رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"أم الهنا" تبنى مقام "أبوالريش".. والحكاية "رؤية في المنام"

14-2-2017 | 21:44


كتبت - فاطمة مرزوق

استيقظت على أذان الفجر لتصلي برفقة زوجها كما اعتادت، فجلست إلى جواره لتقص عليه تلك  الرؤية التي رأت فيها "محمد أبو الريش السُدي"، من أولياء الله الصاحين، يطالبها ببناء ضريح له، فنصحها الزوج بضرورة تنفيذ ما أمرها به وهو إحضار الجثمان وبناء المقام، ومنذ ذلك اليوم قررت "أم الهنا عفيفي"، أن تهب كل أموالها ووقتها لخدمة هذا المقام، الذي قضت عمرها بداخله.

في منطقة أبوالريش بحي السيدة زينب، وبالقرب من محطة المترو، يستقر مقام أبوالريش السُدي، لا يعرف الكثير من الأهالي أو حتى مرتاديه، من هو أبوالريش الأسدي، لكنهم على يقين أنه كان أحد الصالحين، وأنه يستحق التكريم بهذا الضريح، تستلقي "أم الهناء" على سرير خشبي صغير داخل المقام، تبدو في حالة صحية سيئة، من يراها لأول وهلة يشعر وكأنها تصارع الموت، شيدت أم الهنا هذا المقام الذي أشتهر بمقام "أبو الريش" بمساعدة زوجها، قضت فيه عمرها بجوار زوجها، وكانا ينفقان عليه من أموالهما الخاصة، ويعدان الطعام من أجل زوار المقام.. تبدأ المرأة التسعينية يومها في المقام قبل صلاة الفجر، حيث تفتح المقام للوافدين كي يقضوا صلاتهم، وتنتظر طوال اليوم ثم تعود لمنزلها عقب صلاة العشاء.

لدى "أم الهنا" 10 أولاد تزوجوا وتركوها بمفردها بعد أن انهار منزلها بالجبل، فاتخذت المقام ملاذاً لها، تُخّدم عليه وتعيش فيه، قدمت على شقة بعد انهيار منزلها وحصلت على شقة لكن ابنها الأكبر استولى عليها، وتؤكد أنها تقضي حياتها باكملها في المقام، بينما ترعاها ابنتها من وقت لآخر وتقوم بجلب الطعام والشراب إليها، تتذكر تاريخ زوجها "المُشرف"، كما وصفته، والذي توفي عام 1974، كان يعمل مبيض محارة وبأمر من عبد الحكيم عامر طالبوه ليعمل كمبيض  فى قاعة المؤتمرات بالجزائر، وكان شيخا من شيوخ الطرق الرفاعية.

تعاني "أم الهنا" من أمراض القلب والسكر إضافة إلى كسر في القدمين، وتضيف: "المقام هو المكان اللي برتاح فيه ومقدرش أخرج منه لو حتى جابولي قصر، أنا عشت فيه وهموت فيه وهفضل أخدم فيه لآخر يوم في عمري، زي ما سيدي محمد وصاني في المنام".