دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" إيران، إلى إطلاق سراح صحفي اعتقل بعد قيامه بتغطية سلسلة من حالات التسميم الغامضة بين طالبات المدارس، مرجحة أن يكون الاعتقال محاولة لإسكاته.
وأفادت السلطات أن حالات التسميم أثرت على أكثر من 5 آلاف طالب، معظمهم من الإناث، منذ نوفمبر.
واتهمت جماعات حقوقية خارج إيران السلطات بالفشل في القيام بما يكفي لحماية تعليم الفتيات، كما نُظمت احتجاجات في جميع أنحاء البلاد أمام مقرات السلطات التعليمية يومي الإثنين والثلاثاء، بحسب مراقبين.
لكن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي دعا الإثنين، إلى تعقب مرتكبي "الجريمة التي لا تغتفر" و"دون رحمة".
وقالت "مراسلون بلا حدود" ومقرها باريس إن علي بورطبطبائي بدأ تغطية حوادث التسميم لصالح موقع "قم نيوز" وعلى موقع تويتر بمجرد الإبلاغ عن أولى حالات التسمم في مدينة قم المقدسة نهاية نوفمبر، وكان لا يزال يعمل على تغطية القصة عندما تم القبض عليه في 5 مارس.
وأضافت أنه تمكن من الاتصال بشقيقته ليبلغها بالقبض عليه، لكن لم يتضح مكان احتجازه.
وقد انتقد بورطبطبائي عدم وجود أي رد فعل من قبل السلطات في قم على أولى حالات التسميم التي تم الإبلاغ عنها.
وأدت حوادث التسميم الغامضة إلى تأجيج التوتر في إيران بعد ستة أشهر تقريباً على حركة الاحتجاج التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني.
ومنذ الأيام الأولى للحركة الاحتجاجية، اعتقلت السلطات الايرانية الصحفيتين نيلوفر حميدي وإلهه محمدي اللتين ساعدتا في كشف قصة أميني.
وقال جوناثان داغر رئيس مكتب الشرق الأوسط في منظمة "مراسلون بلا حدود" إنهم "كما فعلوا مع الصحفيتين اللتين كشفتا ما حدث لمهسا أميني، تحاول السلطات الإيرانية إسكات أولئك الذين يجرؤون على القيام بتحقيقات استقصائية وتغطيات أخرى محرجة للحكومة".
وأضاف أن نحو 30 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام محتجزون حالياً في إيران، وتم القبض على معظمهم خلال حملة قمع الحركة الاحتجاجية. ودعا إلى "الإفراج عن علي بورطبطبائي دون قيد أو شرط"، مؤكداً أنه يجب إنهاء الاضطهاد الممنهج للصحفيين الذين ما زالوا يجرؤون على القيام بعملهم".
وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية في بيان الثلاثاء، إنه تم القبض على "عدد من الأشخاص" المشتبه في قيامهم بتصنيع مواد خطرة في ست محافظات، من بينهم والد أحد الطلاب.
وأفادت منظمة حقوق الإنسان في إيران غير الحكومية ومقرها النروج أن تظاهرات خرجت هذا الأسبوع مع تصاعد الغضب الشعبي حيال طرق استجابة السلطات لحوادث التسميم، خاصة في طهران ومشهد وشيراز.
وقالت إن السلطات أطلقت النار على المتظاهرين واعتقلت معلمين لتفريق احتجاج في مدينة سنندج غرب إيران.