حذرت باكستان من الانعكاسات السلبية لخفض المساعدات الإنسانية لأفغانستان، على نحو 28 مليون أفغاني يواجهون الفقر، موضحة أن مثل هذا التطور سيؤدي إلى نتائج عكسية من الناحية السياسية.

وأكد المندوب الباكستاني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منير أكرم خلال مشاركته في اجتماع بمجلس الأمن الدولي حول الوضع في أفغانستان أن وقف أو تقليص المساعدات الإنسانية سيضر بالشعب الأفغاني بما فيهم الأطفال والنساء والرجال، فهم اليوم بحاجة إلى المجتمع الدولي ليقف معهم ويدعم حقوقهم الإنسانية.
وقال وفقاً لبيان صدر اليوم في إسلام آباد إن باكستان تؤيد خطة الإنعاش التي وضعها الأمين العام للأمم المتحدة والتي تبلغ 4.2 مليارات دولار لتقديم الدعم الإنساني للشعب الأفغاني.

وأعرب عن قلقه العميق تجاه التطورات الأخيرة التي شهدتها أفغانستان، مشيراً إلى أن باكستان تشعر بخيبة أمل إزاء المزيد من القيود المفروضة على حقوق النساء والفتيات الأفغانيات، وأن باكستان تأمل في أن تجد الحكومة الأفغانية المؤقتة حلاً لهذه القضايا بما يتماشى مع الأوامر الإسلامية.

وشدد السفير أكرم على أن هناك حاجة لجهد دولي أكثر شمولاً لإنعاش الاقتصاد الأفغاني وقطاعه المصرفي والمالي بالإضافة إلى تنفيذ العديد من مشاريع "الربط" الجاهزة.

كما أعرب عن قلقه البالغ إزاء الهجمات الإرهابية داخل أفغانستان، واستخدام الأراضي الأفغانية ضد باكستان، مشيراً إلى أن باكستان تعرضت في الأشهر الأخيرة، لسلسلة من هذه الهجمات الإرهابية التي نفذتها "حركة طالبان باكستان" الممولة من الخارج ومن الجماعات الإرهابية الأخرى المتواجدة في أفغانستان.

ولفت إلى إن "الحكومة الأفغانية المؤقتة أكدت لباكستان مراراً أن الأراضي الأفغانية لن تستخدم للإرهاب ضد الدول المجاورة، ولكنها بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للوفاء بهذه التأكيدات.

وذكر أنه على الرغم من البيئة الصعبة، تعتقد باكستان أن استمرار التواصل مع الحكومة الأفغانية المؤقتة كان أفضل وسيلة لتحقيق أهداف المجتمع الدولي لمراعاة حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة، والحكم الشامل، ووضع حد للإرهاب في الداخل والخارج.

كما أوضح أن جيران أفغانستان المباشرين بحاجة إلى التحرك بشكل منسق في الجهود المبذولة لاستعادة الحياة الطبيعية والاستقرار في أفغانستان، مشيرًا إلى أن منظمة التعاون الإسلامي لها دور حيوي في هذا الجانب.

ودعا السفير أكرم إلى رفع العقوبات عن أفغانستان كخطوة أولى وإعادة الإعفاءات من حظر السفر.

كما أعرب عن أمله في إمكانية معالجة الوضع الشاذ في تمثيل أفغانستان لدى الأمم المتحدة في القريب العاجل، حيث لا يزال يمثل أفغانستان شخص معين من قبل نظام الرئيس السابق أشرف غني.