أكدت الدكتورة نيفين عثمان، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، أن الدولة المصرية تولي أهمية خاصة بحماية الأطفال من كافة أشكال العنف والاستغلال وإنفاذ الاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها والمتعلقة بحقوق الطفل، وعلى تأكيد الدستور المصري الصادر عام 2014 على هذه الحقوق، فضلا عن صدور عدد من التشريعات الوطنية التي توفر حماية للأطفال وعلى رأسها قانون الطفل من خلال آليات حماية لدعم الأطفال المعرضين للخطر منها لجان حماية الطفل العامة والفرعية بكافة محافظات مصر وكذلك خط نجدة الطفل (16000) كاّلية حماية وطنية لتلقي بلاغات الاستغلال والإساءة ضد الأطفال وتقديم الدعم النفسي والقانونى والمشورة لأسرهم بما يشمل جرائم الإنترنت من الاستغلال والاعتداء الجنسي وهو ما يتسق مع أهداف التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال مشاركتها في النقاش السنوي حول حقوق الطفل خلال الدورة ال 52 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، والذي كان موضوعه هذا العام "حقوق الطفل والبيئة الرقمية".
وأشارت عثمان إلى إصدار بعض التعديلات فيما يخص قانون التنمر رقم 189 لسنة 2020، وقانون تنظيم الاتصالات رقم 10 لسنة 2003، وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، وقانون مكافحة الاتجار بالبشر رقم 64 لسنة 2010 لتعمل جميعا ضمن منظومة حماية الطفل.
وشددت على الاهتمام البالغ بالتحول الرقمي وذلك في ضوء الانتشار المتسارع لوسائل الاتصال والتطبيقات الرقمية وفي ظل استقطابها لكل الشرائح العمرية في المجتمع وفي مقدمتها الأطفال .. لافتة إلى أن رؤية مصر 2030 تضمنت استراتيجية لتحقيق التحول الرقمي حيث تتعاون الحكومة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وقالت عثمان إنه على الرغم من أن اتفاقية حقوق الطفل لم تنص صراحة على حقوق الطفل في العالم الرقمي إلا أنه يجب على الدول أن تتحمل مسؤولية الإشراف التنظيمي على أداء الطفل في العالم الرقمي ورعاية مصالحه وحمايته من مخاطر الإنترنت، فقد قامت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل في عامي 2018 و 2021 باتخاذ قرارات متعلقة بحق حماية وتمكين الطفل في مجال البيئة الرقمية، مؤكدة أن رؤية جمهورية مصر العربية تؤكد على وجوب تمتع الأطفال بحقوقهم في العالم الرقمي ولكن مع أخذ التدابير الاحترازية والإشراف على تفاعلهم وما يتلقونه من محتوى.
وأضافت أنه استنادا إلى المبادئ التوجيهية للاتحاد الدولي للاتصالات بشأن صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي تتعلق بحماية الطفل عبر الإنترنت، ومختلف النظم التي يستخدمها مقدمو الخدمات في جميع أنحاء العالم .. مشيرة إلى أن مصر تقترح تبني مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان توحيد أدلة معايير التصنيف العمري للمحتوى الرقمي وتطبيقات الأجهزة المحمولة والألعاب عبر الإنترنت لحماية الأطفال من المحتوى الضار أو غير المناسب.
ولفتت عثمان إلى أن مصر قامت من خلال الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وبالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة وبالشراكة مع الجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية وبدعم فني من منظمة الأمم المتحدة للطفولة بإعداد استيراتيجية لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت والتي من المقرر إطلاقها قبل منتصف العالم الحالي.
وأضافت أنه ضمن مبادرات التوعية للمجلس القومي للطفولة والأمومة مبادرة "دوي" تحت رعاية السيدة قرينة رئيس جمهورية مصر العربية والتي تحتوي على مكون التعلم الرقمي والذي يتم من خلاله تدريب الأطفال على التعامل مع مصادر المعرفة الرقمية وكيفية التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة وفي إطار مشروع تنمية الأسرة المصرية، بالإضافة إلى تطوير محتوى توعوي عن الحماية من مخاطر الإنترنت والذي يستهدف الأطفال والمراهقين وأولياء الأمور ومقدمي الرعاية والمعلمين بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات و منظمة الأمم المتحدة للطفولة.