ذكرى تحرير طابا.. 34 عاما على استرداد مصر لآخر شبر من أرضها
يوافق غدًا، 19 مارس، ذكرى عودة طابا للسيادة المصرية بعد صدور الحكم من هيئة التحكيم الدولي بأحقية مصر بها، وهي معركة استمرت سنوات عدة، وانتهت بانتصار عظيم، عقب انسحاب آخر جندي إسرائيلي من آخر نقاط سيناء، في معركة دبلوماسية، خاضتها مصر بعد النصر العسكري المجيد الذي حققته في حرب أكتوبر 1973.
طبيعة الخلاف
لجأت مصر للمحكمة بعد إثارة المشكلة حول وضع 14 علامة حدودية أهمها العلامة (91) في طابا، الأمر الذي أدّى لإبرام اتفاق في 25 أبريل 1982، وشكلت الخارجية المصرية لجنة لإعداد مشارطة التحكيم، وعقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على التحكيم، تم توقيع اتفاقية المشارطة في 11 سبتمبر 1986.
وهدفت مصر من تلك المشارطة اللجوء إلى الحل الدبلوماسي، من خلال إلزام الجانب الإسرائيلي بالتحكيم وفقًا لجدول زمني محدد، وحصر مهمة هيئة التحكيم في تثبيت مواقع العلامات ال14 المتنازع عليها، وفي 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية، وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلناً السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها.
وقدمت مصر الوثائق والأدلة التي تثبت أحقيتها في طابا، منها وثيقة هامة كان لها دور كبير في استعادة أرض طابا المصرية، بعدما افتعل الجانب الإسرائيلي نزاعًا عليها بعد خسارته في حرب أكتوبر 1973، نشرها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
وحددت هيئة التحكيم الدولية التي حكمت بأحقية مصر في طابا، المواقع الصحيحة لـ 14 علامة حدود بين مصر وإسرائيل وهى 9 في الشمال (المنطقة التي دار فيها الخلاف)، و4 فى الوسط، ورأس النقب، حيث اختلفت مصر وإسرائيل حول العلامة الحدودية، بجانب علامة الجنوب.
وقطع نص حكم محكمة التحكيم النهائي الخاص بطابا ( مادة 3: تحديد وتعليم خط حدود 1906)، ونتج عن حكمها عودة طابا، وفي القلب منها رأسا النقب كاملة السيادة لمصر، وجلاء آخر جندي إسرائيلي.
مستشار أكاديمية ناصر العسكرية: مصر رفضت التفريط في شبر واحد من أراضيها
وقال اللواء محمد زكي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن "مصر رفضت التفريط في شبر واحد من أراضيها، وأصرت على طرد آخر جندي إسرائيلي من طابا، وحققت انتصارا دبلوماسيًّا عظيمًا، وكان هذا الانتصار أحد توابع الانتصار العسكري الكاسح في حرب أكتوبر 73".
وأوضح في تصريحات (لبوابة دار الهلال) أنه "يجب أن ينظر للدبلوماسية المصرية نظرة تستحقها، ليس لأنها فقط حققت انتصارًا تاريخيًّا، ولكن لأن الدبلوماسية دائمًا تسبق أي عمل عسكري، وتليه، ونتائجها تحقق الكثير، بصورة أكثر أمنًا وبأقل الأضرار".
وأضاف أن "هذه المعركة أعد لها إعدادًا مثاليًّا من المسؤولين المصريين، حين تم تكوين فريق علمي كبير على مستوى عالٍ بكل ما تعنيه الكلمة، وتم إمداده بكل الوثائق اللازمة والحقائق والوقائع، وتم عرضها على المحكمة الدولية، حتى تمكنا من النتيجة العظيمة التي حققناها".
وأكد على أنه "يجب الفخر بالدبلوماسية المصرية، لأنها خير ممثل، وخير متحدث، وخير مدافع عن هذا الشعب، لأنها تستطيع بجدارة تحقيق سلامة أمنه القومي، وتعكس وعي هذا الشعب".
وتعد طابا منطقة مهمة على الجانب الاستراتيجي والعسكري، لموقعها المتميز الذي يشرف على حدود 4 دول هي مصر، السعودية، الأردن، فلسطين، وتقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى.