الشواكيش.. قلعة تنهار وتاريخ يمحى أمين الصندوق الحاكم بأمر الله فى الترسانة وقرارات النادى تناقش بمقهى بلاى بوى
تقرير: أحمد عسكر
يمر نادى الترسانة بمرحلة عصيبة للغاية، بعد أن اجتاحت جدرانه أعاصير الغضب، وارتفعت صيحات الأعضاء للبحث عن منقذ ومخلص، قلعة الشواكيش، التى ساهمت فى كتابة تاريخ الكرة المصرية تواجه انهيارا تلو الآخر، وتشدها أشباح النسيان لتهبط إلى دورى الدرجة الثالثة، ورغم محاولات البعض لاستعادة النبض المفقود، تغوص قافلة الترسانة فى دوامة الهبوط واستنزاف النقاط.
بدأت عاصفة الغضب فى الشواكيش بعد الخروج المبكر من مسابقة كأس مصر، وتلقى الهزيمة تلو الأخرى من فرق لا تملك أى تاريخ كروى، وانتهز البعض فرصة اقتراب موعد انتخابات النادى ليزيد إشعال النار بين جنات النادى العريق، وتغاضى عدد كبير من أبناء النادى عن بعض الأخطاء فى مقابل احتفاظهم بمصالح شخصية.
حيث علمت المصور تراجع صلاح عبد الفتاح نائب رئيس النادى عن التقدم باستقالته بعد تهديدات كل من أحمد جبر ورجب عبد اللطيف بكشف بعض الأخطاء والمخالفات، خاصة مع نيته خوض الانتخابات المقبلة، صلاح يتحمل جزءا كيرا مما وصل إليه الترسانة وفقا لرؤية عدد كبير من أبناء النادى، بل إن البعض يحمله المسئولية كاملة فيما وصل إليه النادى من تدهور، وسوء نتائج فريق كرة القدم ودخوله دوامة الهبوط للقسم الثالث، مؤكدين أن القرارات الخاصة بالنادى يتم تداولها على مقهى بحى إمبابة يدعى «بلاى بوى»، بالإضافة إلى تراجع وليد رمضان، عضو مجلس الإدارة، عن الاستقالة بسبب الكافيه الموجود فى سور النادى، والذى يديره من الباطل.
وهناك تساؤلات كثيرة يطرحها أبناء النادى حول «أيمن على» أمين صندوق نادى الترسانة بسبب جلوسه الدائم بجوار الجهاز الفنى واللاعبين، وبسبب كونه المالك الحقيقى لكافتيريا نادى الترسانة، وله مديونية لدى النادى تفوق الـ٢ مليون جنيه خلال الموسمين الماضيين فقط، رداءة الطعام ووصول تكلفة الوجبة إلى ٣٥ جنيهًا للاعبى الفريق، هذا بخلاف فواتير أعضاء المجلس، والتى لا تتم المحاسبة عليها إلا من خلال ميزانية النادى، بالإضافة إلى تدخله فى العديد من شئون النادى خارج اختصاصه، مثل إصراره على استمرار الحكم الدولى السابق فهيم عمر فى منصبه كمدير للكرة، بعد أن أبلغه حرفيًا بأنه لن يوقع على أى مصروفات أومرتبات للفريق حال عدم وجوده بالجهاز، مما دفع المدير الفنى الجديد يحيى السيد إلى رفض توصيات أمين الصندوق، وطلب من أعضاء المجلس إعفاءه من المسئولية تمامًا، نظرًا لتهديدات أيمن علي، واكتفى المجلس بالتخلى عن فهيم عمر دون مساءلة أيمن على فيما يخص حقيقة تصرفه خارج اختصاصه، وهو ما يضاف إلى واقعة أخرى تدل على ما وصل إليه النادى من تجاوزات عندما طلب رجب عبداللطيف، عضو مجلس الإدارة، من يحيى السيد قبل اعتذاره أن يضم شقيقه علاء عبداللطيف ضمن الجهاز الفنى المعاون، ولكن السيد رفض أى مجاملات أو تدخل من قبل أعضاء مجلس الإدارة.
جوانب سلبية أخرى وضعت أبناء الشواكيش فى خانة اليك، وبدأ فقدان الأمل فى استعادة المجد المفقود، حيث وصلت ديون النادى إلى ما يقرب من ٥٠ مليون جنيه، بالإضافة لانقطاع الغاز الطبيعى عن النادى عدة مرات بسبب عدم سداد مستحقات شركة الغاز، وهو ما دفع أعضاء الجمعية العمومية للتحرك من أجل إنقاذ النادى.
يأتى هذا ليكمل الحلقة التى بدأت تتكون باستقالة الثنائى مؤمن شاكر ومحمد طارق السعيد، عضوى مجلس إدارة الترسانة، والتى قدمت رسميًا إلى المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، لتكشف المجاملات، التى يتبعها مجلس إدارة النادى، فى محاولة منهما لتبرئة ساحتهما من الجرائم، التى ترتكب فى حق النادى العريق، وللحفاظ على بعض الفرص فى خوض غمار الانتخابات القادمة، حيث أكدا فى الاستقالة أن الظروف أصبحت صعبة للعمل داخل مجلس النادى بسبب الصراعات وتغليب المصالح الشخصية على مصلحة نادى الترسانة، وأشارا إلى فشل فريق الكرة، متهمين أحمد جبر، رئيس النادى، باتخاذ قرارات فردية دون الرجوع إلى مجلس الإدارة، مثل قراره بفسخ التعاقد مع ١٠ لاعبين بالفريق دون حصول النادى على أى مقابل، وهو ما تسبب فى وجود ١٣ لاعبًا فقط في التدريبات من بينهم حارس مرمى وحيد، بالإضافة إلى قيامه بتغيير بعض البنود بعد الاتفاق عليها بين الأعضاء، وسوء إدارة الموارد المالية، التى أدت إلى تأخر صرف رواتب العاملين، وتردى وسوء الخدمات المقدمة للأعضاء، وانهيار النادى على المستوى الرياضى فى كل الألعاب.
البعض من أعضاء النادى اعتبر حسن فريد رئيس نادى الترسانة السابق هو المخلص، منتظرين قدومه على رأس قائمة قوية يتم اختيارها بدقة وعناية شديدة، للخروج من مستنقع التردى، الذى سقطت فيه قلعة الشواكيش، ورغم احتمال تأخر انتخابات الترسانة قريبا بسبب تأخر صدور قانون الرياضة الجديد، الذى يتم مناقشته فى مجلس النواب، بدأ فريد فى عقد اجتماعات موسعة استعدادا لخوض المنافسة على مقعد الرئيس بدعم عدد كبير من الأعضاء، بينما يتساءل البعض عن قدرة فريد فى العودة بالنادى إلى صفوف الكبار، خاصة أن مرحلة الانهيار قد بدأت فى الأيام الأخيرة من توليه مسئولية النادى العريق جدير بالذكر أن المتنافسين علي انتخابات مجلس إدارة الترسانة سيبدأو الاستعدادات مبكراً يوم ١٧ مارس.