رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مصر تكسب فى لعبة المصالح

31-8-2017 | 19:45


تقرير: أشرف التعلبى

التلويح الأمريكى المستمر بقطع المعونة أو تقليصها، وإن كان يكشف عن النوايا الخبيثة لبعض متخذى القرار الأمريكى، لكنه فى الوقت نفسه لا يمس الكرامة المصرية.

فمصر لا تحتاج المعونة ولا تتأثر بقطعها، لكنها فى الوقت نفسه لن تسمح بالتفريط فى حقوقها، مثلما لن تسمح لأحد مهما كان أن يمس أمنها القومي.. وكما يعتقد بعض المتطرفين فى دوائر السلطة الأمريكية أن بإمكانهم الضغط على مصر بالمعونة، فلدى مصر من الأوراق ما يجعلها تكسب فى لعبة المصالح، فواشنطن تحتاج للقاهرة مثلما تحتاج القاهرة لها.. هذا ما يراه خبراء العلاقات الدولية.

السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن مصر ليست فى حاجة لمعونة، لأن المعونة الأمريكية والأوربية والعربية، تساوى ٢ بالمائة من الناتج القومى المصري، لكن السؤال الذى يفرض نفسه هل أحد تحدث عن كرامة مصر حتى نرفض المعونة، هل من أحد قال إننا شعب متسول.. هذا ليس تسولا، لكنها علاقات دولية، المعونة الأمريكية تعهد مرتبط بمعاهدة السلام، ومكتوبة، لكى يشعر الشعب المصرى بأن خيار السلام والتنمية هو الأفضل، مثلها مثل المعونة الأوربية لأن المادة ٨٦ من الاتفاق الأوربي، تنص أن الاتحاد الأوربى سيوفر كلما أمكن ذلك، حزمة من المساعدات، لدعم الاقتصاد المصرى وجعله قادرا على تحمل أعباء منطقة التجارة الحرة، وأيضا المعونة العربية تقررت منذ مؤتمر الخرطوم سنة ١٩٦٧ أيام الرئيس جمال عبدالناصر لدعم صمود مصر أمام التحديات الناتجة عن عملية السلام، فأين التسول فى هذا كله، وهل يملك العالم العربى أن يعيش بدون مصر أو أن تكون مصر ضعيفة!

بيومى يشير إلى أن الأمريكان يعطوننا ٢٥٠ مليون دولار معونة فنية، فى حين نستورد منهم بـ٧ مليارات دولار، والسؤال هنا هل الأموال المتدفقة من التحويلات من مصر إلى أمريكا وأوربا أكثر أم الأموال التى تأتى من أمريكا وأوربا أكثر، نحن ندفع أكثر مما نأخذ، نتيجة الوارادت، وبالتالى هذا ترويج لتجارتهم، لأننا عندما نأخذ المعونة يكون هذا مرتبطًا بمشتريات منهم ولا أحد يعطينا نقدًا.

وعن ارتباط ملف المعونة بملف حقوق الإنسان، يقول بيومى هنا ياتى دورك وكفاءتك على التفاوض، وقمت بذلك عندما تحدثنا مع الأوربيين عن ملف حقوق الإنسان.. أولا حقوق الإنسان التى نرتضيها نحن هم لا يرتضوها، فحقوق الإنسان التى نعتبرها شيئًا طبيعيًا، هم يعتبرها جريمة، فمثلا الزواج المتعدد، إذا تزوج الرجل من اثنين فى أمريكا أو أوربا يدخل السجن، لكن فى أمريكا وأوربا ليس لديه مانع أن رجلاً يتزوج رجلاً، وبالتالى عندما نتحدث عن حقوق الإنسان لابد أن نتحدث عن الخصوصية الثقافية لكل دولة، فثقافتنا غير ثقافتهم، لكن هناك ملفات يمكن أن نتحاور فيها.

السفير بيومى أشار إلى أن المعونة الأمريكية مليار و٥٥٠ مليون دولار، منها ١مليار و٣٠٠ مليون دولار عسكرية، و٢٥٠ مليون مدنية، تتمثل فى المعونة المدنية نحن كما ذكرت نشترى مثلها ٦٠ بالمائة، وفى المعونة العسكرية نشترى بـ٢٠ مليار دولار، وبالتالى نحن نشترى ٢٠ ضعفًا.

اللواء أحمد عبدالحليم الخبير العسكري، أوضح أنها ليست المرة الأولى التى تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بقطع المعونة، وآخر مرة قامت بذلك، عندما كان الرئيس عبدالفتاح السيسى وزيرا للدفاع، وكان هناك ١١ طائرة هليكوبتر كانت تحتاج إلى صيانة بأمريكا، لم يقوموا بهذه الصيانة وظلوا هناك، ونحن أيضا لم نسأل فيهم، وتوجه السيسى ومعه السفير نبيل فهمى وزير الخارجية فى ذلك الوقت، إلى روسيا وعقدوا اتفاقيات وصفقات مماثلة لهذه الطائرات التى حجزت عليها أمريكا، وأيضا قاموا بزيارة عدة دول منها الصين وغيرها، هذا دفع امريكا إلى أن تتخلى عن قرارها، وقامت بصيانة الطائرات.

الخبير العسكرى لواء أحمد عبدالحليم يؤكد على أن الاستفادة متبادلة بين مصر وأمريكا، فنحن نستفيد من المعونة، فهى مليارات وبها جزء عسكرى وآخر اقتصادي، وهم أيضا يحتاجون إلى مصر لتدعيم مكانتهم فى الشرق الأوسط.

السفير محمد حجازى مساعد الوزير الخارجية الأسبق، يؤكد أنه بعد قرارات واشنطن الأخيرة بشان إيقاف وتجميد جزء من المعونات الاقتصادية والعسكرية، عبرنا عن غضبنا رسميا بشكل لا لَبْس فيه، واتصل الرئيس ترامب هاتفيا بالرئيس السيسى فى توقيت هام لاحتواء الموقف، وبالتالى لابد أن تواصل مصر تفاعلها مع واشنطن ولنا فيها أصدقاء كثر.