رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أطفال بلا مأوى .. وعيد شكل تانى

4-9-2017 | 15:52


تحقيق: محمد عبدالعال - تصوير: خالد الخادم

كان لتوجيهات سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أثر بالغ فيما اتخدته وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع صندوق «تحيا مصر » فى إطار تدشين مشروع «أطفال بلا مأوى » لمعالجة ظاهرة ظلت لسنوات طويلة تؤرق ضمير هذا الوطن، ألا وهى ظاهرة «أطفال الشوارع » التى طالما مثلت خطرا على أمنه واستقراره.

« حواء » تجولت داخل دور رعاية «الحرية » إحدى الدور التابعة للمشروع لتعيش مع أطفاله فرحة العيد بعد أن عانوا من قسوة المجتمع لسنوات طويلة.

فى البداية يحدثنا عن المشروع محمود عبدالسلام، مدير مركز "الحرية" إحدى دور الرعاية التابعة لمشروع "أطفال بلا مأوى ": انتهت وزارة التضامن وصندوق "تحيا مصر" من حصر عدد 16 ألف طفل بلا مأوى، وقد بدأ صندوق " تحيا مصر" بالعمل علي تمويل المشروع بمبلغ 114 مليون جنيه لرفع البنية التحتية لدور الرعاية، كما قدم أجور للأخصائيين والاجتماعيين لسنة كاملة بعد تدريبهم للتعامل مع الأطفال، إلى جانب تمويل الأنشطة للأطفال فى مراحل التعليم المختلفة، أما وزارة التضامن فقد قدمت 50 مليون جنيه من صندوق الجمعيات بالوزارة لرفع المستوى التقني للمشروع وانتشاره.

وتابع: ينقسم المشروع إلى جزأين الأول خاص بالسيارات المجهزة لاصطحاب الأطفال من الشارع بمعرفة أخصائيين اجتماعيين ونفسيين مؤهلين، والخطوة الثانية هي تطوير 6 مؤسسات للرعاية، وقد قام الصندوق والوزارة بإقامة بنية تحتية لها من ملاعب وحمامات سباحة وغرف للموسيقى والسينما والرسم وأتوبيسات للرحلات، منها دار الحرية التى افتتحت فى شهر أبريل الماضى كأول دور رعاية تساهم في المشروع، مشيرا إلى أن هناك أطفالا يتم البحث عن عائلتهم، وآخرون في الدار سوف يحاول المشروع تحقيق الهدف المستقلبي له بدمجهم في المجتمع كأشخاص صالحين من خلال تعليمهم بشكل جيد والعمل على الجزء النفسي والاجتماعي، خاصة أن أغلبهم يرفضون فكرة القيود بسبب اعتيادهم التجول فى الشارع لفترات طويلة.

اختبارات

ويقول محمد فتح الله، أخصائى نفسي بالدار: يخضع الأطفال بعد اصطحابهم من الشارع لعدد من الاختبارات، منها النفسية لقياس مدى تأثره بالتجربة التي مر بها قبل الدخول إلي الدور، وكيف سيكون مدى تكيفه مع الأطفال المحيطين به، واختبار أخر للذكاء لقياس الجوانب العقلية، بعد ذلك يختار الأخصائي الاجتماعي برنامج تأهيلي مناسب للطفل بعد التأكد من عدم احتياجه للانتقال لمؤسسة أخرى تستطيع التعامل معه بسبب معاناته صعوبة فهم أو تعلم.

التعليم

أما عن نشاط الأطفال داخل المؤسسة وأسلوب التعليم تقول إيمان حجاج، المشرف العام على النشاط بالدار: الهدف الأول من تواجد الأطفال داخل الدار التعليم، حيث يبدأ يومهم خلال الدراسة بالاستيقاظ فى السادسة صباحا للإفطار والنظافة الشخصية، ثم تبدأ المشرفات فى تجهيزهم للذهاب إلى المدارس المحيطة، وبعد انتهاء اليوم الدراسي يبدأ الغداء الساعة الثانية، ثم يؤدى الأطفال صلاة العصر، وفى السادسة مساء تبدأ المذاكرة حتى الثامنة، ثم يتناولون العشاء بعده يحضر كل طفل أدواته المدرسية لليوم التالى ويخلدون للنوم فى تمام العاشرة مساء.

وتابعت: أما خلال الأجازات فيستيقظ الأطفال الساعة التاسعة ويتناولون وجبة الإفطار، بعدها يتم تقسيمهم لمجموعات على الأنشطة المختلفة كغرفة السينما أو الموسيقى والرسم وملاعب الكرة وحمامات السباحة بخلاف الرحلات الخارجية الترفيهية لزيارة معالم القاهرة المختلفة ورحلات المصايف التى ينطلق فيها كل أطفال الدار وتركهم بحرية للاندماج مع جميع الأطفال على الشواطئ تحت إشرافنا ورعايتنا.

وتضيف: أما بالنسبة لعيدي الفطر والأضحى فبعد أن تنتهي الصلاة داخل الملعب الكبير والتى يشارك فيها الأطفال قاطنى المنطقة يبدأ تنظيم الرحلات والأنشطة للأماكن الترفيهية، إلى جانب زيارات الأهالى للأطفال والتى يقدمون خلالها الهدايا.

حكايات من الشارع

وفي نهاية جولتنا التقينا عددا من الأطفال لنشاركهم فرحة العيد ونستمع إلى حكاياتهم، فيقول أحمد أمين 11 سنة، طالب فى الصف الخامس الابتدائي: لم أعرف في حياتى معنى الفرحة، فبعد وفاة أبى أقمت مع عمى لكن زوجته طردتنى من البيت لأجد نفسى في الشارع أعمل عند بائع فاكهة مقابل 10 جنيهات في اليوم، وبعد انتهاء يوم العمل أبيت في المحل، لكننى لم أستمر فى العمل وهربت إلى الشارع، وعندما وجدت عربة الدار ذهبت معهم لأجد حياة مختلفة ومعاملة حسنة من المشرفين، إلى جانب ذهابى إلى المدرسة، ومشاركة زملائى اللعب والمرح، أما يوسف عمر فلا يتذكر سوى الحزن، لكنه يؤكد أن الوضع تغير الآن فقد ذهب مع الأخصائى الاجتماعى للتقديم فى المدرسة المجاورة للدار، كما أنه يمارس العديد من الأنشطة.

ويقول محمد ريحان 13 سنة: كنت أقضى يومى كاملا بالشارع لكننى لم أتحمل مضايقات أطفال الشوارع خاصة الأكبر منى، وبعد انتقالى للدار وجدت اهتماما من المختصين، كما أذهب مع المشرفين وزملائى إلى دريم بارك والكثير من الأماكن الترفيهية، ومعهم عرفت معنى بهجة العيد والمناسبات المختلفة.

أما محمد يحيى 11 سنة فيقول: تركت منزل أبى منذ 5 سنوات بسبب ضرب زوجته لى باستمرار، وعشت في شوارع وسط البلد تطاردنى الحكومة تارة وأهرب من البلطجية أخرى، لكن بعد أن التحقت بالدار شعرت بالأمان، وأتمنى أن ألتحق بالمدرسة لأحصل على شهادة يمكننى من خلالها الحصول على فرصة عمل.