رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شركات المقاولات تتأهب لغزو السوق الإفريقية

5-9-2017 | 15:11


افريقيا "متعطشة" لمشروعات البنية التحتيه والتنموية
عبد العزيز: لابد من الاهتمام بالدول الافريقية وعلى رأسها حوض النيل
محسن صلاح: التوجة للأسواق الإفريقية من اولويات الشركات

تحقيق – زينب أبو الخير:

بدأت شركات المقاولات في الاستعداد بصورة مكثفة لغزو دول عديدة فى دول إفريقية، وقد وضعت شركات المقاولات ورقة عمل لعرضها بصورة مشتركة من خلال ممثلين عن اتحاد مقاولي التشييد والبناء للهيئات والمؤسسات المماثلة له في دول القارة السمراء بالإضافة إلى عقد لقاءات منفردة مع مسؤولي الشركات العقارية بهذه الدول لإبرام صفقات مشتركة.

وأكد رؤساء شركات المقاولات أن الدول الافريقية بوابة لزيادة استثماراتها خلال الفترة المقبلة موضحين أن الاستثمارات هناك اقتصرت على كبرى الشركات فقط، وفي مقدمتها المقاولون العرب وحسن علام وأوراسكوم، لافتين إلى أن هناك سباق دولي تتصدرة الشركات الصينية على هذه السوق بدأ منذ سنوات إلا أن العراقيل التي عانت منها الشركات المصرية منعت وصولها إلى تلك الدول.

وتستحوذ شركة المقاولون العرب على النصيب الأكبر فى القارة السمراء بحجم استثمارت 205 مليون دولار فى العام المالى 2016-2017، فى 12 دولة افريقية، وهى نيجيريا وغينيا الاستوائية والكاميرون واثيوبيا واوغندا وتوجو والكونغو وكودفوار وزامبيا وتشاد والسودان وجنوب السودان، فيما تنافس شركة حسن علام على عدة مشروعات فى اوغندا والسودان وشركة اوراسكوم تحتل مرتبة متقدمة فى شمال افريقيا تحديدا المغرب والجزائر.
وأضافوا أن المشروعات الخارجية تعد صمام أمان لشركات المقاولات ومنفذ جديد لطاقتها، وتساعد بشكل كبير في توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدول، مؤكدين أن مصر باتت في أمس الحاجة إلى زيادة التعاون الاستثماري مع القارة السمراء خلال الفترة الحالية أكثر من أي وقت مضى.

البداية مع حسن عبد العزيز رئيس اتحاد مقاولى التشييد والبناء ورئيس الاتحاد الأفريقي لمنظمات مقاولي التشييد ، والذي أكد أن الدول العربية ظلت لسنوات طويلة قِبلة شركات المقاولات إلا أن الاضطرابات التى شهدتها بعض هذه الدول والتي تسببت فى خسائر للشركات العاملة بها دفعت مستثمري القطاع العقاري وشركات المقاولات إلى تكثيف جهودهم لاقتحام السوق الإفريقية بما يساعدها على استغلال طاقتها الكبيرة وزيادة نشاطها ونموها.

وتابع أن الشركات وجدت ضالتها فى إفريقيا نظرا لما تمتلكه من بنية تحتية ضخمة، ولعدم تشبعها بعد بنوعية المشروعات السكنية التي تقدمها الشركات المصرية بخلاف الدول العربية والتى تواجدت فيها الشركات المصرية منذ فترة طويلة، مؤكدا أن الاستثمار فى القارة السمراء نافذة لتوطيد العلاقات السياسية ولذلك فإن الاستفادة من زيارة السيسي لابد وأن يكون هدف أساسي لدى كل الشركات التي تتطلع إلى السوق الإفريقية.

وأشار إلى ان هناك عدة شركات توجهت إلى إفريقيا وفى مقدمتها "المقاولون العرب" والتي لها أعمال فى عدد من الدول منها زامبيا ونيجيريا وغينيا وإثيوبيا، وكذلك شركة " مختار إبراهيم" وشركة "حسن علام" والتى تنفذ مشروعات فى السودان وتسعى للعمل فى أوغندا وساحل العاج والمغرب.

