رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«الحلم بغاية ما».. سيرة ذاتية للكاتب كولن ويلسون

5-9-2017 | 13:23


الكاتب كولن ويلسون نشر في أواخر ستينات القرن الماضي، سيرته الذاتية الأولى بعنوان "رحلة نحو البداية: سيرة ذاتية ذهنية"، ولكن ثمة فروق بينها وبين السيرة الثانية المعنونة بـ"الحلم بغاية ما".

السيرة الأولى جاءت مثقلة بتفاصيل كثيرة تخص علاقاته مع الآخرين تماشياً مع اندفاع الشباب المتأخر التي كانت تستعر في روح الكاتب، أما سيرته الثانية فقد جاءت أكثر تركيزاً على فضاء الأفكار التي شكلت شخصية الكاتب، واستمد منها ينبوع إلهامه على مدى حياته الحافلة باشتغالات معرفية كثيرة، ومنذ أن غادرنا الروائي والفيلسوف الإشكالي أواخر عام 2013 طفت على السطح كتابات كثيرة.

تؤبن الرجل بطريقة محايدة وبتقريض بروتوكولي لأعماله دون الانغماس في اشتغالات نقدية كثيرة باستثناء قلة من الإشارات إلى أعماله، كتبها صحفيون أو مراجعو كتب، ولكن بضعاً من هذه الدراسات كتبها فلاسفة مرموقون لهم مكانتهم في البيئة الأكاديمية البريطانية وهو ما يمنح هذه الكتابات مقبولية معقولة ويشجع على قراءتها من قبل محبي الكاتب الراحل أو سواهم، وهذا السبب لوحده أراه كافياً ودافعاً لترجمة أعمال من هذا النوع بعيداً عن الكتابات المتعجلة أو تلك التي تترسم صدى سنوات سابقات في عقدي الخمسينات والستينات وتحشر كولن ويلسون في خانة الوجوية اليسارية في حلتها السياسية كما هو مألوف في بيئتنا العربية.

حيث يسود واحد من أمرين: محبة عمياء للكاتب حد أسطرته وجعله أيقونة شبيهة بالأيقونة السارترية وأمثالها من أيقونات الفكر الوجودي التقليدي في نسخته الفراكوفونية بخاصة، أو بغضاء غير مفهومة للرجل تنحو منحى إيديولوجيا بدوافع سياسية على الرغم من أن الرجل كان ميالاً إلى الاشتراكية المرشدة المعقلنة ـ السائدة في بريطانيا والمنطقة الاسكندنافية وعموم القارة الأوروبية ـ والتي كان يتشارك فيها مع برناردشو: الكاتب الأثير إلى عقل ويلسون وروحه كما أن اشتغالات ويلسون فلسفية وأدبية وسايكولوجية في أساسها ولم يعرف عنه أية حركية حزبية تحت جناح سياسي محدد السمات.