رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية

10-3-2023 | 10:26


الصحف المصرية

دار الهلال

سلط عدد من كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الجمعة الضوء على عدد من الموضوعات المهمة، ففي عموده /صندوق الأفكار/ بصحيفة الأهرام، قال الكاتب، عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، تحت عنوان/ الذكرى السوداء الأولى/ (يتيم الأبوين) "بالأمس كان احتفال بطعم دموع الفرح لتأكيد الانتصار على الإرهاب، إلا أن هذا الانتصار كانت له تكلفة باهظة الثمن، سواء تكلفة مادية وصلت إلى أكثر من 90 مليار جنيه، أو تكلفة بشرية عزيزة وغالية لا يمكن تقديرها بالملايين" لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أوضح -في كلمته القصيرة غير المكتوبة التي ألقاها- بعض المعلومات المهمة والمتعلقة بشراسة المعركة ضد الإرهاب، والتي استمرت ما يقرب من 10 سنوات كاملة حتى تحقق النصر لتعود سيناء آمنة مطمئنة إلى حضن الوطن بعد اقتلاع جذور الإرهاب منها إلى غير رجعة.

وأشار الكاتب إلى أن الطفل "بلال" كان أكثر أبناء الشهداء تعاطفا من كل الموجودين في قائمة احتفال يوم الشهيد أمس، وأبكى الرئيس السيسي، وأبكى جموع الحاضرين، لأنه حالة خاصة جدا بعد أن فقد أبويه ولم يتجاوز عمره العامين، مضيفا"بلال أصبح يتيم الأبوين بعد أن فقد والده النقيب شهيد محمد جمال عطية الأكشر، في عام 2015 وكان عمره عاما وشهرين، وبعد مرور 6 أشهر فقد والدته التي ذهبت لأداء فريضة الحج لتغسل همومها وتناجى ربها، إلا أنها لبت نداء الله، وتوفيت هناك فى أثناء أداء الفريضة ليعيش الطفل بلال يتيم الأبوين وتتولى رعايته جدته لأمه".
وتابع سلامة بالقول:"بلال ابن أبيه فهو بطل مثله، وفي أثناء اصطحابه جدته خلال تكريم الرئيس لهما أصر على إلقاء كلمة أبكت الحضور حينما حكى قصته ووجه رسالة مؤثرة لوالديه قائلا:"كان نفسي أعيش معاكم، لكن مادام ربنا عايز كده أنا مش زعلان.. أنا عاوزكم تكونوا مبسوطين في الجنة.. أنا بكتب لكم جوابات وبقول لكم وحشتوني أوي.. اطمئنوا عليا إن شاء الله هكبر وهبقى ضابط وهجيب حق بابا، وهحقق حلم ماما، أنا ابن الشهيد البطل النقيب محمد الأكشر".

بينما قال الكاتب، عبد الرازق توفيق، في عموده/ من آن لآخر/ بصحيفة/الجمهورية/ تحت عنوان (جيش‭ ‬وشعب) "من‭ ‬أهم‭ ‬مقومات‭ ‬عظمة‭ ‬جيش‭ ‬مصر‭ ‬الوطني‭ ‬الشريف‭ ‬أنه‭ ‬جيش‭ ‬المصريين‭ ،‬يتشكل‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬فهو‭ ‬جيش‭ ‬وطني‭ ‬بالمعنى‭ ‬الكامل‭ ‬للكلمة، ‬وعظمة‭ ‬الجيش‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬عظمة‭ ‬عطاء‭ ‬ومواقف‭ ‬ومبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتوانى‭ ‬أو‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أبنائه‭ ‬فداءً‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سطر‭ ‬أمجاده‭ ‬وبطولاته‭ ‬وانتصاراته‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬أيقونة‭ ‬الخلود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.. ‬ذات‭ ‬تاريخ‭ ‬يدعونا‭ ‬جميعاً‭ ‬للفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬والزهو"‭.‬

وأضاف توفيق "أن ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬البطل‮‬‭ ‬بالصبر‭ ‬والتحمل‭ ‬والتضحيات‭ ‬والعطاء‭ ،‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬صنع‭ ‬الفارق‭ ،‬وهو‭ ‬بطل‭ ‬الملحمة‭ ‬المصرية‭ ،‬فالشعب‭ ‬هو‭ ‬الجيش‭ ‬والجيش‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشعب،‭ ‬لذلك‭ ‬عندما‭ ‬ترى‭ ‬دموع‭ ‬أم‭ ‬الشهيد‭ ‬ممزوجة‭ ‬بزغاريدها‭ ‬وفخرها‭ ‬فلا‭ ‬تتعجب‭ ‬لأن ‬‮«‬الشهيد‮» ‬‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بيت‭ ‬فخر‭ ‬وشرف‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬خلود‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭.. ‬فكم‭ ‬من‭ ‬الأمهات‭ ‬والآباء‭ ‬الأوفياء‭ ‬والزوجات‭ ‬صبروا‭ ‬على‭ ‬فراق‭ ‬الأبناء‭.. ‬لكنهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بفخر‭ ‬وزهو‭ ‬وشرف‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجسد‭ ‬أهم‭ ‬مقومات‭ ‬خلود‭ ‬الأمة‭."‬

وتابع:"من‭ ‬حق‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬أن‭ ‬تفخر‭ ‬بجيشها‭ ‬وشعبها‭ ‬وأيضاً‭ ‬قائدها‭ ‬الوطني‭ ‬العظيم‭ ‬الشريف‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬مصر‭ ‬في ‬أصعب‭ ‬الفترات‭ ‬بحنكة‭ ‬وحكمة‭ ‬ورؤية‭ ‬وبنجاح‭ ‬كبير‭ ‬أنقذها‭ ‬من‭ ‬المؤامرات‭ ‬وطهرها‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬ورسخ‭ ‬فيها‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬ونشر‭ ‬البناء‭ ‬والنماء‭ ‬والتنمية".

