العجل يبدأ بـ١٢ ألف جنيه.. والخروف بـ٥ آلاف فرحة العيد ضاعت.. والكساد ضرب سوق الأضاحى
المحافظات: سناء الطاهر - نور عبد القادر - محمد أمان - محمود فوزى - محمد فوزى
فرحة عيد الأضحى، ضاعت هذا العام، مع الارتفاع الرهيب فى أسعار اللحوم البلدية، وخروف العيد، فأغلب الأسر أحجمت عن شراء الأضحية هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، التى عللها التجار بأنها بسبب الدولار والأعلاف.
قبل حلول العيد كانت المنازل تحتفل بخروف العيد والأطفال يمرحون حوله فرحًا به، لكن الفرحة اختفت اليوم قبل يوم وقفة عرفات، فسعر الخروف وصل إلى ٥ آلاف جنيه .. حال المحافظات لم يختلف كثيرًا عن الوضع فى القاهرة، خاصة فى المحافظات الشهيرة بتربية الماشية، لكن الغلاء ضرب الكل.
فى الإسماعيلية، شهد سوق الأضاحى بمختلف أنواعها، سواء العجالى الأبقار والجاموس، أو الضأن الأغنام والماعز، ارتفاعًا فى الأسعار، وصل فى بعض الأماكن إلى ١٠٠٪، وضرب الكساد أسواق أسعار الأضاحى، ويقول حسين مصطفى، من أهالى الإسماعيلية، «العجل اللى كنا بنجيبه بـ٧ آلاف جنيه وصل سعره الآن إلى ١٢ ألف جنيه.. ورغم أننى وأشقائى نتشارك فى الأضحية، إلا أن الأسعار الجديدة عبء كبير علينا».
أما مهران محمود، فقال العام الماضى اشتريت خروف بـ٣٠٠٠ جنيه، وهذا العام أردت شراء نفس الخروف بنفس الوزن فكان سعره ٥٠٠٠ جنيه، أى أن السعر زاد بنسبة تقارب الـ٧٥بالمائه، وتجار الأضاحى لسان حالهم «كل حاجة سعرها ارتفع اشمعنى إحنا؟!».
صابر إبراهيم، أشار إلى أن ارتفاع الأسعار لم يطَل الأضاحى فقط، بل طال أسعار الذبح نفسها، فبعد أن كان العجل يذبح بأسعار تتراوح ما بين ٥٠٠ إلى ٦٠٠ جنيه، وصل سعر ذبح العجل إلى ١٥٠٠ جنيه، وأحيانًا إلى ٢٠٠٠ جنيه فيما وصل سعر ذبح الخروف إلى ٢٥٠ جنيها بعد أن كان ١٠٠ جنيه فقط.
بينما أرجع على شاكوريا «جزار» ارتفاع أسعار الأضاحى إلى ارتفاع أسعار العلف التى زادت بنسبة تخطت الـ١٠٠بالمائة، وهو الأمر الذى يحمل التاجر والمربى أعباء كبيرة، فيضطر إلى رفع أسعار الأضاحى، لأنه لن يبيع بخسارة.
اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية أصدر تعليماته بالعمل على توفير القدر الأكبر من كميات اللحوم الطازجة والمجمدة بجميع المنافذ والمجمعات، لافتًا إلى أنه لن يسمح بأى حال من الأحوال التلاعب بقوت المواطنين أو المساس بأسعار السلع خلال فترة العيد، مشيرًا إلى أنه تم طرح ٦٣٠٠ عجل بقرى بمنافذ وشوادر تتبع المحافظة بأسعار مخفضة تصل إلى ٩٠ جنيها للكيلو.
اللحم الجملى
وفى الشرقية، حالة ركود ضربت سوق اللحم الجملى ببلبيس، فعلى الطريق الصحراوى الذى يربط الشرقية بالقاهرة، وخاصة فى مدينة بلبيس توجد منطقه أبوسمران.. أشهر أسواق اللحم الجملى الذى يعتبره الأهالى البديل للهروب من ارتفاع أسعار اللحوم التى زادت بشكل ملحوظ حتى وصل سعر الكيلو منها إلى ١٠٠ جنيها فى كثير من المناطق.
«المصور» رصدت حالة الركود فى سوق اللحم الجملى ببلبيس، والتى اختلفت أسبابها بين صعود وهبوط الدولار، وبين استغلال التجار والسيطرة على الأسواق.
