بقلم – حسن شحاتة
منذ عام ١٩٩٠ لم يستطِع جيل واحد من الأجيال التى عاصرت المنتخب الوطنى الأول فى الوصول للحلم العظيم، الذى يتمناه أكثر من ٩٠ مليون مواطن مصري، وهو الوصول إلى كأس العالم.
وفى كل مرة كنا نخرج من التصفيات بسبب الثقة الزائدة أو الظروف المتغيرة أو الطريقة التى كان يؤدى بها كل مدير فنى مع المجموعة التى تلعب معه وحتى مع مرور أجيال ذهبية مع المنتخب ولم نصعد للمونديال، أما هذه المرة فالأمر أصبح مختلفا فى ظل وجود مجموعة من اللاعبين أصحاب القدرات الخاصة وجهاز فنى مميز بقيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر..
كوبر الذى وصل إلى نهائى كأس الأمم الإفريقية الأخيرة فى الجابون بعد غياب ٦ سنوات عن البطولة بعد سلسلة قياسية من الأرقام للفوز بثلاثية تاريخية لبطولة الأمم جاء ليصعد بمنتخب مصر ويصل للمباراة النهائية، ويخسر المباراة لظروف خارجة عن إرادته، كنا جميعا نعلمها سواء النقص الحاد فى الجانب الهجومى أو إصابة جميع مهاجمى منتخبنا الوطنى؛ ولكن الوضع فى مباريات التصفيات مختلف للغاية ونحن الآن أمام شقين مهمين جداً الأول: هو البداية الرائعة فى مباريات التصفيات بالفوز بأول مباراة خارج الديار أمام المنتخب الكونغولى، ثم الفوز على منتخب عريق وكبير جدا وهو المنتخب الغانى فأصبحت لمصر ٦ نقاط كاملة وتصدرنا المجموعة وهو ما يميز الوضع الرقمى للمنتخب الوطنى، الشق الثانى: هو الدخول فى مباراتين مع نفس المنتخب فى أقل من أسبوع وهو أمر مهم وحاسم جدا فى مسألة الصعود للمونديال، وما نتمناه من كوبر أن يعيه بشكل جيد جداً، هو التركيز كل التركيز على وضع المنتخب التنافسى، خاصة أن المنتخب الأوغندى هو صاحب المركز الثانى فى التصفيات بما يعنى أنه صاحب قوة تنافسية على مقعد المجموعة، أما الأمر الثانى هو الجانب الفنى الذى سيستفيد منه كوبر هو المواجهات التى قامت بها أوغندا أمام الكونغو وأمام المنتخب الغانى..
٦ نقاط الفوز بها يساوى بنسبة تفوق الـ ٩٠ ٪ مرحلة الحسم والصعود لمونديال روسيا، ونتمنى له التوفيق جميعا؛ ولكن يبقى السؤال الذى أوجهه لكوبر، هل قمت بتجهيز المجموعة المنضمة، وهل اخترت اللاعبين على أساس فنى بحت، أم على أساس المجموعة التى تضمها فى كل معسكر ولديك بهم ثقة عمياء، وهذا الأمر سيكون له بعد خطير خاصة إذا كان اللاعب المنضم للمنتخب ليس فى حالته الفنية، وبالتالى سيفقدنا مركزاً مهماً خاصة فى ظل إرهاق الكثير من اللاعبين، أما إذا كان هناك حالة وعى كاملة من اللاعبين وإصرار على تحقيق الحلم بالإضافة إلى الحديث الفنى مع اللاعبين بشكل متتالٍ وإدخالهم فى حالة خاصة بالمباراتين وتصدير مشهد الحسم أمام أعين اللاعبين فى تلك المباراتين، ففى هذه اللحظة سنجد مجموعة من المقاتلين المصريين فى المباراتين وهذا شيء تعودنا عليه كثيرا مع لاعبى منتخب مصر فى أوقات صعبة كثيرة.
الأهم أنه على كوبر أن يبلغ اللاعبين أن الخروج من المباراة الأولى فى أوغندا بأكثر استفادة هو الهدف الأول فإذا لم نستطِع الفوز فهناك نقطة تعادل ستكون مفيدة للغاية، وسيكون أمامنا بعد ذلك مباراة أوغندا بالقاهرة وأخرى مع المنتخب الكونغولى وثالثة مع المنتخب الغانى، فالأمور كلها تصب فى صالح منتخب مصر ولكن على اللاعبين حسمها سريعا وعدم الاطمئنان، وعدم الانتظار للمواجهات النهائية والتى قد تخرج بمنتخب مصر من الحلم العظيم.