رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إحنا بلد الموبايلات!

14-1-2017 | 23:08


“الموبايلات في الدنيا كوم، وفي بلدنا كوم تانى خالص”، فلا تجد بلدا في العالم، يستخدم الموبايل بغزارة وينفق عليه دم قلبه مثلما يحدث في مصر، حتى أصبح لدينا موبايل واتنين وتلاتة لكل مواطن، وخط واتنين وتلاتة والجدع اللي يشحن.

آخر إحصاء لمستخدمى الموبايل في مصر قدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في شهر يونيه الماضى بنحو ٩٦ مليون خط تليفون محمول، وهو ما يجعلنا نتفوق من حيث عدد خطوط المحمول على دول أكثر منا تقدما في العلم ومستوى دخل الفرد فيها، مثل المملكة المتحدة وفرنسا وماليزيا وإيطاليا وهولندا وأسبانيا وكوريا الجنوبية وغالبيتهم امتلكوا النووي من زمان .

العدد الذي قدره جهاز التعبئة والإحصاء يقابله عدد آخر مساوٍ – على أقل تقدير – في أجهزة المحمول يستخدمه المصريون وينفقون عليها وعلى خدماتها من كروت شحن ورسائل وتغيير شرائح ٣٣ مليار جنيه سنويا، وفقا لما أعلنه قبل عدة أشهر المهندس هشام العلايلي، الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات .

أرقام « تخض» بصحيح، لكن هذا هو الواقع المؤلم الذى نعيشه في مصر، «المواطن عندنا ممكن ينام من غير عشا، وممكن كمان ينام من غير غطا في عز البرد، لكن صعب عليه ينام من غير رصيد في موبايله !»

تخيلوا ٣٣ مليار جنيه ننفقها سنويا على خدمات الموبايل، في الوقت الذى ننفق فيه قرابة نصف مليار جنيه على أكاديمية البحث العلمى وفقا لموازنة الدولة في ٢٠١٤ – ٢٠١٥، أى أن نفقات المحمول تساوى حوالى ٣٠ ضعفا ميزانية البحث العلمى، ليتنا حتى نقوم بتصنيع إكسسوارات المحمول وهذا أقل شىء يذكر، بل نقوم باستيرادها من الخارج، فهل ننتظر بعد ذلك تقدما يا سادة ؟!

هذا ما يحدث في بلدنا مصر، بلد أحمس ومينا، بلد صلاح الدين الأيوبي وأحمد عرابي، بلد أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، بلد العقاد ونجيب محفوظ، بلد سومة والعندليب، بلد محمود مختار وحسن فتحي، بلد زويل ومجدي يعقوب، وقبل ذلك البلد التي وصفها المؤرخ الإغريقى الشهير هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد بأنها هبة النيل.. الآن وبقدرة قادر وبخطة معجونة بمية عفاريت أصبحنا بلد المحمول!

كتب : محمد السويدى