تناول كتاب الصحف اليوم الخميس عددا من القضايا المتنوعة، التي لمست بالنقد الشأن الصحي والآخر الفني نهاية بالمجتمعي.
فعن الشأن الصحي، تناول الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة صحيفة (الأهرام) قضية هجرة الأطباء إلى الدول العربية والأجنبية، ونقل عن وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار تأكيده أن هذا الموضوع محل اهتمام من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأنه وجه بدراسة تحسين أحوال الأطباء.
ونوه الكاتب في عموده (صندوق الأفكار) بصحيفة الأهرام -الذي حمل عنوان (أزمة الأطباء)- بقرار تشكيل لجنة لدراسة تحسين أحوال الأطباء بالقرار رقم ١١٦ لسنة ٢٠٢٣، بهدف الخروج بتوصيات لتحسين بيئة العمل من كل الجوانب، بما يضمن توفير بيئة جاذبة للعاملين بالقطاع الطبي.
وأبرز الكاتب إيضاح الدكتور خالد عبدالغفار بأن وزارة الصحة تستهدف تحسين أوضاع الفريق الصحي بأكمله (أطباء، أطباء أسنان، صيادلة، علاج طبيعي، أعضاء هيئة التمريض)، بالإضافة إلى الطاقم الإداري من العاملين بالقطاع الصحي.
ولفت الكاتب إلى حديث الوزير حينما قال "استمعنا إلى كل الآراء في الجلسة الأولى، وناقشنا أهم التحديات التي تواجه القطاع الطبي، كما استمعنا إلى شباب نقابة الأطباء، وتمت مناقشة كل القضايا بروح إيجابية هدفها التوصل إلى رؤية إستراتيجية متكاملة للارتقاء بالقطاع الطبي، وبما ينعكس في النهاية على تقديم خدمة طبية متميزة للمرضى".
وأعرب الكاتب - في ختام عموده - عن أمله في أن يواصل وزير الصحة، متابعة أعمال تلك اللجنة حتى يتم التوصل إلى حلول عملية تضمن الحفاظ على طواقم الأطباء بعيدا عن إغراءات الخارج.
وتحت عنوان (الإبداع الدرامي) كتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) أن هناك حالة من التجلي الدرامي؛ يرسخ قوة مصر الناعمة؛ فهذا الثراء الكبير والعمق في أعمال رمضان من مسلسلات وبرامج وحتى الإعلانات يشير إلى الوصول إلى قوة التوهج والرقي والإبداع.
وقال الكاتب إن والأهم هو التنوع الذي يعكس كل الأذواق والقضايا لكن جميعها جاءت لتعبر عن حالة من الاحترام والحفاظ على الهوية المصرية، والعمق الاجتماعي.. بعيداً عن الابتذال أو السطحية.
وأضاف أن أهم ما يجذب المشاهد لمسلسلات وأعمال الدراما هو حالة التنوع والتناغم ما بين أعمال اجتماعية تعكس واقع المجتمع المصري وحالة الثراء التي تكمن في تفاصيله وإن اختلفت الجغرافيا في الصعيد أو بحري أو القاهرة والسيدة زينب لكن جميعها تفوح منها روائح مصرية خالصة وأصالة عميقة ومتجذرة تكشف عظمة الدولة المصرية وتنوعها وامتلاكها القدرة على الإبداع ومقومات القوة الناعمة والتي لطالما قلت عنها أنها مصنعة محلياً بكافة خاماتها ومكوناتها وتفاصيلها بمعنى أن جميع مكونات العمل الدرامي يحمل شعار «صنع في مصر» كتابة وسيناريو وأداء وتمثيلاً وموسيقى وسباقاً في إبداع الأداء، أنها أشياء وحيثيات تجرى بدمائنا وليست مستوردة من الخارج «فمصر ولادة» ومعين لا ينضب إبداعاً وتجلياً في جميع المجالات وليس الفن فقط.
وأشار إلى أن الأعمال الدرامية ومسلسلات رمضان تعكس حالة من التنوع الفريد والمتناغم؛ وهو مبدأ ذكي ما بين مسلسلات اجتماعية هادفة تكشف عمق وأصالة المجتمع المصري وأصوله وتقاليده وعاداته وقيمه الأخلاقية مجتمع قادر دائماً على التفاعل والصمود أمام كل محاولات الاختراق لأنه محصن بقدرته على هضم جميع الثقافات ويعود إلى الأصل والجوهر المصري.