واختتم بالقول:"الندوة‭ ‬الثقيفية‭ ‬لقواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬الباسلة‭ ‬هي‭ ‬مصدر‭ ‬رئيسي‭ ‬للطاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬والوعي‭.. ‬ترسخ‭ ‬فينا‭ ‬معاني‭ ‬الوفاء‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أعطى‭ ‬وضحى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر‭.. ‬وكل‭ ‬أم‭ ‬صبرت‭ ‬على‭ ‬فراق‭ ‬ابنها‭ ‬أو‭ ‬زوجها‭.. ‬ولكل‭ ‬زوجة‭ ‬ارتضت‭ ‬بقضاء‭ ‬الله‭ ‬صابرة‭ ‬محتسبة‭ ‬فخورة‭ ‬بما‭ ‬قدم‭ ‬الزوج‭ ‬الشهيد‭ ‬وأبناء‭ ‬يتعلمون‭ ‬دروساً‭ ‬نبيلة‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬وتضحيات‭ ‬الآباء‭.. ‬يدركون‭ ‬قيمة‭ ‬ومعنى‭ ‬الوطن، تحية‭ ‬إلى‭ ‬جيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭.. ‬صانع‭ ‬الأمجاد‭ ‬والبطولات‭ ‬والانتصارات‭ ‬الذي‭ ‬ضحى‭ ‬وقدم‭ ‬البطولات‭ ‬والانتصارات‭ ‬والبناء‭ ‬ومازال‭ ‬فهو‭ ‬الحصن‭ ‬والسند‭ ‬والدرع‭.. ‬وتحية‭ ‬إلى‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬الذي‭ ‬علمنا‭ ‬معنى‭ ‬الوفاء‭ ‬والعطاء"‭.

وفي مقاله، بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان (الشهداء ينيرون لنا طريق البناء) قال الكاتب الصحفي علاء ثابت "إن لشهدائنا مكانة رفيعة في وجداننا، دينيا ووطنيا واجتماعيا، ولقد استحق الشهيد هذه المكانة الرفيعة، لتقديمه أغلى ما يملك من أجل وطنه وهي حياته، وقافلة شهدائنا ممتدة عبر العصور والأجيال، تحكى بالدماء قصة كفاح شعبنا الذي دافع عن تراب بلده ضد المعتدين والطامعين والإرهابيين".

وأضاف "إذا كانت مصر اختارت يوم استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض ليكون يوم الشهيد، فإن اليوم لا يخص شهيدا واحدا، بل كل من سبقوه ومن لحقوا به، وإن كانت رمزية استشهاد صاحب أعلى رتبة عسكرية، وهو يقف على حافة قناة السويس بين جنوده وضباطه لها الكثير من الدلالات والمعاني التي تشربت فيها العسكرية المصرية روح الفداء والتفاني من أجل الوطن، فالقائد عبدالمنعم رياض لم يجلس في الخطوط الخلفية، ولم يؤثر السلامة، بل كان في الخط الأمامي للقتال، لذا كان رمزا استحق كل الحب والتقدير والمكانة الرفيعة في قلوبنا في الدنيا وعند الله في الآخرة".

وأشار إلى أن مصر خاضت معارك طويلة وعديدة، وما كان لها أن تحافظ على ترابها ووحدتها طوال هذا التاريخ الطويل لولا تضحيات أبنائها، وحاربت مصر معارك ضد دول قوية وإمبراطوريات لم يكن أحد يتصور أن تنهار، لكنها سقطت وبقيت مصر، وسر هذا البقاء يكمن في التضحية والفداء، وإذا كنا قد تخلصنا من الإرهاب مؤخرا، وأخرجنا المحتل من أراضينا، فهذا لا يعنى أن تكون قيمة العطاء والتضحية قد تراجعت، بل هي موجودة في كل عمل صالح، وكل بناء، وكل حبة عرق، وكل تحمل لمشاق الحياة، وكل مجابهة لمن عطل مسيرة التعمير والتقدم.

وتابع الكاتب بالقول:"إن غاية الشهداء كانت أن يظل الوطن عزيزا لا تدنسه قوات احتلال واغتصاب، وأن يعيش الشعب في أمان واستقرار، وعلينا أن نواصل تحقيق غاية شهدائنا، وأن نقول لهم إن دماءهم الزكية لم تذهب هدرا، وإن الأجيال المتعاقبة ستحافظ على هذا الوطن وتبذل كل غال وثمين من أجل شعبه، فهكذا نرعى للشهداء غرسهم، ونحمل رايتهم، لتظل مصر عزيزة أبية، مهما واجهت من صعاب، لأنها لن تستمر، لأنها مرت بما هو أصعب، واستطاعت التغلب عليه، وواجهت أعتى التحديات.. هذه هي القيمة الغالية التي علينا الحفاظ عليها، وأن نمضى في الطريق الذي أناروه لنا، لنحقق النماء والرخاء بالجهد والعرق والتضحية والصمود في مواجهة الأزمات".