سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينج خلال زيارته التاريخية الحالية لموسكو والتي أكد فيها عزمه المضي قدما في التعاون مع روسيا من أجل حماية النظام العالمي القائم على العدل.

وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين بيجوتر سوير وأمي هوكنجز، أن الرئيس الصيني أكد من موسكو أن بلاده على أتم استعداد لتعزيز التعاون مع روسيا من أجل صون نظام عالمي جديد يستند في أحكامه وعلاقاته إلى القانون الدولي.

ويشير المقال إلى أن الرئيس الصيني يسعى خلال زيارته الحالية لموسكو للاضطلاع بدور صانع السلام فيما يخص الحرب الروسية في أوكرانيا، موضحا أن تلك الزيارة هي الأولى من نوعها منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.

ويستطرد المقال، أنه من المتوقع أن يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تكوين جبهة موحدة مع الصين في مواجهة مساعى الدول الغربية لعزل موسكو عن المجتمع الدولي على خلفية العملية العسكرية التي شنتها روسيا في أوكرانيا.

ويتناول المقال في الوقت نفسه رد الفعل الأمريكي تجاه زيارة رئيس الصين لروسيا حيث يقول إن واشنطن أدانت تلك الزيارة ووصفتها بأنها تمثل غطاء دبلوماسيا لموسكو من أجل الاستمرار في عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

ويضيف المقال أن الرئيس الصيني، في أول تصريح له في مستهل زيارته لموسكو، عبر عن ترحيبه وسعادته بالدعوة التي تلقاها من الرئيس بوتين لزيارة روسيا، معربا في نفس الوقت عن ثقته أن الزيارة سوف تثمر عن نتائج بناءة وسوف تسهم في دفع العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب من أجل مزيد من التنمية.

ويلقي المقال الضوء على تصريحات الرئيس بوتين خلال مؤتمر صحفي قبل المحادثات غير رسمية بين الجانبين عقب وصول الرئيس الصيني أمس الاثنين والتي يؤكد فيها أن بلاده تناولت بالدراسة المتأنية المبادرة الصينية حول تسوية الأزمة في أوكرانيا، معبرا عن ثقته أن المحادثات بين الطرفين خلال الزيارة سوف تتيح المزيد من الوقت لمناقشة المسألة بشكل مستفيض ومؤكدا في نفس الوقت استعداد روسيا للانخراط في مفاوضات دبلوماسية من أجل التوصل لتسوية سلمية للأزمة الأوكرانية.

وأوضح المقال أن المحادثات غير الرسمية بين الطرفين استمرت لمدة أربع ساعات ونصف أمس الاثنين حيث من المتوقع أن يعقد الطرفان محادثات رسمية اليوم الثلاثاء في مبني الكرملين.

ويلفت المقال إلى أن زيارة الرئيس الصيني لروسيا تأتي بعد أيام قليلة من صدور مذكرة اعتقال من جانب المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس بوتين "بدعوى انتهاك حقوق الأطفال في أوكرانيا من خلال اختطافهم وإرسالهم إلى روسيا"؛ ما دفع واشنطن أن تصف الزيارة في هذا التوقيت تحديدا بأنها تشكل غطاء دبلوماسيا للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، كما يشير المقال، تسعى موسكو لتصوير زيارة الرئيس الصيني للبلاد في ذلك التوقيت وبعد صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية على أنها دليل واضح على فشل الدول الغربية في عزل روسيا عن المجتمع الدولي بينما تدخل الحرب الروسية في أوكرانيا شهرها الثالث عشر.

ويشير المقال في الختام إلى أهمية تلك الزيارة بالنسبة للجانب الصيني حيث يقول إن الرئيس الصيني يسعى من خلال تلك الزيارة إلى تصوير بلاده بوصفها لاعب رئيس على الساحة الدولية من أجل إحلال السلام والاستقرار العالميين.