أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن دعوة الرئيس الصيني شي جين بينج لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة بلاده تعكس مدى الدعم الذي تقدمه بكين لموسكو ولاسيما بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مؤخرا مذكرة اعتقال ضد بوتين على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

ويضيف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفية هيلين دافيدسون والصحفي جوستن ماكري، إلى أن الرئيس الصيني وجه دعوته للرئيس بوتين خلال زيارته لموسكو والتي بدأت أول أمس الإثنين وانتهت صباح اليوم الأربعاء، موضحًا أن الدعوة لزيارة بكين تهدف لاستئناف المحادثات التي جرت بين الطرفين خلال زيارة الرئيس الصيني لموسكو.

ويتطرق المقال للموقف الأمريكي من علاقات روسيا والصين حيث يسلط الضوء على تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي والتي يعرب فيها عن اعتقاده أنه يجب على الرئيس الصيني محاولة إقناع الرئيس بوتين لسحب قواته من أوكرانيا وإنهاء الحرب الحالية هناك.

إلا أن المتحدث الرسمي يعرب عن مخاوفه، كما يشير المقال، من أن تقوم الصين بالدعوة لوقف إطلاق نار في أوكرانيا بما يسمح للقوات الروسية بالحفاظ على المكاسب العسكرية التي حققتها خلال العملية العسكرية هناك، بدلًا من أن تسعى لإقناع موسكو بالانسحاب من أوكرانيا، موضحًا في الوقت نفسه أن أي اقتراح بوقف إطلاق النار في أوكرانيا لا يتضمن انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية قد يكرس للعملية العسكرية الروسية هناك بل وسوف يسهم في تمكين القوات الروسية من توطيد مواقعها لاستئناف الحرب وهي في موقع أفضل.

وفي الوقت نفسه، يسلط المقال الضوء على موقف الرئيس الروسي من المبادرة الصينية لإحلال السلام في أوكرانيا حيث يشير إلى تصريحاته التي أعلن فيها عن قبوله إجراء محادثات سلام مع الجانب الأوكراني حتي تضع الحرب أوزارها ويحل السلام في المنطقة معربا في نفس الوقت عن تأييده للمبادرة الصينية.

ويضيف المقال أن تلك المبادرة من جانب الصين تأتي في وقت تتهم فيه واشنطن بكين بسعيها لتوفير أسلحة لروسيا من أجل استخدامها في حربها الحالية في أوكرانيا بينما تنفي الصين تماما مثل هذه الاتهامات.

ويشير المقال في الختام إلى موقف الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي من الصين حيث أعلن عن ترحيبه بعقد لقاء مع الرئيس الصيني على الرغم من عدم صدور أي تصريحات من جانب بكين بشأن مثل هذا اللقاء.