أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقال افتتاحي أن الدول الغربية لم تتوقع مدى شراسة الحرب الروسية في أوكرانيا وحجم التحدي الذي تمثل تلك الحرب لدول حلف شمال الأطلنطي (الناتو) .

وأشارت الصحيفة أنه على الرغم من أن الأجهزة الأمنية الغربية كانت على دراية باحتمال نشوب حرب في أوكرانيا إلا أنها لم تكن تتوقع أنها ستستغرق كل هذا الوقت كما أنها لم تتوقع حجم احتياجات أوكرانيا من الأسلحة والعتاد لكي تتمكن من مواجهة الآلة العسكرية الروسية.

وتوضح الصحيفة أن حجم الذخائر والمعدات العسكرية التي تحتاجها كييف يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لدول حلف الناتو والتى تسعى بكل السبل للحيلولة دون تحقيق موسكو لأي انتصار في تلك الحرب والتي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي.

وتوضح الصحيفة أن الغرب يواجه في الوقت الحالي تحديا كبيرا يتمثل في كيفية منع تأثير العواقب الوخيمة للحرب على الولايات المتحدة وحلفائها وهو تحدى يجب مواجهته حاليا دون أدنى تأخير.

وتضيف الصحيفة أنه مع طول مدة الحرب باتت أوكرانيا مهددة بخطر نفاد الذخائر التي لديها حيث أن القوات الأوكرانية تستهلك ذخائر خلال العمليات العسكرية بكميات ومعدلات أكبر من مقدرة الدول المانحة على إنتاجه.

ويشير المقال أن الولايات المتحدة، طبقا لإحصائيات وزارة الدفاع الأمريكية، قامت بتزويد أوكرانيا بأكثر من مليون قذيفة منذ اندلاع الحرب هناك في بداية العام الماضي، وهو ما يكفي القوات الأوكرانية لفترة تصل إلى 300 يوما فقط وهو ما يمثل حوالي ثلث الذخيرة التي تستخدمها القوات الروسية.

وتضيف الصحيفة أن تلك الأوضاع العصيبة دفعت الإدارة الأمريكية إلى التفكير جديا في زيادة تصنيع الذخائر بما يوازي ستة أضعاف انتاجها الحالي في محاولة لمواكبة التطورات ومعدلات الاستهلاك في ساحة القتال في الوقت الذي أعلنت فيه الدول الأوروبية عن عزمها تزويد أوكرانيا بما تحتاجه من الذخائر.

إلا أن تلك الجهود من جانب الولايات المتحدة والدول الغربية، كما تشير الصحيفة، سوف تستغرق الكثير من الوقت بما تستلزمه من زيادة مخصصات ميزانية الإنفاق العسكري في الدول المانحة إلى جانب معوقات لوجيستية أخرى.

وتؤكد الصحيفة أن أوكرانيا في أشد الحاجة لتوفير الأسلحة والعتاد اللازم لها بما في ذلك منظومات الصواريخ متعددة الأغراض وراجمات الصواريخ عالية الدقة، موضحة أن الجانب الأوكرانيا يناشد الدول الغربية منذ فترة توفير ما يلزم من مساعدات عسكرية على نحوعاجل من أجل مواجهة القوات الروسية.

وتلفت الصحيفة إلى أن السبب وراء تباطوء الدول المانحة ولاسيما الولايات المتحدة في تقديم تلك المساعدات لكييف هو أن واشنطن على سبيل المثال تخشي نفاد ما لديها من مخزون من الأسلحة حيث يحذر خبراء التخطيط داخل وزارة الدفاع الأمريكية من تقلص ما لديها من أسلحة قد تحتاج لها واشنطن في حالة نشوب حرب أخرى في شبه الجزيرة الكورية أو اندلاع صراعات أخرى في دول الناتو الواقعة في منطقة البلطيق.

وتشير الصحيفة في ختام المقال إلى أن التصدي للقوات الروسية في أوكرانيا لا يشكل فقط أهمية بالنسبة لأمن واشنطن وحلفائها من الدول الأوروبية ولكنه أيضا يهدف إلى توجيه رسالة واضحة لكل من الصين وكوريا الشمالية أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي عمليات عسكرية مماثلة.