د. هبة سعد الدين,
لن أتعجب إن رأيت المانجو تتراقص على نغمات السمسمية أمام شط القناة !!! ولم لا وهى تستقبلك قبل أن تصل المكان، وكأنها علامات على الطريق ؛ فمعها لست فى حاجة لمن يخبرك أنك اقتربت !!! فمن يتصور مهرجاناً يجوب الشوارع وكأنه "فرح المانجو" العلامة المميزة التى تجاوزت المحلية وانطلقت نحو العالمية، وصار لها مهرجان تتحول فيه الشوارع والميادين لحالة من البهجة والفرحة تضيؤها تجمعات المانجو بمصاحبة السمسمية!!!.
ولن تفاجئنى الشوارع وقد تحولت لواقع يخترق حاجز الزمان والمكان وأنا أتجول فيه ، وحولى عروض راقصة شعبية من كل مكان بأزياء تراثية ورقصات والالات!!، وكأننى جزء من صفحات التاريخ، فالفرق الشعبية فى الشوارع ؛ هنا بفرنسا وهناك الصين وعلى مسافة اسبانيا وبجوارى أسكتلندا، وإن ضلت الفرق طريقها سيأتوننى عبر الشاشات الموجودة فى الميادين!!!.
لذلك لم تكن مفاجأة أن يصاحب مهرجان الافلام التسجيلية والقصيرة ؛ ورش فنية للأطفال لتعليم صناعة فن التحريك والفن التشكيلي والعرائس ، ودعوة وفود المهرجان من خمسين دولة لزيارة قناة السويس الجديدة ليروا وجها جديداً جميلاً لمصر ؛ وزيارة الاهرامات وغيرها من المعالم التى تجعل لنا سفراء من خمسين دولة؟؟؟ إنها الاسماعيلية!!!.
مدينة تبتكر تفاصيل مهرجاناتها ، ليشعر بها كل من على أرضها ، فالحالة الاسماعيلية مختلفة من حيث اختيار المهرجانات والتفكير فى تفاصيلها لتصل للجميع ، بعيداً عما اعتدناه من اقتصار المهرجانات على المشاركين بها والمهتمين المتخصصين ، فمن يتصور مهرجاناً للمانجو؟؟؟ أو الفنون الشعبية ؟؟؟.
والطريقة الجميلة لصنع حالة من البهجة والوصول إلى عدة أهداف بمهرجان واحد؟؟؟ هكذا الاسماعيلية سبقت غيرها ، فشعر المواطن وشارك فى المهرجان وجاءت الوفود وزارت البلاد واختلطت الثقافة والتاريخ بالفن والسياحة وأحاطت البهجة بكل هذا!!.
لماذا لايقلد الجميع الاسماعيلية ؟؟ فمهرجاناتنا تجاوزت القاهرة والاسكندرية وتعددت وتنوعت نحو الشرق والغرب والشمال والجنوب ، واختلفت موضوعاتها بين المرأة وافريقيا وغيرها الكثير؛ فلتتجاوز المهرجانات صورتها حبيسة المكان نحو الشوارع والميادين وليتم استغلال السوشيال ميديا فى نشر كل ذلك!! ليتحول العام لحالة من التناغم فقبل الاسماعيلية كانت مهرجانات اسوان والأقصر وسيليها شرم الشيخ، وهكذا تتوالى فى كافة المدن المصرية على مدى العام خريطة ثقافية وفنية وسياحية يشعر بها الجميع تستبدل القبح بالجمال وتأتينا بالعملات الاجنبية وفرص العمل فى ذات الوقت.