رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مظاهرات إسرائيل تجبر نتنياهو على الهروب

9-3-2023 | 23:03


مظاهرات في إسرائيل

دار الهلال

وصل الغليان في الشارع الإسرائيلي إلى حد غير مسبوق، تجاه تشريعات ما يُسمى بـ"إصلاح نظام القضاء" الذي يصر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على تمريرها في الكنيست، لدرجة عدم تمكن نتنياهو من الوصول إلى مطار بن جوريون بالسيارة واستخدامه مروحية تابعة للشرطة قبل مُغادرته هو وزوجته إلى إيطاليا، دون ذكر أن ذلك بعد صعوبة بالغة في إيجاد طيار يقوم بهذه المهمة، وسط امتناع من الطيارين. 

وأغلق المتظاهرون جميع الطرق المؤدية إلى مطار بن جوريون، وحاصروا مروحية استخدمتها أجهزة الأمن لتمويه المتظاهرين، قبل قيام نتنياهو باستخدام مروحية أخرى للوصول إلى المطار.

وقال نتنياهو -في تصريح صحفي قبل صعوده إلى الطائرة- "نواصل جهودنا للتوصل إلى تفاهم (حول الإصلاحات القضائية) لسوء الحظ، قوبلت كل هذه الجهود برفض شامل من قبل المعارضة وهناك محاولات لإغراق البلاد في الفوضى".

وأضاف نتنياهو "القضية ليست الإصلاح القضائي، الهدف هنا هو الإطاحة بحكومة منتخبة ديمقراطيا". 

وكان الناقل الجوي الرسمي الإسرائيلي (شركة العال) قد أعلن مساء /الأحد/ الماضي أن طياريها وأطقم ضيافتها رفضوا التطوع لنقل نتنياهو وزوجته إلى إيطاليا، قبل أن تتمكن الشركة من إيجاد طاقم بديل، حسب بيان لها.

وأعلنت القناة "السابعة" الإسرائيلية أنه تم فصل (كولونيل احتياط) في سلاح الجو الإسرائيلي من منصبه، ليس فقط لكونه شارك في الاحتجاجات ضد نتنياهو وخططه بشأن القضاء، ولكن لتحريضه الطيارين الاحتياطيين الآخرين على عدم الخدمة احتجاجا على أجندة حكومة نتنياهو.
ووافق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي على إقالة الطيار، وعلل ذلك بـ"أزمة ثقة" بين قائد سلاح الجو وهذا الضابط.

كان 37 طيارًا احتياطيا من أصل 40 طيارا في وحدة النخبة بسلاح الجو الإسرائيلي، أعلنوا يوم الأحد الماضي، أنهم سيتغيبون عن تدريب مقرر هذا الأسبوع احتجاجا على إصرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على المضي قدما في خطة "إصلاح النظام القضائي"، والذي تراه شريحة واسعة من المجتمع الإسرائيلي يقوض من استقلالية القضاء.

وستعطي التعديلات الجديدة - التي يريدها نتنياهو - للحكومة المزيد من الصلاحيات في اختيار قضاة المحكمة العليا، وستلغي حق المحكمة في إلغاء أي تعديلات على ما يسمى بـ"قوانين الأساس"، التي تتمتع بصفة شبه دستورية في الكنيست الإسرائيلي.

وحاول نتنياهو الوصول إلى حلول وسط مع المعارضة نزولا على رغبة الرئيس يتسحاق هرتسوغ لكن حلوله الوسط لم ترض المُعارضة.

ونتنياهو ليس المتحكم الوحيد في مسألة الإصلاحات القضائية، التي يرى المتظاهرون أنه يصر على تمريرها ليتجنب محاكمته في قضايا فساد، ولكن وزير العدل ياريف ليفين هو الاكثر تشددًا في هذا الأمر، وكذلك اليمين المتطرف ممثلا في حزبي "الصهيونية الدينية" و"العظمة اليهودية"، إذ ستسهل هذه التعديلات لهما تنفيذ أجندتهما المتطرفة في الضفة الغربية المحتلة.

وألغى رئيس لجنة الدستور في الكنيست سيمحا روتمان من حزب (الصهيونية الدينية) حضوره في لقاء مع مُحامين في مكتب نقابة المحامين في (تل أبيب) بعد ظهر اليوم الخميس، بسبب العدد الكبير من المتظاهرين خارج المبنى، وتلقيه تهديدات بالقتل.

وطلبت الشرطة الإسرائيلية من روتمان عدم حضور الاجتماع بعد تلقيه التهديدات، وحضر الاجتماع بدلا من ذلك عبر تقنية (الزوم).

وقال عضو الكنيست روتمان في رسالة للمشاركين في الاجتماع "للأسف، سيطرت مجموعة صغيرة وعنيفة على اليسار الإسرائيلي وتضع جدول أعماله.. الناس الذين يؤمنون بالديمقراطية لا يعرقلون شخصا في طريقه للنقاش وتقديم أفكاره".

ومن المقرر أن يعود نتنياهو من زيارته إلى إيطاليا مساء السبت، ليجد المظاهرات في انتظاره أيضا، وسيكون السبت المقبل، هو السبت العاشر على التوالي الذي تنظم فيه المعارضة الإسرائيلية احتجاجات ضد نتنياهو وحكومته التي يسيطر عليها اليمين المتطرف.