دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي القوى السياسية إلى الحوار الصريح والمتجرد والإصغاء المتبادل وتمييز القرار الواجب اتخاذه دون فرض الرأي عنوه وبدون حسابات مخفية، مشددا على أن الجماعة السياسية لا تستطيع ممارسة عملها بمعزل عن السعي الدؤوب إلى توفير الصالح العام، الذي فيه تجد معناها ومبرر وجودها، والذي يشكل الأساس في حقها بالوجود على حد تعبيره.
وأضاف الراعي - في عظته الأسبوعية اليوم - أن الخير العام يقتضي توفير مجمل شروط الحياة الإجتماعية والإقتصادية التي تمكن وتسهل لجميع المواطنين والعائلات والجمعيات الوصول إلى حاجاتهم، معتبرا أن عدم توفير الصالح العام هو مصدر أزمات لبنان السياسية والإقتصادية والمالية والتجارية والأخلاقية- على حد تعبيره.
واعتبر أن غياب السعي للصالح العام هو السبب الأساسي لتعثر وتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، معتبرا أن نتيجة هذا التعطيل كانت شلل المجلس النيابي والحكومة والوزارات والإدارات العامة وتمكين الفوضى والفساد وتفكيك أوصال الدولة وإفقار المواطنين والتسبب بقتلهم وموتهم جوعا ومرضا وانتحارا، على حد قوله.
وشدد على أن العمل السياسي هو خدمة الانسان، معتبرا أن السلطة السياسية من شأنها تعزيز هذا الترابط والتكامل بين المواطنين، وتسهيل سعيهم إلى إنشاء جمعيات ومنظمات عامة وخاصة، ووضع نظام اجتماعي يضمن خير كل شخص.