وعبر جمعة الغمري، صاحب جزارة لحوم جملي، عن استيائه من حالة الركود التى تشهدها الأسواق فى الوقت الراهن، قائلًا: «أنا بقالى ٤٧ سنة بشتغل فى المهنة دى عمرى ما كنت أتخيل أن اللحم الجملى يوصل للسعر ده».
أما محمد زايد الشهير «بريشه» فقال إن هناك حالة من الركود لم نرها من قبل، فقد كنا نذبح جملا أو اثنين فى اليوم قبل يوم عرفة، والآن الجمل «ممكن يقعد يومين، حتى يباع»، لافتًا إلى أنه من ضمن أسباب تراجع الناس عن الشراء، أن سعر الكيلو كان بـ٣٥ جنيها، فزاد العام الماضى إلى ٧٥ جنيها، واليوم بـ١٠٠جنيه، يعنى «الدبيحه لما بتلم تمنها بنبوس إيدينا وش وظهر».
بينما قال إسلام الراعي، تاجر، «نظل نُحضر الجمال نأكلها ونغير لها ونوفر لها المرعى ونقعد نتفرج عليها، وارتفاع الأسعار «ده مش طبيعى وما يرضيش حد».
وقدم «الراعي» مواصفات للجمل الجيد الذى يقبل الأهالى على شرائه فى ليلة العيد، قائلًا: إن الجمل الجيد له صفات يتميز بها عن غيره، من تلك الصفات أن يكون طويل العنق مرتفع القوائم وسنامه مكتنز بالشحوم فوق ظهره، هذا بالإضافة إلى أن تكون رأسه صغيرة وأذناه رفيعتان وعيناه واسعتان، قوى البصر أنفه مستطيل، فمه واسع تنقسم الشفة العليا إلى نصفين متساويين، أسنانه قوية قدماه مستديرة.
مضيفًا: من صفات الجمل الجيد أيضًا أن يكون جلده خاليًا من الأمراض الجلدية والطفيليات، وهناك أشياء يتفرد بها الجمل عن بقية الحيوانات منها وجود ما يشبه الوسادة المستديرة أسفل منطقة الصدر وتسمى «السعدانة» وتعمل على حماية الجمل من الارتطام بالأرض أثناء ركوده بالأحمال الثقلية أو النهوض بها، وتتميز تلك الوسادة بأنها إسفنجية مرنة وخالية من الشقوق والجروح.
الأعلاف السبب
وفى مطروح، تشهد أسواق الخراف ارتفاعا كبيرا هذا العام عن العام السابق على الرغم من زيادة المعروض وقلة الطلب، إلا أن ارتفاع الأسعار هو السمة المميزة للأضاحى، ويرجع السبب الرئيسى فى ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار الأعلاف.
ويقول فتحى غنيم تاجر أغنام، وصل سعر الخروف فى مطروح إلى ٤ آلاف جنيه، مما أدى الى عزوف العديد من الأهالى عن شراء الأضاحى، أو اللجوء إلى المشاركة مع عدد من الأشخاص فى الأضحية الواحدة لتقليل التكلفة.
كساد فى بورسعيد
أما فى بورسعيد سيطرت حالة كساد على أسواق الأضاحي، وأصدر اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد تعليماته بشن حملات مكثفة على الأسواق للتأكد من جودة ونوعية اللحوم المتوفرة فى محلات الجزارة ومشروع الإنتاج الحيوانى لمحافظة بورسعيد، ويقول أحمد (م) «العام الحالى الأضحية اختلف عن العام والأعوام الماضية، عندما كنت أشترى الخروف وزن من ٦٠ إلى ٦٥ كيلو، بحوالى ٣ آلاف أو ٣ آلاف و٢٠٠ جنيه، أما العام الحالى وعندما ذهبت لشراء نفس الوزن تقريبًا وجدته يباع بحوالى ٤ آلاف و٢٠٠ جنيه.. أى بزيادة أكثر من ألف جنيه»، مؤكدًا أن زيادة الأسعار شاملة كل شيء وليس الأضحية فقط، والأزمة أن بعد العيد سيبدأ موسم دخول المدرسة وكل هذا على كاهل الأسرة خاصة لمحدودى الدخل.
