كتبت : هدى إسماعيل

ينتهز الكثير أيام العيد للسفر إلى الشواطئ والاستمتاع بالبحر والهواء، بينما يخرج آخرون إلى المتنزهات والأماكن الترفيهية لمشاركة أبنائهم فرحتهم، فيما يجدها البعض فرصة لصلة الرحم والزيارات العائلية، لكن هذا الحال لا ينطبق على الكثير من المهن التى تحرم ذويها من مشاركة أهلهم الفرحة والبهجة.. «حواء » حاولت أن تعوضهم وتكون معهم هذا العيد..

لا يختلف العيد بالنسبة لأصحاب هذه المهن عن غيره من أيام السنة سوى في شيء واحد وهو أن رغبتهم الشديدة بالبقاء مع أسرهم تظل مجرد رغبة غير قابلة للتحقق، كما أن أجازة العيد هي حالة طوارئ بالنسبة للأطباء وأعضاء أي فريق طبى، فهم دائما في حالة استعداد وتأهب، لذلك يصعب عليهم الاستمتاع به مع عائلاتهم، فيقول د. محمد اليماني طبيب: نكون دائما على أهبة الاستعداد لاستقبال أي حالة طارئة خلال أيام العيد، وإذا حصلت على أجازة أثناء تلك الأيام فإنني أحاول جاهدا الاستمتاع قدر المستطاع مع عائلتى، ورغم ظروف العمل فصلاة العيد لا أستطيع أن أغيب عنها، أما د. مختار محمد، صاحب إحدى الصيدليات فيقول: الصيدلية كالعيادة كلاهما يكمل عمل الآخر، لذلك لا يوجد صيدلية تغلق أبوابها أيام العيد، فالطوارئ والمرض لا يعرفا مناسبات.

عيون ساهرة

الشرطة من أخطر المهن التي لا تعرف معنى الراحة سواء أكان في العيد أو غيره من المناسبات العامة، فهي عيون ساهرة ترعى المواطن، فمن أجل أن نستمتع نحن بالعيد يقفون حامين للوطن, ومنهم "عسكري المرور" الذي لا يغادر مكانه حتى يحصل المواطن على السلامة والأمان في القيادة, فيقول عبد العزيز، أحد عساكر مرور القاهرة: أحاول تعويض عائلتى بعد العيد بالتواجد معهم والتنزه بالأماكن العامة، لكن في العيد علي الالتزام بعملنا وعدم التقصير فيه، ورغم أن الكثير من الناس لا تحترم عسكري المرور إلا أنه عمله رسالة وواجب وطني قبل أن يكون وظيفة، والدليل على ذلك أنه إذا غاب العسكرى عن مكانه يوما لما تمكن أى مواطن من الوصول إلى عمله أو المكان الذي يريد الذهاب إليه.

الجزار

 "نحن محرومون من أجازة عيد الأضحى فهو موسم للعمل" هكذا بدأ حجازي الجزار حديثه معنا وقال: عيد الأضحى ده رزق من عند ربنا سواء أكان في بيع اللحوم بداخل المحل أو الذبح لمن يريدون الأضحية، أما بالنسبة للعائلة والأهل فهم يعلمون جيدا طبيعة العمل، وبعد انتهاء أيام العيد الثلاثة أغلق محلى لمدة أسبوع وأشارك أسرتى فرحتهم بالعيد من خلال زيارة الأهل والأصدقاء وتنظيم بعض الخروجات إلى الأماكن الترفيهية.

موسم الأفراح

ولان العيد هو موسم الأفراح نجد الكثير من مراكز التجميل في أهبة الاستعداد لاستقبال العرائس والفتيات فتقول  خبيرة التجميل موني فؤاد: تنتهز الكثيرات من الفتيات اجازة الاعياد لإتمام زواجهن لذلك فهذه الأيام بالنسبة لي هي ذروة العمل،  لذا لا أشعر بفرحة العيد مع ابني وزوجي، لكن بعد انتهاء وقت العمل أبذل قصاري جهدي لأعوضهما  عن غيابي، والمهم أن زوجي يتفهم طبيعة عملي ويقف بجانبي ويساندني لان عملي هو ايضا هوايتي لا أستطيع التنازل عنه.

أحلى الذكريات

"العيد بالنسبة للمذيع أيام عمل طبيعية يتم التعويض عنه بعد انتهائه" بهذه العبارة تبدأ كلامها مها عادل مقدمة برامج بالتلفزيون المصري وتقول: أحاول جاهدة التواجد مع أسرتي أطول فترة ممكنة بعد مواعيد العمل لتعويضهم عن غيابي في العيد، وعن ذكريات العمل في العيد تقول مها: أجمل ما أتذكره في برامج الهواء هو التواجد مع المصريين والمغتربين والعرب لنكون لهم جسر تواصل مع عائلتهم وتخفيف حدة الغربة عنهم، بجانب الاجتماع بأصدقاء العمل الواحد في حالة من الود والحب والبهجة والمشاركة الجماعية بفرحة العيد، فوجود الأصدقاء يخفف من الشعور بالألم بغياب العائلة بسبب العمل.