العلماء المسلمون في اللغة والأدب| أبو الأسود الدؤلي.. «واضع نقاط الأحرف العربية» (4-30)
ظهر في التاريخ الكثير من العلماء المسلمين البارزين الذين قاموا بإسهامات عديدة في العلم ومختلف المجالات، منها: العلوم العلمية والتطبيقية والدينية واللغوية والعقائدية والفلسفية والطبية والاجتماعية وغيرها.. بل وقاموا بتأسيس مناهج وقواعد علمية متكاملة لأشهر العلوم وأهمها التي أفادت البشرية كلها حتى وقتنا هذا، وسنقدم كل يوم عالم مسلم خلال أيام شهر رمضان المبارك، لنتعرف على إسهاماتهم على مر التاريخ، وما يتميز به، وسنذكر في أول سلسلة، أشهر وأبرز العلماء في اللغة والأدب، وما قدموه لهذا العلم.
علماء اللغة والأدب..
يعد أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني (16 ق. هـ - 69 هـ / 603 - 688 م) من سادات التابعين وأعيانهم وفقهائهم وشعرائهم ومحدِّثيهم ومن الدهاة حاضري الجواب، وهو عالم إسلامي ونحوي وضع علم النحو في اللغة العربية وشكّل أحرف المصحف، وضع النقاط على الأحرف العربية.
لُقب الدؤلي بـ ملك النحو لوضعه علم النحو، لأنه أول من ضبط قواعد النحو، ووضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف، وحروف النصب والرفع والجر والجزم، وكانت مساهماته في تأسيس النحو الأساس الذي تكوَّن منه لاحقًا المذهب البصري في النحو.
دخل أبو الأسود الدؤلي الإسلام في حياة النبي محمد، ومع ذلك لم يلقه على الرغم من أنه أدركه فهو من المخضرمين وليس من الصحابة، إلا أنه ورد المدينة المنورة وسمع من بعضهم، وكان قومه بنو الدئل بن بكر حلفاء لقريش ضمن عقد صلح الحديبية وهم الذين عدوا على خزاعة وكان ذلك سبب فتح مكة من قبل النبي محمد.
وبجانب علمه في اللغة على أنه له جانب حربي، حيث ساهم أبو الأسود مع علي بن أبي طالب في كثير من الحوادث والمعارك التي حدثت أيام خلافة الأخير، فاشترك في صفين والجمل ومحاربة الخوارج كما يؤكد ذلك المؤرخون.
ولدى الدؤلي قصائد عديدة جمعت له في عدد من المؤلفات، ومنها ديوان أبي الأسود الدؤلي لأبي سعيد الحسن السكري، تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين، وديوان أبي الأسود الدؤلي لعبد الكريم الدجيلي.