وأضاف أن أفريقيا مهد الثروات الطبيعية والخامات والمناجم إلا أنها تفتقر إلى التقدم التكنولوجي وعلى رجال الأعمال أن يكون دورا كبيرا في تعظيم الاستفادة من القارة الإفريقية والاستفادة من مواردها، مشيرا إلى أن تعظيم فرص الاستثمار بين الدول الإفريقية يحتاج إلى مساندة حكومية وتكاتف مع كافة منظمات الأعمال المختلفة و البنوك الوطنية و التعاون البناء حتى تستطيع اللحاق بالدول المتقدمة في أسيا و أمريكا الجنوبية.
ووفقا للتقارير الصادرة عن كبرى المؤسسات الاقتصادية العالمية فإن أفريقيا جذبت معدلات أعلى من الاستثمار الأجنبي المباشر من أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأوروبا الغربية، التي لطالما حققت نسب أعلى في هذا النوع من الاستثمار سابقاً، وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستثمر في أفريقيا، في حين أن دولة الإمارات وفرنسا والصين والبرتغال توسع تواجدها في القارة السمراء،  واستحوذت الولايات المتحدة على 13.8٪ من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا خلال الأعوام الأخيرة.

ومن جانبه قال المهندس محسن صلاح رئيس شركة المقاولون العرب، إن الشركات تضع فى مقدمة أولوياتها خلال المرحلة المقبلة توسيع نطاق مشروعاتها في الأسواق الإفريقية، وذلك من خلال الزيارات المستمرة والمتبادلة لعدد من الدول الإفريقية وبحث تنفيذ مشروعات بنية تحتية والتى توجد بوفرة فى هذه الدول، موضحا أن الجولة التي سيقوم بها السيسي تعد فرصة ذهبية أمام قطاع المقاولات لغزو هذا السوق العملاق.
وأوضح أن الشركات تسعى بكل الطرق لفتح أسواق جديدة تمكِّنها من تفادى تكرار تعرضها للتوقف مرة وذلك عبر التنوع لتقليل المخاطر، مشيرا إلى أن المشروعات الخارجية تعد صمام أمان لشركات المقاولات ومنْفذ جديد لطاقتها، وأن هناك مشروعات مشتركة وعروض استثمارية سيتم طرحها على كافة الدول للاستفادة من الزيارة في توسيع العمل المشترك.

وأضاف أن شركات المقاولات المصرية سبق لها العمل فى عدد من الدول الإفريقية مثل ليبيا والسودان وتنفذ عددًا من مشروعات الطرق والصرف الصحى وتسعى للتوسع فيها، إضافة إلى دول المغرب وساحل العاج وأوغندا، وهذه الدول فى حاجة إلى العديد من المشروعات التى نمتلك خبرة كبيرة فيها.

وقال إن تمهيد الطريق لدعم الاستثمارات والتعاون المشترك مع الدول الأفريقية يظل الخيار الإستراتيجى الأمثل فى المرحلة الراهنة، مع تنوع الفرص الاستثمارية المتاحة، وحاجة الدول الأفريقية الملحة إلى النهوض باقتصادها، وتكوين تكتلات اقتصادية قادرة على تحقيق معدلات النمو المستهدفة.

وفي سياق متصل قال المهندس شمس الدين يوسف، رئيس شركة الشمس للمقاولات، إن شركات المقاولات المصرية الراغبة فى تنفيذ مشروعات فى أفريقيا، تواجه مشكلات بعضها مهنية تتمثل فى ارتفاع أسعار مواد البناء، أو مشكلات مع الجمارك من ناحية ارتفاع الرسوم المفروضة على دخول الآلات والمعدات، أو رفض هذه الجهات جلب معدات من الخارج، واشتراط استخدام المتاح داخليا، أو مشكلات سياسية تتمثل فى عدم وجود علاقات بين مصر وهذه الدول، وكل تلك العقبات يمكن إزالتها تماما بعد زيارة الرئيس السيسي إذا تم وضع خطة مُحكمة لها بين مجتمع الأعمال والحكومة.