أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه بات من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى في الوقت الراهن إلى تهيئة الرأي العام في بلاده لحرب لا نهاية لها مع الدول الغربية.

وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين بيجوتر سوير وأندرو روث، أن الرئيس الروسي نجح في كسب تأييد الشعب الروسي حول شعار "الحرب من أجل بقاء روسيا".

ويلفت المقال في هذا السياق إلى تصريحات الرئيس الروسي مؤخرا خلال لقاء له مع عمال أحد مصانع تصنيع الطيارات في منطقة بورياتيا والتي أكد فيها فكرة أن الحرب الحالية في أوكرانيا تمثل حرب وجود بالنسبة لروسيا والتي يتوقف عليها بقاء الدولة الروسية من عدمه.

ويضيف بوتين، كما يشير المقال، "أن الحرب بالنسبة لنا ليست مجرد معارك من أجل تحقيق مكاسب جيوسياسية ولكنها حرب من أجل البقاء بهدف خلق الظروف المواتية لتحقيق التنمية لبلادنا وأطفالنا في المستقبل".

ويضيف المقال أن تلك ليست هي المرة الأولى التي يسعى فيها بوتين إلى ترويج تلك الفكرة لدى الرأي العام الروسي حيث ردد ذلك الشعار في مناسبات أخرى عديدة فيما أطلق عليه الخبراء العسكريون التمهيد "لحرب لا نهاية لها مع الغرب".

ويشير المقال إلى تصريحات المحلل السياسي ماكسيم ترودوليبوف التي يقول فيها أنه مما يعزز تلك التقديرات لموقف الرئيس الروسي أنه توقف تماما في الفترة الأخيرة عن الحديث عن تحقيق أي أهداف ملموسة من الحرب في أوكرانيا وامتنع عن طرح أي تصور لأي انتصار يمكن أن تحققه القوات الروسية في أوكرانيا وهو ما يعني أن الحرب بالنسبة لبوتين أصبحت غير محدودة وليس لها نهاية يمكن التنبؤ بها.

ويضيف ترودوليبوف أن الرسالة التي يحملها بوتين ويمهد الشعب الروسي لتقبلها هي أنه ليس من المحتمل أن تنتهي الحرب في أوكرانيا في أي وقت الآن وأنه على الشعب الروسي تقبل فكرة التعايش في زمن الحرب.

ويضيف المقال أن الرئيس الروسي كشف خلال كلمة له الشهر الماضي للشعب الروسي عن مدى سخطه من موقف الدول الغربية من روسيا وأكد في نفس الوقت أن موسكو تخوض الحرب الحالية في أوكرانيا من أجل بقاء الدولة الروسية وأنها سوف تنتصر في نهاية المطاف.

ويسلط المقال الضوء على تصريحات أحد الدبلوماسيين الغربيين في موسكو التي يعرب فيها عن اعتقاده أن لغة خطاب الرئيس بوتين توحي أنه ليس من النوع الذي يتقبل الهزيمة وأنه لن يتنازل عن تحقيق النصر في حربه في أوكرانيا، كما أنه لا ينوي تغيير موقفه فيما يخص الصراع الحالي هناك على الرغم من بعض الخسائر التي لحقت بقواته منذ بداية العملية العسكرية في فبراير من العام الماضي.

ويشير المقال في الختام إلى تفسير الدبلوماسي الغربي لموقف الرئيس الروسي من حرب أوكرانيا حيث يقول أن بوتين بوصفه ضابط مخابرات سابق فقد تدرب على السعي لتحقيق أهدافه بكل الوسائل وليس إعادة تقييم الأهداف التي يمكن تحقيقها.