نشرت المجلة العلمية لبحوث الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، دراسة بحثية أجرتها د. إنجي لطفي مدرس بكلية الآداب قسم الإعلام جامعة حلوان، بعنوان "تقييم الخبراء والأكاديميين للمعايير الأخلاقية الحاكمة لاستخدام الصحفيين لخاصية البث المباشر عبر حسابات المؤسسات الصحفية على الفيس بوك".

استهدفت مشكلة الدراسة التعرف على رؤية الأكاديميين والخبراء المتخصصين لتطبيق الصحفيين للمعايير الأخلاقية عند استخدام البث المباشر عبر حسابات المؤسسات الصحفية على الفيس بوك من عدمه، ومقترحات لتطوير خاصية البث المباشر وتقنين حالات استخدامها، وتنتمي هذه الدراسة إلى حقل الدراسات الوصفية واعتمدت على منهج المسح الوصفي، واستخدمت دليل المقابلات المتعمقة وطبقت على عينة عمدية بإجمالي 26 مفردة بواقع (13مفردة) لكل من الأكاديميين و(13مفردة) من الخبراء المتخصصين في مجال الإعلام الرقمي.

وجاءت أبرز النتائج التي توصلت إليها كالأتي:
(1)  اتفقت نتائج المقابلات مع الخبراء والأكاديميين على أن أسباب استخدام المؤسسات الصحفية لخاصية البث المباشر تتمثل في تحقيق العائد المادي، وإصرار وتصميم القائمين على المواقع الصحفية بتحقيق الانتشار على حساب المهنية، وتحقيق التفاعل على مواقع الشبكات الاجتماعية.

(2) أكدت المقابلات مع الخبراء والأكاديميين على ضعف درجة التزام الصحفيين في تطبيق المعايير المهنية والأخلاقية عند استخدام البث المباشر، ودلائل ذلك عدم الالتزام بالموضوعية، وعدم احترام خصوصيات المواطن، وعدم استخدام لغة سليمة، وعدم التوازن في وجهات النظر.

(3) انتهت نتائج المقابلات مع عينة الدراسة إلى اتفاق الخبراء المتخصصين والأكاديميين على أن مواصفات الصحفي الذي يستخدم خاصية البث المباشر عبر حسابات المؤسسات الصحفية على الفيس بوك يجب أن يكون لديه وعي وإدراك لمواثيق الشرف الصحفي وأخالقيات المهنة عند معالجة وتناول جرائم العنف والانتحار من المواصفات التي ينبغي على القائمين بالبث المباشر أن يتحلوا بها عند استخدامهم لتلك التقنية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في المؤسسة الصحفية التي يعملون بها حتى لايقعون في أخطاء تؤدي إلى المساءلة القانونية.

(4) اقترح الخبراء والأكاديميون تطوير البث المباشر بإصدار المؤسسات الصحفية دليلاً مهنيًا إرشاديًا بشأن كيفية استخدام الصحفيين للبث المباشر والعمل على التنسيق بين المؤسسات الصحفية والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة لوضع ضوابط وتشريعات وأكواد تنظم استخدام البث المباشر.

(5) كشفت نتائج المقابلات المتعمقة عن توقعات الخبراء والأكاديميين بحدوث السيناريو المتعلق بتقنين استخدام البث المباشر في أنماط محددة من المحتوى كمثل: النشرات والتغطيات والأحداث العاجلة المهمة، كما أنه سيقلل من ارتكاب الأخطاء المهنية، بالإضافة إلى التزام القائم بالبث بتحقيق الموضوعية، والمصداقية، والتوازن في العرض ووجهات النظر.

وفي هذا الصدد، قدمت الباحثة 17 توصية بمثابة دليلاً استرشاديًا لكل من الجهات الإعلامية الفاعلة والمجلس الأعلى للإعلام والمؤسسات الصحفية ، تشمل على أكواد وبنود تقنين استخدام البث المباشر على عدد من البنود الآتية:
)1) ضرورة التعاون بين المؤسسات الصحفية والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والجهات المعنية إلصدار أكواد وتشريعات حول تقنين حاالت االستخدام الصحفي للبث المباشر.
(2) أن ينتمي الصحفي القائم بالبث المباشر لمؤسسة صحفية ورقية أو إلكترونية أو تلفزيونية أو إذاعية أو معتمدة أو صفحات السوشيال ميديا الموثوق في مهنيتها.
(3) الحصول على ترخيص للبث المباشر من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ويشتمل على سبب استخدامه وبيانات القائم بالبث ويكون قابل للتجديد من 6 شهور إلى سنة.
(4) مراعاة تأمين الأماكن التي يتم فيها تصوير البث المباشر حفاظًا على حياة القائم بالبث ومن يقوم بالتصوير معه والمحيطين به .
(5) اقتصار حالات استخدام البث المباشر في التركيز على الأحداث والتغطيات الإخبارية العاجلة والمؤتمرات الرسمية والفعاليات والمهرجانات والمشروعات القومية وإبراز الأحداث الثقافية والفنية والسياحية ودعم النماذج الإيجابية وكذلك الاستعانة به في شرح المواد الاقتصادية والعمل على تبسيطها للمتابعين.
 (6) في حال تصوير فيديوهات جرائم القتل أو حوادث الانتحار أو كل محتوى يشمل على عنف يتم إرسالها إلى الجهات المعنية المختصة وليس للنشر على صفحات السوشيال ومواقع التواصل الاجتماعي.
(7) منع استخدام خاصية البث المباشر في تصوير الجنازات أو اقتحام الخصوصيات أو كل ما يشمل على محتوى بعيد عن المواثيق المهنية واألخالقيات المتعارف عليها في مهنة الصحافة والعمل الإعلامي.
(8) انتباه القائم بالبث في أثناء التصوير للتعامل مع الطوارىء وعنصر المفاجأة واتخاذ قرار فوري بقطع البث المباشر –إذا لزم األمر- بدلاً من الوقوع تحت طائلة القانون.
(9) التزام الصحفيين القائمين بالبث المباشر بتحقيق التوازن في العرض ووجهات النظر.
(10) استخدام لغة عربية سليمة بعيدة عن االبتذال أو السطحية. 
(11) عدم استخدام عنوان جذاب  لا صلة له بطبيعة المحتوى.
(12) عدم السطحية في معالجة الموضوعات الإنسانية أو الموضوعات الأقرب إلى الصحافة الشعبية.
(13) عدم توجيه اتهامات دون وعي أو فهم تحت مظلة الحريات، وعدم إغفال حق الرد ألي طرف من األطراف الذين يشملهم فيديو البث المباشر.
(14) يجب الاستفادة من خاصية البث المباشر في تحقيق عالم الخدمة العامة وشرح القضايا وتبسيط الموضوعات االقتصادية بالإضافة إلى بث الأخبار العاجلة والمؤتمرات والفعاليات المهمة.
(15) توقيع عقوبات متدرجة على الصحفيين القائمين بالبث المباشر في المؤسسات الصحفية في حال مخالفتهم لهذه الأكواد وارتكاب مخالفات مهنية على أن تبدأ بلفت النظر مروًرا إلى غرامات مالية.
(16) إلزام المؤسسات الصحفية باعتماد دورة تدريبية متخصصة في مجال كيفية استخدام خاصية البث المباشر وكيفية التعامل معها والتدريب على مهارات إدارة الحوار.
(17) الإطلاع على تجارب المؤسسات الصحفية العربية والدولية والتعرف على ضوابط استخدامهم  للبث المباشر وفقًا للمعايير المهنية والأخلاقية والقانونية.