رؤية برلمانية لمواجهة «الثأر» بالصعيد.. ولجنة خاصة لفض المنازعات
كتبت- خلود الشعار
أكد برلمانيون، أن مقترح تشكيل لجنة لفض المنازعات والخصومات الثأرية فى محافظات الصعيد، سيكون له مردود إيجابي وقوي في القضاء على تلك الظاهرة المتوارثة منذ قرون في مختلف محافظات الوجه القبلي.
وكان النائب توحيد تامر، تقدم بمقترح فض المنازعات، خلال الأيام الماضية، عقب زيادة نسبة الخصومات الثأرية، والنزاعات، والمشكلات خلال الفترة الأخيرة في محافظات الجنوب.
معتقدات قبلية
النائبة فايزة محمود، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، قالت إن مقترح إنشاء لجنة فض المنازعات والخصومات في محافظات الصعيد جيد ومهم للغاية، حيث أنهم يتبعون معتقدات قبائلية تؤدي إلى إراقة الدماء، مشيرة إلى أن القبائل تجتمع لحل هذه الخصومات، وهو ما حدث في أكثر من واقعة خلال الفترة الأخيرة.
وأضافت لـ"الهلال اليوم"، أن هذه اللجنة من الممكن أن تضم كبار رجال القبائل في مختلف المحافظات، متمنية أن تكون لهذه اللجنة دورًا فعالًا في القضاء على هذا المعتقد.
التعليم لا يمحوا الثأر
ولفت إلى أن أبناء الصعيد أغلبهم تلقوا تعليمهم في مختلف الجامعات وعلى مستوى عالي من الثقافة، وبعضهم يتولون مناصب قيادية عليا في مختلف الجهات والهيئات، ولكن تربوا على النزعة الثأرية، لافتة إلى أنهم يعتقدون أن هذا الأمر يمس الشرف وكرامة الأسرة بأكملها، وبالتالي فإن تفعيل دور التوعية من قبل اللجنة لن يكون مجديًا، ولكن التدخل في حل المنازعات وقضايا الثأر ستكون نوعًا للحد من الفكر المترسخ في عقولهم.
رؤية وآلية مكتملة
النائب حمدي بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، قال إنه يجب تشكيل عدة لجان على مستوى المحافظات والقرى في كافة انحاء الجمهورية، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون المقترح مفصلًا لهذا الأمر، كي يكون مجديًا قابلًا للتنفيذ، وتحقيق النتائج المرغوب بها.
وأضاف لـ"الهلال اليوم"، أن المقترح المقدم يجب أن يكون مكتمل الأركان ومفصلاً وإلا يكون كلامًا مرسلًا، لافتًا إلى أن فكرة المقترح ستكون جيدة إذا كانت اللجنة مكونة على مستوى كل محافظة، وأن يشارك بها كبار رجال الإقليم بمشاركة المحافظ ومدير الأمن ومدير الشئون الاجتماعية وكبار الشخصيات الدينية والعائلات المختلفة.
وطالب بوضع طرق وآليات للتعامل مع النزاعات وإقرار برتوكولًا للتعاونيًا، يضمن محددات التعامل، فضلًا عن الاجتماعات الدورية في كل فترة، لمتابعة سير الأمور، ولقاءات في كافة الأماكن المحتقنة، والتي ما زالت تشهد هذه المنازعات الثأرية.
متطلبات المقترح
أما النائب محمد بدوي، عضو مجلس النواب عن محافظة المنيا، قال إن هذا المقترح شهد ترحيبًا واسعًا من قبل الكثير من أعضاء المجلس، فهو نتيجة مجهود كبير من قبل النائب توحيد تامر، لافتًا إلى ضرورة وجود معطيات لهذا المقترح، حيث أنه من المفترض أن يتم التعامل مع الخصومات الثأرية بنوع من الجدية.
وأضاف لـ"الهلال اليوم"، أنه من العيب أن تنتشر فكرة الثأر وقد وصلنا إلى القرن الـ21، فمن المفترض أن يكون قد تغير الفكر لدى الكثير في محافظات وقرى الصعيد، مشيرًا إلى ضرورة رؤية منهجية التعليم وتغيير نظامه ونظام الفكر المتواجد به، فضلًا عن تغيير الوعي، حيث أن غالبية المتواجدين في الصعيد ما زالوا يفكرون في الثأر، فهو أمر مترسخ ومتوارث عبر الأجيال المختلفة.
لجان بالقرى والمحافظات
وأوضح، ضرورة تشكيل لجنة رئيسية متفرع منها عدة لجان أخرى فرعية، لأن هذه اللجنة وحدها لن تستطيع مواجهة كافة المشاكل في المحافظات والقرى المختلفة بالصعيد، لافتًا إلى أنه من الصعب أن تجتمع هذه اللجنة في محافظة ما لتأدية دورها تجاه قضايا الثأر، تاركة القضايا المماثلة في المحافظات الأخرى.
وتابع:" أن اللجان الفرعية ستكون على مستوى كل مركز تابعًا لمحافظة ما، مشيرًا إلى المقترح بحاجة إلى نوع من التنظيم ووضع آليات لتنفيذه، وأن تكون لها شرعية تتعامل بها على أرض الواقع، لأنها قد تواجه بعض العراقيل، منها عدم موافقة طرف على الصلح.
وأكد، أن اللجنة يجب أن يكون لها سلطات منفصلة تستطيع من خلالها إدانة الأطراف المصرة على الآخذ بالثأر ورفض الصلح، لافتًا إلى أن تلك الخصومات ستتراجع بمجرد انطلاق عمل تلك الللجنة بعد الانتهاك من رؤيتها النهائية.