رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


درس تعادل مصر مع إسرائيل ٢-٢ في الشطرنج

14-1-2017 | 23:10


في بطولة العالم لفرق القارات بأرمينيا ،تعادلت مصر مع إسرائيل ٢-٢ في الشطرنج

أيضا الفريق الإسرائيلي حصل في أوليمبياد بطولة العالم بألمانيا بدرسدن منذ ٣ سنوات على المركز الثاني على العالم بعد أرمينيا متخطيا منتخبات عريقة كروسيا والولايات المتحدة وأسبانيا وفرنسا.

مصر تقابلت مع إسرائيل ثلاث مرات إثنتين منها انتهت بفوز إسرائيل،كانت الأولى بناء على طلب الرئيس الراحل السادات عندما أجريت مبارة ودية بين الفريقين المصري والإسرائيلي وانتهت بفوز الأخير في فندق مينا هاوس في السبعينات.

وتقابل الفريقان في درسدن بألمانيا وانتهت المباراة بفوز الفريق الإسرائيلي ٢,٥- ١,٥، ووقتها فاز لمصر خالد عبد الرازق وتعادل باسم سمير وخسر أحمد عدلي من جلفاند وخسر محمد عزت.

الفريق المصري حقق في أرمينيا تعادلا غاليا بمذاق النصر، لأن لاعبيه لا تزيد أعمارهم على ٢٤ عاما وكلهم مصريون، بينما الفريق الإسرائيلي متوسط أعماره فوق الخمسين وكلهم محترفون اشترتهم إسرائيل ومنحتهم الجنسية.

في المباراة الأخيرة بأرمينيا تفوق لاعبنا سامي شكر المحترف بفرنسا وهزم الأستاذ الروسي الكبير «إيميل موتوفيسكي» في مباراة رائعة،وتعادل بطل إفريقيا والبحر المتوسط باسم سمير مع جلفاند المخيف الذي كان ينافس على لقب بطل العالم، وتعادل محمد عزت ، وخسر لاعبنا الدولي الكبير أحمد عدلي بطل العالم تحت ٢٠ برغم وضع التعادل الواضح بعد أن ارتكب خطأ في نهاية الدور، وكان الفريق المصري الأقرب للفوز.

ماحدث في الشطرنج عبرة لما يجب أن يحدث في مصر ، منذ سنوات بعيدة،لم يكن في العالم العربي أستاذ دولي كبير واحد في الشطرنج،باستثناء لاعب عجوز من تونس،وفي مصر لاعب واحد يفوز بأغلب بطولات الجمهورية هو عاصم عبد الرازق وينافسه طارق فطين وصلاح شلبي وآخرين،وكان كل ما يحدث عشوائيا،ويصب في صالح هؤلاء العواجيز ،وكبار السن يسيطرون على مقدرات المكان،ومصر لم تنجح في تحقيق لقب أستاذ دولى كبير لواحد من لاعبيها،وفي وسط هذا الظلام لاحت بارقة أمل عندما فاز لاعبنا الدولى الكبير عماد عبد النبي بذهبية الأوليمبياد، لكن كل هذا كان مجرد اجتهادات شخصية.

بعدها تولى الاتحاد الأستاذ حسين نفادي – رحمه الله – وقرر أن يبدأ من اللاعبين الصغار، لصناعة جيل من الموهوبين،ووقع الاختيار على أحمد عدلي وباسم سمير وكان عمرهما وقتها لا يزيد على ١٤ عاما ومعهما طفلة صغيرة هي منى خالد.

اللاعبون الثلاثة كانوا نموذجا للاختيار الجيد ،موهوبين ، ومن أسر تحرص على تنمية مواهب أبنائها،وتعاقد الاتحاد المصري مع مدرب دولى موهوب ( كينجز) وهو أحد أعمدة فريق إعداد أبطال العالم في المباريات النهائية،وأحب كينجز عبقرية المصريين وفي سنوات معدودة حصلت منى خالد على لقب أستاذ دولي كبير لتصبح أصغر أستاذ دولي على مستوى العالم، أما أحمد عدلي فقد حقق قنبلة بالفوز بالمركز الأول في بطولة العالم تحت ٢٠ سنة ،وفي العام التالي أثبت باسم سمير أن فوز أحمد عدلي لم يكن مصادفة ، وحصل على المركز الثالث في بطولة العالم تحت ٢٠ سنة وكان الأقرب للفوز بالمركز الأول.

ما حققه هؤلاء الثلاثة في سنوات معدودة يساوي كل ما تحقق في تاريخ الاتحاد منذ نشأته منذ ٨٠ عاما وحتى الآن .

يكفي أن أصف ما حدث في موزمبيق في بطولة الألعاب الإفريقية،كانت كل الشواهد تشير لفوز نيجيريا بالبطولة تليها الجزائر وأن مصر سيكون ترتيبها على أفضل تقدير الثالث، وكان الباقي على موعد البطولة أربعة أيام،والفارق بين مصر والجزائر ثلاث ميداليات ذهبية وبين مصر ونيجيريا ٩ ميداليات ذهبية ، عندما بدأت منافسات الشطرنج واكتسح المصريون الملعب، منى خالد وحدها حققت ٦ ميداليات،وفي غضون يومين صعدت مصر لتنافس من جديد ، وتحمست بقية الفرق ، وحقق الشطرنج ١٤ ميدالية ذهبية ، وأصبحت كل البعثة المصرية ولا حديث إلا عن الشطرنج.

اكتسح جيل الشباب كل البطولات المصرية بجدارة،وتشرفت بأن أكون رئيسا للجنة الفنية مع السيدة الراحلة جيهان السحار (والدة البطلة منى خالد) وأن أكون رئيسا للإتحاد وأساهم في صنع وجوه أخرى من الموهوبين الشبان مثل شروق ناجي بطلة المحلة( حصلت هذا العام على لقب أستاذ دولي ) وكريم وجيه وغيرهما .

الكبارالذين فعلوا هذا في الشطرنج يستحقون كل تقدير،لأنهم أفسحوا المجال للشباب بثقة،وأنا شخصيا لعبت منذ أيام مع محمد عزت بطل العرب في مباراة رسمية وكدت أهزمه،وضحك وهو يوقع على نتيجة المباراة بعد أن قررت تسليم الدور، فقد كنت ومازلت فخورا بأنني وغيرى تواريت عن الأنظار لأسمح لهؤلاء الأبطال بالتفوق والظهور.

ما حدث في الشطرنج ، أننا تعادلنا مع إسرائيل ،لكن للأسف هذا لا يحدث في عالم الصناعة والزراعة والديمقراطية والأجهزة الإدارية،لأن هياكل العواجيز ما زالت ترقد فوقنا،وتمنعنا من الحركة لتجرنا معها إلى الوراء.

ليتنا نزيل من طريقنا تلك الأقلام الصدئة والنفوس الصغيرة ،لنتعادل في الصحافة والتعليم والصحة والاقتصاد مع إسرائيل.

كتب : عادل سعد