وأن يكون أسلوب حياة، وأن الإعلام والثقافة والتعليم والفنون، وسائل تحقق الاتصال بين فئات الشعب، وبين الشعب ومؤسسات الدولة، وتحقق الاستفادة من العولمة، لافتة إلى ضرورة توظيف واستثمار الإمكانيات المتاحة تحت إطار تنسيقي واستراتيجية واحدة، والتأكيد على المسؤولية التضامنية بين القطاع الرسمي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وتعزيز الثقافة والعيش المشترك من خلال الأعمال الدرامية والبرامج الثقافية، وطالبت بقناة إعلامية موجهة للطفل منذ السنوات الأولى، ووجود دور فعال لجهاز حماية المستهلك في الأعمال الدرامية والبرامج الثقافية.