وتابع: لطالما طالبت بعودة المسلسلات الدينية والتاريخية وهذا العام يعودان بقوة ورقى واختيار رائع وبرؤية ثاقبة .. فمسلسل رسالة الإمام والذي يجسد شخصية الإمام الشافعي هو بالفعل رسالة مدوية تواجه كل تطرف وتشدد وتدحر كل الأفكار الدخيلة على الإسلام كدين للرحمة والوسطية والاعتدال والإنسانية والبناء والخير.. المسلسل جاء في توقيته وهو عبقرية وذكاء وسلاح مهم في مقاومة فكر الشيطان الإخواني المتاجر بالدين ولا يعلم شيئاً عنه.
وأردف: المسلسل التاريخي أيضاً والذي يعكس فصلاً من فصول القتال الذي خاضه المصريون على مدار تاريخهم؛ فمسلسل «سره الباتع» وهو عمل درامي رائع يمزج بين الحاضر والماضي؛ ليشكل في النهاية ملاحم وطنية تجسد عظمة وقوة وصلابة هذا الشعب الذي أصقلته التجارب ولم تغيره الثقافات الأخري.. ولم تستطع أن تفرض نفسها عليه ولكنه اختار منها ما يناسبه ولفظ ما لا يناسبه واحتفظ بجوهره؛ فالمسلسل يتناول حقبة الحملة الفرنسية على مصر.. وتفاصيل وبطولات ومواقف ونضالاً فريداً.
وأضاف: المسلسل الوطني حاضر بقوة أيضاً هذا العام والكتيبة 101 اختيار مهم؛ يعكس ويجسد بطولات وتضحيات وفروسية رجال جيش مصر العظيم، وما قدموه من معجزة فريدة في التصدي لهجمة إرهابية شديدة الشراسة استهدفت فصل سيناء عن جسد الوطن، لكن جيش مصر العظيم يقدم جيلاً بعد جيل ملاحم وطنية وانتصارات عظيمة دفاعاً عن الأرض.
وأكد الكاتب أن الكتيبة 101 الذي يقدمه النجمان عمرو يوسف وآسر ياسين هو إنعاش لذاكرة الوطن.. وعرض لتضحيات الشهداء، وبطولات الرجال الذين نجحوا في النهاية في تطهير وتحرير أرض سيناء الغالية.. ولولا هذه التضحيات والبطولات ما كانت مصر لتنعم بالعزة والكرامة والأمن والاستقرار.
ورأى أن الأعمال الدرامية في رمضان تعرض حالة التطور والإنجاز والبناء والتنمية التي شهدتها مصر مثل الطرق.. واختتم الكاتب مقاله بالقول إن حالة التنوع والتجلي والإبداع في الأعمال الدرامية ومسلسلات رمضان تستحق الاحترام والتقدير وتشير إلى استعادة مصر لريادتها وقوتها الناعمة كاملة.
وفي شأن مجتمعي، استعرض الكاتب الصحفي فاروق جويدة - في عموده (هوامش حرة) - بصحيفة الأهرام تحت عنوان (رمضان الزمن الجميل) ما كانت تتميز به الأسرة المصرية خلال شهر رمضان المبارك حينما كانت تجتمع على موائد الإفطار والسحور وكان الطعام بسيطا، وقليل منه يكفى، وكان الجيران يتبادلون الوجبات ولم يكن لدينا فقير ينام بلا طعام وكان الناس يأكلون من بيوتهم فكل شيء في البيت .. وكثيرا ما كان أبناء القرية الواحدة يفطرون مع بعضهم وتأتي كل أسرة بما لديها من الطعام ويجلسون معا يسمعون قرآن الإفطار، وآخر أحلامهم كانت فوازير آمال فهمى وصلاح جاهين وألف ليلة وليلة للراحل الكبير طاهر أبو فاشا وزوزو نبيل فى إذاعة القاهرة.
وأضاف "هذا هو رمضان قبل أن تسطو على لياليه الجميلة حشود المسلسلات وعشرات الفوازير وأنواع الأطعمة والمكسرات والإعلانات على الشاشات التي تستفز بسطاء الناس".
وتابع: رحم الله رمضان زمان، رمضان الرضا والقناعة والتراحم والكفاية رمضان الزمن الجميل.. لا أعتقد أنه من الحكمة أن نطالب بعودة الطقوس القديمة للشهر المبارك لأن الزمن لا يرجع للوراء ومن حق كل جيل أن يعيش زمانه لكن هناك أشياء ليتنا نحافظ عليها مثل التواصل والتآلف والرحمة وألا تشغلنا الحياة بالكثير من مظاهرها".