أكد وزير الخارجية سامح شكري أن بعثات مصر في الخارج تضطلع بدور مهم ومحوري في الدفاع عن المصالح المصرية وتنفيذ مختلف أولويات وأهداف مؤسسات الدولة المصرية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية اليوم /الثلاثاء/ خلال حفل الاستقبال الذي أقامته الوزارة بمقر النادي الدبلوماسي بمناسبة يوم الدبلوماسية المصرية.
ورحب شكري بالحضور الذين شاركوا في الاحتفال بمقر النادي الدبلوماسي المصري الصرح العريق الذي يرجع تأسيسه لعام 1908.
وقال: "إننا نحتفل سوياً اليوم بذكرى "يوم الدبلوماسية المصرية"، والذي يحل علينا في الخامس عشر من مارس من كل عام".
وأضاف أنه في مثل هذا اليوم من مارس عام 1922، صدرإعلان استقلال مصر في أعقاب تصريح 28 فبراير الذي أنهى الحماية الأجنبية، وأصبحت مصر دولة مستقلة ذات سيادة يحق لها تمثيل نفسها في كافة المحافل الدولية، وتم بناء على ذلك إعادة العمل بوزارة الخارجية المصرية التي كان قد تم تعليق العمل بها بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى وفرض الحماية على مصر.
وتابع: " إنه لفخر لوزارة الخارجية أن يقترن عيدها السنوي بهذا الحدث المهم والذكرى الوطنية العزيزة من تاريخ الوطن".
وأوضح شكري أن أعضاء السلك الدبلوماسي المصري نساءً ورجالاً، يشعرون بالاعتزاز والفخر وهم يضطلعون بدورهم الوطني، فهم جنود الوطن المرابطون خارج الحدود، وعيون مصر الساهرة في كل أنحاء العالم، يعملون على مدار الساعة لحماية مقدراتها والدفاع عن مصالحها، يتابعون بعين فاحصة كل القضايا والموضوعات التي تمس أمن مصر القومي، ويتحركون لعرض المواقف المصرية وشرح أبعادها، ويبذلون كل جهد من أجل رعاية أبناء مصر المغتربين.
وقال: "إن هذا الدور الذي اضطلعت به وزارة الخارجية بأمانة وإخلاص على مدار قرن من الزمان وما تزال تضطلع به بكل تفان هو الذي جعل الخارجية المصرية تعد في مصاف أعرق المدارس الدبلوماسية على مستوى العالم، لما هو مشهود لها من كفاءة ومهنية فهي تمثل حضارة عريقة وحاضر واعد ومستقبل مشرق يصنعه أجيال تلو الأجيال من الدبلوماسيين المصريين".
وأكد أن مسئولية حماية أمن مصر القومي، والحفاظ على مقدرات هذا الوطن ورعاية مصالح أبنائه في الخارج، لهي مسئولية كبيرة تقتضي ممن يتحملها أن يكون مؤهلاً ومدرباً أفضل تدريب للاضطلاع بتلك المهام على أكمل وجه.
وتابع "ولذا تحرص وزارة الخارجية دائماً على اختيار أفضل العناصر من الشباب للالتحاق بالعمل الدبلوماسي، وتستمر عملية التدريب وإثقال الخبرات لدى أعضاء السلك الدبلوماسي طوال سنوات العمل بوزارة الخارجية لضمان تطوير وتحديث المهارات، وفهم واستيعاب طبيعة التحديات المحيطة بالدولة والتغيرات التي تطرأ عليها، والإلمام الشامل بأولويات العمل الوطني في كل مرحلة".
وشدد شكري على أن منظومة وزارة الخارجية تعمل داخل وخارج مصر بشكل متجانس ومتكامل في سبيل تحقيق تلك الأهداف، وفي تنسيق كامل مع كافة أجهزة الدولة المعنية، لضمان صياغة وتنفيذ سياسة خارجية قادرة على الحفاظ على مصالح الوطن وتعظيم الاستفادة من علاقات مصر الخارجية، وتعزيز صداقاتها مع شركائها.
وأضاف أن عمل بعثات مصر في الخارج يصب في ديوان عام وزارة الخارجية، الذي تقوم قطاعاته وإداراته المختلفة ببلورة وتحليل ما يرد إليهم من تقارير وتقييمات لعرضها على القيادة السياسية، والتنسيق في مختلف المجالات ذات الطبيعة الفنية مع وزارات وهيئات الدولة المختلفة، بما يمكنها من اتخاذ القرارات المناسبة بناء على معلومات دقيقة ومعطيات شاملة.
وأوضح وزير الخارجية أن دور بعثات مصر الدبلوماسية في الخارج يتعاظم في أوقات الأزمات الدولية أكثر من أي وقت آخر.
وأشار الوزير إلى الدور المحوري الذي قامت به بعثات مصر في الخارج خلال العوام الأخيرة في إجلاء أبناء الوطن خلال أزمة جائحة كورونا وكذلك العمل على إعادة أبنائنا الطلاب الذين شاءت الظروف تواجدهم في مرمى نيران الأزمة الروسية الأوكرانية، وفي أفغانستان عقب انهيار النظام الحاكم وسيطرة حركة طالبان على الحكم وغير ذلك الكثير والكثير من الشواهد على قدرة ذراع مصر الدبلوماسي حول العالم على حماية المواطن المصري وتأمين عودته إلى أرض الوطن في أي لحظة يشاء فيها العودة.
وشدد وزير الخارجية على أن أعضاء السلك الدبلوماسي المصري وهم يحتفلون بيوم الدبلوماسية المصرية، يجددون العهد الذي أقسموا عليه أمام الله والوطن، بأن يقدموا كل ما يملكونه من غال ونفيس في سبيل حماية أمن مصر ومصالحها الوطنية العليا ورعاية أبنائها في الخارج وأن يرفعوا راية الوطن عالية خفاقة في كل بقاع الأرض.
وقال إن الحضور اليوم لهذه الكوكبة المرموقة من القامات الرفيعة في هذا الاحتفال لهو أكبر دليل على ما تحظى به مؤسسة الخارجية المصرية من تقدير وإجلال في الدولة المصرية.
ووجه الوزير في ختام كلمته خالص الشكر والتقدير لزملائه من أعضاء وزارة الخارجية سواء من هم مازالوا في خدمة العمل بالوزارة أم من غادرها وانتهت فترة عملهم الرسمي بوزارة الخارجية على ما يقومون به من جهد لخدمة وطننا العزيز، وما يتحملونه من تضحيات هم وأسرهم في سبيل تمثيل مصر وشعبها العظيم في مختلف بقاع الأرض.