رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رغم أنه كان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين .. الفنان الكبير شوقى حجاب:شقيقى رفض العلاج علي نفقة الدولة

14-2-2017 | 19:45


حوار : أمينة الشريف

الشاعر والمخرج الكبير شوقى حجاب شقيق الراحل سيد حجاب اختص مجلة «الكواكب» ببعض ما يخفى عن عشاق شقيقه.. حيث ذكر أن شقيقه الذي يكبره بـ 6 سنوات ولد «مختونا لا يحتاج إلى طهارة» بعدما حلمت أمه بمشاهدة الشيخ البدوى.. ولذلك سماه والده «السيد» .. كما ذكر لنا أيضا أن الكاتب الكبير رجاء النقاش رئيس تحرير الكواكب الأسبق كتب عن شقيقه فى الأخبار عندما كان حجاب طالبا في كلية الهندسة.. فأنتشرت شائعة في بلده بوجود علاقة بينه وبين فتاة تدعي رجاء ..

إلى جانب تأليفه لكتاب باللغة الانجليزية اسمه «واحد من مصر ويتمني أن يترجم تكريما وانتفاعا بعلم شقيقه.

يستهل كلامه قائلاً: ولد سيد حجاب فى23سبتمبر 1940 فى المطرية - دقهلية - وعندما كانت والدتى حاملا به رأت فى المنام الشيخ السيد البدوى فولد «مختوناً» أى لا يحتاج إلى «طهارة» وقالوا لها «إن الذي ختنه وقام بعمل طهارة له» السيد البدوى.. لذلك اسماه والدى «السيد» نسبة إلي ولى الله الصالح ليصبح اسمه السيد أحمد حجاب.

ويضيف: ظهرت عليه علامات النجابة عندما كان عمره 7 سنوات وفى سن 8 حفظ القرآن كاملاً وكان يقف علي كرسي ليخطب في الناس وهو في هذه السن الصغيرة وكان يحفظ الشعر أيضا.

ويستكمل قائلاً: والدى كان أزهرىاً.. وكان يعمل معاوناً فى مستشفي الرمد بالمطرية ويخطب الجمعة وشقيقى سيد كان ينطق الشعر قبل أن يكون شاعراً.

فقد كان تلميذاً لوالدى الذي علمه وعلمنى وأخوتى كلهم الموسيقي والشعر.. حيث كنا 9 أخوة وأخوات ووالدي وسيد وأنا كنا الشعراء فقط فى الأسرة ولكن بيتنا بأكمله يعرف عروض الشعر وكنا نقيم مسابقات في الشتاء حول «الكلوب» الذي كنا نجتمع فيه ويعنى المكان الذى يصدر عنه ضوء وحرارة .. هذا «الكلوب» كان موجودا فقط في الاسر المتوسطة لكنه يستهلك وقوداً أكثر من اللمبة، وكنت أنا وسيد من الأوائل في هذه المسابقات الشعرية ثم تعلمنا فى المدارس علم العروض.

ويحكى حجاب الأصغر عن موقف طريف لشقيقه حيث يقول: حجاب شقيقى الأكبر لم يكمل دراسته في كلية الهندسة «وجرجره الشعر» وكتب عنه أخونا الصديق الجميل رجاء النقاش رئيس تحرير الكواكب الأسبق في الأخبار عن موهبة حجاب، عندما كان طالبا فى الهندسة سرت شائعة في البلد بقوة جعلتها تنقلب عليه رأسا علي عقب ومفادها أن سيد حجاب يحب واحدة اسمها رجاء وأن القاهرة غيرته، هذه بدايات سيد حجاب وممن كتبوا عنه أيضا الشاعر الكبير صلاح جاهين فى باب شاعر جديد يعجبني فى صباح الخير فقد أصر سيد ألا يستكمل دراسته في كلية الهندسة .. حيث كان يري من وجهة نظره «أن الدنيا مليانة بالمهندسين» ولا يوجد شعراء كثيرون وركز شعره فى الأغانى.. ثم بعد فترة انطلق فى آفاق أخرى فى الفنون ورغم أنه ابن الشيخ أحمد حجاب إلا أنه تزوج إيفلين بوريه من سويسرا وجاءت لتعيش معه فى مصر وكانت ابنة قسيس انجيلي الذي كان بدوره صديقا لدورنيمات ولم ينجب منها وسافرا إلي سويسرا وعادا مطلقين .. وهي شخصية مشهورة أيضا ومازالت تعيش حتى الأن في الفيوم وتعمل في الفخار، سيد حجاب استفاد منها وأفادها وفى عام 1964عمل مجمعاً ثقافياً في قهوة ايزافيتش هذه القهوة صاحبها رجل يوناني كان يجلس من هذا التجمع الثقافى جاهين والأبنودي ويحيي الطاهر عبدالله وغيرهم.