وأرجع يوسف عزام عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية، سبب ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع سعر العلف وتعويم الجنيه، بسبب تأثر سعر العلف بسعر صرف الدولار.
إقبال ضعيف
بينما شهدت أسواق الأضاحى بمحافظة أسيوط هذا العام ارتفاعا كبيرا فى أسعار لحوم الأضاحى على الرغم من أن المحافظة من المحافظات المنتجة للثروة الحيوانية بمختلف أنواعها، خاصة العجول والجاموس والأغنام والماعز، باستثناء الجمال التى يتم شراؤها من أسوان والسودان وينتشر بيعها بمختلف أسواق المحافظة التى يقبل عليها التجار من مختلف محافظات الجمهورية، وأشهرها «سوق العصارة» يوم الاثنين بمركز الفتح وهو مخصص للعجول والجاموس، الذى ضربه الكساد وبـ»بينش» الآن، وسوق قرية موشا ودوينة، فضلا عن سوق أبوتيج وهو مخصص للأغنام والماعز.
ويقول على ربيع، تاجر ماشية بأسيوط، إن الإقبال على سوق الأضاحى ضعيف هذا العام نظرا لارتفاع الأسعار وطرح المحافظات ووزارة الزراعة لكميات من الأضاحى بأسعار مخفضة، وشهد الإقبال على شراء العجول والجاموس أكبر من الإقبال على الخراف والماعز بسبب ارتفاع أسعارها، ومشاركة أكثر من مضح فى أضحية واحدة «عجالى أو جاموسى» لتكفى حاجته من التوزيع.
أما جعفر الطيب، من أهالى مركز أبوتيج، فيقول إن أقل أضحية هذا العام تتجاوز تكلفتها ٤٠٠٠ جنيه للخروف و١٥٠٠ جنيه للماعز، الأمر الذى تسبب فى إحجام أغلب المواطنين عن شرائها ومشاركة أكثر من فرد فى أضحية واحدة كبيرة، بالإضافة إلى قلة المعروض من الماشية فى الأسواق وإحجام أغلب المربين عن تربيتها وتثمينها نظرا لارتفاع أسعار الأعلاف.
فى غضون ذلك، قال المهندس محسن فرغلى صالح وكيل وزارة التموين بأسيوط، إن المحافظة من المحافظات المنتجة للثروة الحيوانية والتى ينتشر بها شوادر وأسواق لبيع الماشية والخراف الحية بمراكز المحافظة التابعة لها، مشيرا إلى أن الاحتياجات التقديرية للمحافظة من اللحوم الحمراء خلال عيد الأضحى المبارك قدرت بحوالى ٢٥٠٠ رأس ضأن « خراف « بسعر ٣٦ إلى ٣٨ جنيها للكيلو الحى، وبسعر ١٣٠ إلى ١٤٠ جنيها للكيلو المذبوح، و١٠٠٠ رأس ماعز بسعر ٣٧ إلى ٣٨ جنيها للكيلو الحى، و١٢٠ إلى ١٣٠ جنيها للكيلو المذبوح، وطرح ٤٥٠٠ عجل بقرى وجاموسى كبير بسعر ٥٥ إلى ٥٨ جنيها للكيلو الحى و١٢٠ إلى ١٣٠ جنيها للكيلو المذبوح و٥٠٠ عجل بقرى وجاموسى صغير بسعر ٥٨ إلى ٦٠ جنيها للكيلو الحى و١٢٥ إلى ١٣٥ جنيها للكيلو المذبوح.
وطرحت المحافظة مشروع عجول للأضاحى تقدر بحوالى ٦٠ عجلا حيا «جاموسى» بأوزان ٤٠٠ كجم فأكثر بسعر ٥٣ جنيها للكيلو «قائم»، كما طرحت لحوم عجول بقرى بسعر ٥٨ جنيها للكيلو الحى ويباع للمستهلك بسعر ٨٥ جنيها للكيلو وعجول جاموسى بسعر ٣٧ جنيها للكيلو الحى يباع للمستهلك بسعر ٨٥ جنيها للكيلو، وذلك بشوادر ومنافذ القوات المسلحة وشوادر المحافظة ومنافذ وزارة الزراعة ومشروع الثروة الحيوانية ومنافذ الشركة المصرية لتجارة الجملة وفروع الجمعية التعاونية الاستهلاكية.