عيدية «خان الخليلي» وكعك «خالتي صفية والدير».. روايات احتفت بالعيد
للعيد فرحة وخصوصية لدى المسلمين في بقاع الأرض، ويتفق الجميع علي الاحتفاء به بطرق مختلفة من مظاهر البهجة والروحانيات المرتبطة به.
الأدباء والمبدعون لديهم من الإحساس القدرة على التعبير عن تلك المظاهر بطريقة بالغة الخصوصية، خاصة فيما يرد في أعمالهم الإبداعية، وتلك الرؤى في حد ذاتها انطباع لخصوصية العيد في حياتهم العادية وطقوسهم الخاصة بالعيد.
في قراءة لحضور العيد في أعمال الأدباء جاءت تلك الأعمال ذات سمة متقاربة بين أجيال مختلفة من المبدعين.
نجيب محفوظ والعيد
الكاتب محمد سلماوي، نقل على لسان الأديب العالمي نجيب محفوظ، أشياء ارتبطت عنده بالعيد أيام الطفولة، فقد قال محفوظ: «ثلاثة أشياء ارتبطت عندي بالعيد في سنوات الطفولة، أولها الجنيه الذهب الذي كان يعطيه لي والدي وثانيها كعك العيد وثالثها البدلة الجديدة، أما الجنيه فكانت فرحته غامرة رغم أنه كان لا يساوي في ذلك الوقت إلا 97،5 قرش فقط، بينما كان الجنيه الورقي جنيها بحق وحقيقي يساوي 100 قرش بالتمام والكمال لكن قيمة ذلك الجنيه لم تكن في قيمته الشرائية بقدر ما كانت في ذهبه اللامع وفيما كان يرمز إليه من مناسبة سارة ليست كباقي أيام السنة، أما الآن وكما سمعت فإن فرحة ذلك الجنيه الآن لابد قد تضاعفت."
خان الخليلي
تُعتبر رائعة نجيب محفوظ "خان الخليلي" من أبرز الروايات التي تناولت طقوس العيد، فقد صوّر محفوظ أجواء الاحتفال به إذ يقول: "وبسطت الأم راحتها وقالت ضاحكة: عيديتي يا سادة وكل عام وأنتم بخير، وقد تعود كل منهم أن يعطيها نصف جنيه عيدية، فكانت تفرح بعيديتها فرح الأطفال بل تنفقها كما ينفقها الأطفال فتبتاع ما تشتهيه نفسها من الشيكولاتة والملبس، ثم أحضرت فطار العيد كعكا وحليبا، فأقبلوا في غبطة، والصائم يشعر بغرابة وإنكار وحذر وهو يتناول أول لقمة صباح العيد، ثم يصيب من طعامه جذلا مسرورا، فليس أجمل وقعا في النفس من لحظة سعيدة بين واجب قامت بحقه وتصبرت سعيدا علي أدائه، وبين تمتعها بلذة الجزاء وراحة الضمير، وتناولوا الكعك بأناملهم وقضموه بلذة حتي رسم دوائر من السكر حول أفواههم ثم أساغوه بالحليب".
"خالتي صفية والدير"
يطل الكاتب المبدع بهاء طاهر على قرائه بعادات المصريين في الجنوب حيث الصعيد بعاداته وطقوسه الخاصة في المناسبات التي يتزاور فيها الأهل والجيران ويوزعون الهدايا على الأطفال، وتبرز العيدية كواحدةٍ من سمات العيد التي ل اتسقط أبدا بمرور الزمن، ويظهر في تلك المناسبة التناغم والترابط خاصة بين مسلمي وأقباط الصعيد.
يا ليلة العيد
من الشعراء الشباب كتب الشاعر عمرو خليفة قصيدته "ياليلة العيد"، لكنه هنا لم يكن تعبيرا عن فرحة بقدر ما كان حسرة وألما نتيجة سجنه فيقول: "يا ليلة العيد كم أقررت مضطربًا
لكن خطي كان الحزن والأرق
أكاد أبصرهم والدمع يطفر منه
أجفانهم ودعاء الحب يختنق
يا عيد يا فرحة الأطفال ما صنعت
أطفالنا نحن والأقفال تنفلق
ما كنت أحب أن العيد يطرقنا
والقيد في الرسغ والأبواب تصطفق
دار الغواية
رواية الكاتب عمرو عاشور وهو جيل مختلف عمن سبقوه لكنه يبرز طقسا مهما في العيد وهو "صلاة العيد"، ويصور بدقة تفاصيل الصلاة خاصة في مسجد مصطفي محمود الشهير.