ويشير شوقى حجاب إلي أن كل ما يكتب من العامية آنذاك كان يطلق عليه «زجل» حتي جاء حداد وجاهين وحجاب والأبنودي وفؤاد قاعود اطلقوا عليه شعر العامية المصرية وكونوا مؤسسة اسمها «ابن عروس».. نسبة إلي ابن عروس يطبعون أعمالهم فيها كان يكتب علي كل دواوين هذه المرحلة «أشعار العامية المصرية» ومن هنا جاءت ريادة سيد حجاب هذا المجال وهو ليس مجرد شاعر قومي ولكنه شاعر مؤثر فى حركة شعر العامية المصرية.

ويستكمل شوقي حديثه قائلاً:

جئت إلي القاهرة عام 1965 ودرست فى معهد السينما وحصلت على الدكتوراة فى السيناريو والإخراج وكانت تربطنى علاقة قوية بالمذيعة سلوي حجازى وكتبت للأطفال بينما كتب سيد حجاب80% من أعماله للكبار و20 % للأطفال وأنا على العكس وعن علاقته بشقيقه ولماذا لم يكن ضمن من يحضرون ندوته الثقافية يقول: كانت عندي عقدة أنني حينما كنت أعرف نفسي وأقدمها بأنني شقيق سيد حجاب وعندما يقدمنى أحد فيقول أخو سيد حجاب، لذا فقد فضلت أن أعمل في مجال مختلف.. في السينما بإعتبارى متخرجاً فى معهد السينما وعملت فى الإخراج أعمالاً كثيرة للأطفال، لكنه أهم منى وموهبة طاغية.

وعن علاقة شقيقه بالمرض يروى حجاب الصغير قائلاً: كان الأبنودى مدخنا شرها منذ أكثر من 20سنة قال لى فى أحد الأيام «أنا كنت ميت وصحيت تاني» وأضاف إنهم حذروه قائلين: لو شربت سيجارة هتموت .. ومنذ ذلك الحين أقلع عن التدخين.

لكن سيد حجاب أصر علي التدخين بضراوة شديدة ورفض أي نصيحة وأنا شخصيا اقلعت عن التدخين منذ 5 سنوات أما سيد فقد أصيب بسرطان في الرئة الشمال وظل يدخن كما أنه رفض أن يعالج علي حساب الدولة رغم أنه رئيس لجمعية المؤلفين والملحنين.

ويضيف ظهرت عليه أعراض مرضه الأخير منذ 3 أشهر وظل يعالج ثلاثة أشهر وصوته اختفى وقام وخضع لكورسات علاج طبيعي وكان يرسل رسائل مكتوبة لمن يحاول الاتصال به لعدم استطاعته الرد وكان يشرح الموضوع بشكل علمي لأنه كان مؤمناً ويعتز بنفسه وعنده أنفة وإرادة رهيبة ورفض أن أذهب إليه أنا وابنته في البداية .. ثم تراجع.

وكان لا يكتب في الفترة الأخيرة ولكنه كان يعلق علي ما أكتب..

أما عن موافقه السياسية يقول سيد حجاب منذ نشأته الأولي انضم إلي جماعة الإخوان المسلمين عندما كان عمره 11 سنة ثم أحجم عنها وكان قد بلغ 14 سنة في عام 1954 واكتشف أن الاشتراكية هو المسار الأمثل لمصر وأنا أؤيده فى هذاالرأى.

ويضيف اعتقل شقيقى فى سبتمبر عام 1966حتى مارس 1967 مع الأبنودي وسيد خميس ويحيي الطاهر عبدالله وكان جدليا وكان محافظا علي إيمانه الديني .. إيمان مستنير ليس به إخوان أو دراويش وهو في الدين ميتافيزيقي في السياسة مادي.. هذه عبقرية الإسلام في رأىي أيضا.

أما عن امكانية تكريمه يقول من وجهة نظري شخصيا لابد أن تأتي عبر الانتفاع بأفكاره وأعماله وكل ما كتبه ونشره من أفكار وبرامج تليفزيونية ولقاءات تذاع وتعرض لأنه كان ذو رؤية خاصة وكان متفرداً في لغته ومعرفته.

ذلك عملا بنصيحة جاهين عندما قال لى .. «نعمل ما علينا بإخلاص وصدق ربما ينتفع به أي حد في يوم من الأيام».

وقد وعد هيثم الحاج رئيس هيئة الكتاب بنشر أعماله كاملة.

ويختتم قائلاً: اخص مجلة الكواكب وأقول إن شقيقى كان قد كتب كتاباً بالانجليزية 1966 عندما سافر وعاش في جنوب فرنسا اسمه «واحد من مصر» كشف فيه عن نفسه آملاً أن يترجم في يوم ما لأنه كتاب مهم للغاية.